2- مُـوَشّح بَـالسـَوادِ

21.8K 1.2K 1.2K
                                    




كانت رائحةِ الزهور جميله ، لقد احبها سيهون كثيراً ، بالرغمِ من كونِ اخوتهِ لطالما ما اخبروهِ كم انهُ امرغبي وانوثي ، ولكن ما معنى الانوثةِ بالنسبةِ لطفل تجاوز عامهُ الرابع منذُ اياماً قليله ؟

لم يعطيّ الامر الكثير من الاهتمام ، حتى عندما رماهُ اخاه في كومةٍ من الوحل واخبره ان هكذا يجبُ ان يكون الرجل الحقيقي ، ما معنى ان تكون رجلاً ؟ ان تنغمس في القذارةِ ؟ لا يريد سيهون ان يكون رجلاً ! ، ضحك والديهِ عندما سمعوا كلِماته .

مرةً اخرى سيهون كان صغيراً ليستوعب الامر ، لم يكن يبالي ، كان يحب الذهاب الى جهةِ عمل والِدهُ ، الاعتناءِ بحديقةِ الماركيز كان ما قضى نصف عمرهِ عليهِ ، سيلتصق بساقِ والدهِ كالعلكةِ ان لم يحملهُ على ظهرهِ ، واحيانا يصعد على العربةِ الصغيره التي احتوت عِدةُ والدهِ للبستنةِ ، لم يكن وزنهُ بِذلك الاهميةِ ، كان على عكسِ بقيةِ اخوتهِ بجسد هزيل واطراف طويله ، لم يكن يعرفُ السبب حتى مع كونهِ يتشارك معهم ذاتِ كميةِ الطعام ، بالرغمِ من سرقةِ اخاهُ لبعضِ قطع الخبزِ بالخفاء ، مؤخرتهِ تضرب دائماً عندما تمسكه والدتهم .

" خُّذ هذهِ بني "

إبتسم سيهون وهو يلتقط الوردةِ التي سلمها اليهِ والده ، كان عبقُ اللافندر شيئ احبه سيهون ، لكنهُ لم يستطيع قطف شيئ ، يحذرهُ اباه دائماً

- انها ليست ارضنا ، نحنُ نعمل فقط ولا نتجاوز الحدِ !

يرى سيهون الكثير من العاملين الذين يتمُّ جلدهم عندما يعصون الحرسِ او يسرقونُّ شيئاً من القصرِ او حتى عندما يتهربون من اعمالهم .

سيهون مع حجمهِ الصغير وسذاجتهِ يرى ان منصةِ التأديب التي تم وضعها تؤلم حتى لشخص مِثل والده ، رجل اهلكتهُ الحياةِ منذُ صغرِ سنهِ واخذ اللون الابيض يسرق شبابه ويلونهُ بالكآبةِ ، لقد كان مُتعب ولم يحبذ سيهون مطلقاً رؤيتهُ في هذه المنصةِ ! لذلك توخى حذره .

" شكراً ابي ! "

هو التقط الزهرةِ التي قدمها اليها ابيه وقربها لوجههِ ، ابتسم عندما ملئت رائحةِ اللافندرصدرهِ واستشبعت بكامِلُ جسده واخذت تسيطر على حواسه ، كانت زهرةً صغيره قد تم قطفها مع ذلك ، احبها سيهون كثيراً .

تحرك مبتعداً عن مكانِ عملِ والدهُ يدندن بأحدى الاغاني التي سمعها من الحرسِ ، لقد كان والدهُ لا يزال يعملُ بحديقةِ الماركيز ، شيئ يراهُ كل يوم ، عاين مظهر القصر ، شيئ يبعث الكآبةِ والحزنِ بالنظرِ الى هيكلها المُظلم ، لم يكن يقترب كثيراً ، في مثلِ هذه الساعةِ يعلم ان والدتهُ ستكون مشغولةً ، حمل عيناهُ الى مصدر الصوت الذي اصبح يرتفع مع تقدمهُ من القصرِ .

 ( اعادة كتابه وتعديل ) Royal Servant ||  الخـادم المَـلكي Where stories live. Discover now