جزء 2 القاء

1K 15 1
                                    


هل أرعبك الكلب ؟ لا تخافي فهو لن يؤذيك

كان قلب جين يخفق بسرعة وهي تواجه الرجل الضخم الذي كرهته من النظرة الأولي :

" هل يقفز هكذا دائما في وجه الناس ؟"

" لا ,أنه لا يفعل ذلك . لكنه أيضا لا يرى عادة أي شخص في هذه الساعة المتأخرة من الليل ."

كان صوته هادئا , وكان يمكن أن تجده جذابا ولكن بسبب ما حدث , أحست جين بكيانها كله ينفر من الرجل .

قالت وقد استدارت عائدة إلي منزل أبيها .

" على أن استأذنك قبل أن أتمشي في الليل ثانية ."

" أتقطنين هنا؟"

"نعم , طابت ليلتك ."

" أذا , أنت أبنه جون؟"

استدارت نحوه . وقالت:

"نعم أنا أبنته."

كانت جين ترتجف لكنها كانت واثقة أنها إذا استمرت تتحدث إلي الرجل فإنها ستقول شيئا تأسف عليه . لم تكن تفهم سبب التأثير الغريب لذلك الرجل عليها ولكنها كانت تعرف تماما أنها لم تلتق من قبل شخصا آخر يستطيع أن يثير فيها مشاعر الغضب مثل هذا . راعها بل أفزعها أن تكتشف أنها وهي الهادئة المتسامحة , قادرة علي الإحساس بمثل تلك الكراهية .

" أنا غافن غرانت , جار أبيك يا آنسة ريتشي . أمل أن نلتقي ثانية في مناسبات أفضل من هذه . هل أصحبك إلي المنزل؟"

" لا شكرا , يمكنني أن أتدبر الأمر ما دمت قد أبعدت كلبك ."

استدارت جين وسارت في أنجاه باب المنزل . وخيل إليها أنها سمعت صدى هازئا لكلماته . لقد كان هناك شيء آخر في صوته غير ذلك الإحساس بالدهشة _ كان هناك خيط دقيق من الاحتقار . وأحست جين وكأن وجهها يشتعل وسط الظلمة الباردة كيف يجرؤ أن يتحدث إليها هكذا؟

استغرقت جين في النوم حتى ساعة متأخرة من النهار . نهضت ونزلت مسرعة إلي الطابق الأسفل يخامرها شعور بالذنب لتأخرها متلهفة في الوقت نفسه إلي لقاء أبيها . وعندما اقتربت من غرفة الجلوس الفسيحة توقفت عند سماع أصوات في الداخل . إن لديه زوارا . أصلحت جين من شعرها . كانت ترتدي ثوبا بسيطا حاكته بنفسها من القطن الأزرق بلا أكمام . وقفت جين أمام الباب في توتر ثم طرقته ودلفت إلي الداخل.

استقبلها أبوها بذراعين ممدودتين قائلا :

" جين يا عزيزتي , أطلعت على تفاصيل مغامرتك ."

أيقنت جين دون أن تلتفت أن الرجل الواقف أمام المقعد المواجه لأبيها لم يكن سوى غافن غرانت .

" طاب صباحك يا آنسة ."

التفتت جين تجاهه وظلت ممسكة بيدي والدها .

الوجه الاخر للذئبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن