هل أرعبك الكلب ؟ لا تخافي فهو لن يؤذيك
كان قلب جين يخفق بسرعة وهي تواجه الرجل الضخم الذي كرهته من النظرة الأولي :
" هل يقفز هكذا دائما في وجه الناس ؟"
" لا ,أنه لا يفعل ذلك . لكنه أيضا لا يرى عادة أي شخص في هذه الساعة المتأخرة من الليل ."
كان صوته هادئا , وكان يمكن أن تجده جذابا ولكن بسبب ما حدث , أحست جين بكيانها كله ينفر من الرجل .
قالت وقد استدارت عائدة إلي منزل أبيها .
" على أن استأذنك قبل أن أتمشي في الليل ثانية ."
" أتقطنين هنا؟"
"نعم , طابت ليلتك ."
" أذا , أنت أبنه جون؟"
استدارت نحوه . وقالت:
"نعم أنا أبنته."
كانت جين ترتجف لكنها كانت واثقة أنها إذا استمرت تتحدث إلي الرجل فإنها ستقول شيئا تأسف عليه . لم تكن تفهم سبب التأثير الغريب لذلك الرجل عليها ولكنها كانت تعرف تماما أنها لم تلتق من قبل شخصا آخر يستطيع أن يثير فيها مشاعر الغضب مثل هذا . راعها بل أفزعها أن تكتشف أنها وهي الهادئة المتسامحة , قادرة علي الإحساس بمثل تلك الكراهية .
" أنا غافن غرانت , جار أبيك يا آنسة ريتشي . أمل أن نلتقي ثانية في مناسبات أفضل من هذه . هل أصحبك إلي المنزل؟"
" لا شكرا , يمكنني أن أتدبر الأمر ما دمت قد أبعدت كلبك ."
استدارت جين وسارت في أنجاه باب المنزل . وخيل إليها أنها سمعت صدى هازئا لكلماته . لقد كان هناك شيء آخر في صوته غير ذلك الإحساس بالدهشة _ كان هناك خيط دقيق من الاحتقار . وأحست جين وكأن وجهها يشتعل وسط الظلمة الباردة كيف يجرؤ أن يتحدث إليها هكذا؟
استغرقت جين في النوم حتى ساعة متأخرة من النهار . نهضت ونزلت مسرعة إلي الطابق الأسفل يخامرها شعور بالذنب لتأخرها متلهفة في الوقت نفسه إلي لقاء أبيها . وعندما اقتربت من غرفة الجلوس الفسيحة توقفت عند سماع أصوات في الداخل . إن لديه زوارا . أصلحت جين من شعرها . كانت ترتدي ثوبا بسيطا حاكته بنفسها من القطن الأزرق بلا أكمام . وقفت جين أمام الباب في توتر ثم طرقته ودلفت إلي الداخل.
استقبلها أبوها بذراعين ممدودتين قائلا :
" جين يا عزيزتي , أطلعت على تفاصيل مغامرتك ."
أيقنت جين دون أن تلتفت أن الرجل الواقف أمام المقعد المواجه لأبيها لم يكن سوى غافن غرانت .
" طاب صباحك يا آنسة ."
التفتت جين تجاهه وظلت ممسكة بيدي والدها .
أنت تقرأ
الوجه الاخر للذئب
Mystery / Thrillerمنقوله للماري ويبريلي المبخص ..عاشت جين في كنف خالتها دورثي من غير أن تعلم شيئا عن والدها سوى ما أخبرتها إياه الخالة وهو أن هذا الأب القاسي الأناني تخلي عنها منذ12 سنة وغادر البيت إلي غير رجعة . وفجأة عرفت جين أن والدها لم يتخلي عنها , وانه كان يرا...