جزء 1اناأتيه ياابي

1.8K 29 2
                                    

لاتنسون التصويت 

أول ما شاهدت جين هذا الرجل نفرت منه وقضمت شفتيها وسارعت إلي المجلة المفتوحة فوق ركبتيها محاولة أن تحجب عن أذنيها ضجة الأصوات المرتفعة في مبني المطار الذي تشوبه لسعة الحرارة في المرحلة النهائية من رحلتها إلي جزيرة سارامنكا . كانت الخالة دورثي تبعد عنها آلاف الأميال , هناك في انكلترا , وبرغم ذلك كانت كلماتها تطن في أذنيها : لن تستطيعي أن تعيشي وسط هذا الضجيج."

لم تكن هناك فائدة . فقد كان من المستحيل تجاهل ذلك المشهد كما كان من المستحيل تجاهل الخالة دورثي وقد انطلقت في انفعال . رفعت جين رأسها علي مضض ونظرت ثانية إلي الرجل المتسبب في تلك الضجة . كانت قامته أطول من الآخرين,وشامخا أمام بعض الموظفين , وأمام المرأة الصينية المنحنية المتشبثة بحقيبتها الكرتونية الرثة . كان هناك أيضا عدد من المتفرجين الذين شدهم ذلك المشهد . كان الرجل غاضبا وبرغم هذا لم يكن صوته مرتفعا . بيد أنه عندما كان يتكلم , كان يفعل كمن له سلطان , وكان الآخرون يسمعونه لفترة وجيزة , ليتحركوا من جديد بأيديهم , وجبينهم مكدود في يأس واضح . لم تكن لدي جين أدني فكرة عما يدور , المرأة الصينية يعلو هامتها المشيب , هادئة بجلال غريب وسط ذلك الهياج.

" يبدو أننا سنظل هنا إلي أن تنتهي المشكلة ."

رفعت رأسها سريعا لتنظر إلي الرجل في جوارها . يبدو انه أميركي , وقد تدلت آلة تصوير من عنقه فوق قميص منقوش بأزهار تخطف البصر :

" نعم , رغم إني لا أعرف السبب."

الرجل في الستين من عمره , بشرته سمراء وشعره كستنائي وعيناه بنيتان . جلس في جوارها , وقد اعتبر ردها دعوة صريحة لتبادل الحديث وقال:

" يبدو أن ذلك الشخص الضخم يعترض علي أن تستقل السيدة الصينية الطائرة إلي سارامنكا , أو علي الأقل هذا هو الانطباع الذي كونته ."

نظرت عبر القاعة نحو الرجل . ترى ما هي فرصة مثل تلك المرأة المسكينة للوقوف أمام رجل كهذا ؟ من الواضح أنه لا توجد فرصة على الإطلاق . ثم بدأ الجمع يتفرق . واقتاد أحد المسؤولين المرأة بعيدا تاركا إياها تحمل حقيبتها بنفسها.

" ما أقل ذوقه ..."

لم تكن تعي أنها تحدثت بصوت مسموع إلي أن رأت الرجل الجالس جوارها يلوي قسمات وجهه في شبه ابتسامة .

" إنه يبدو كرجل قادر أن يصل إلي ما يريد."

وقدم لجين بطاقته:

" دعيني أقدم نفسي . جاكسون تي ميلار . يمكنك الاحتفاظ بها هل أنت ذاهبة إلي سارامنكا"

" نعم , في أجازة."

ترددت جين عند لفظها الكلمة الأخيرة . فليس في وسعها أن تشرح لهذا الغريب عن أسباب سفرها.

الوجه الاخر للذئبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن