الجزء4 الحفله

772 15 0
                                    

قاد غافن سيارته برشاقة وسأل جين:

" هل تحبين الأستماع الى بعض الموسيقى؟"

" نعم أرجوك"

فكرت أن ذلك سيوفر عليها على الأقل حرج فترات الصمت في حوارهما بل لن يكون حوار على الأطلاق0

كان قلبها يخفق 0 لم يكن خيالها الذي صور لها ذلك ولكنها أحست بالفعل وكأن توترا يغمرها بموجات تكاد تكون محسوسة0 حدثت نفسها قائلة:

" أنه يكرهني وانا عرفت ذلك فلماذا لا اتجاهل تلك الحقيقة0 لم تكن لديها أسلحة مماثلة تقاتله بها عدا أـنوثتها 0ففي اعماقها كانت تعلم انه برغم عجرفته كانت هي التي تملك المبادرة 0 فضعفها كان في الواقع هو سبب قوتها0

- متى تنتهي تلك الحفلات عادة ياغافن؟

- تستمر طوال الليل أحيانا0 ولكن تستطيعين الانسحاب ساعة تشائين 0

كان صوته رقيقا يفتقر إلى الحماس لكنها لاحظت أن يديه كانتا تتضغطان على عجلة القيادة قليلا0 إنها تفضل أن تخلد إلى النوم بعد منتصف الليل مباشرة0 لكنها لن تطلب منه أن يعيدها إلى المنزل تراءى لها وجهه وهي تطلب منه أن يعودا و الحفلة في اوجها0

كان يتجهان الآن صوب بورت باتريك لكن كل شيء بدأ مختلفا الآن في ظلمة الليل وكأنه تبدل بفعل سحر السماء السوداء المخملية ، ليبدو كأرض العجائب المرصعة بالنجوم0 تنهدت بعمق وقد أحست أنها وقعت بالفعل في هوى تلك الجزيرة وسحرها الغامض

ياليت كولن هو الجالس جوارها لكانت شعرت معه بالراحة تنعم بدفء إعجابه الصريح بدلا من شعورها الحالي بالذنب لأنها تضيع وقت هذا الرجل المضطر لمصاحبتها وتذكرت أن كولن وميغان سيكونان في الحفل مما جعلها ترتاح0

خفت حدة التوتر قليلا عندما نجحت جين في الأسترخاء0

ساعدتها الموسيقى على ذلك لأنها وفرت لها شيئا يمكن أن تركز عليه انتباهها0 كانت كل حواسها مستيقظة مركزة على ذلك الرجل الجالس قربها يمس ذراعها مسا خفيفا كلما حرك جهاز السرعة0 كانت قسماته كالصقر وهو يراقب الطريق أمامه0 الأمر الذي شجعها على المخاطرة بإلقاء نظرة خاطفة عليه0 مرت الأشجار والمنازل من جوارهما في شكل ضباب رمادي اللون حين اقتربا من المدينة انعطف إلى اليسار في طريق ضيق مرتفع0 كان القمر ساطعا وقد أغرق الجزيرة بنوره الخافت وتذكرت ليلتها الأولى في سارمنكا عندما قامت بتلك النزهة المشؤومه0

كانا وحدهما الآن تماما وسط تلك االظلمة و قد تركا المدينة وراءهما0

كان الطريق ضيقا كشريط ابيض منبسط أمامهما0

عن بعد كان ضوء القمر يلمع فوق مياه المحيط الداكنة 0 صاحت في اندفاع وقد نسيت تماما أنها في صحبة غافن0

- يا للروعة000

- نعم أنها حقا رائعة0

خفف من سرعة السيارة ثم توقف تماما00 لماذا فعل ذلك ؟

الوجه الاخر للذئبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن