الفصل الأخير

ابدأ من البداية
                                    

أحب اعرفك ياستي بأمجد الدمنهوري ، اللي المفروض تكوني عارفاه لانه هو رئيس مجلس أدارة القناه ، اللي أنا طبعا مسكاها .. غير انه يبقي اخو ساره مرات اخويا مراد
فيضحك أمجد قائلاً : ماشي يافرح هانم ، وينظر اليها قائلا بتفكير : احنا تقريبا أتقابلنا قبل كده ، اه من سنه يوم السبق اللي فرح عزمتك عليه
لتأتي من خلفه امرأة صارخه الجمال وتحاوطه بذراعيها العاريه .. فيبتسم بدوره قائلاً : جومانه مراتي ، ويمسك بيدها ويسير وسط الحضور
حتي تقول فرح : رغم اني واخده أمجد قدوه ليا زي مراد ، بس اول ما بشوفه مع جومانه نظرتي ليه بتتغير
فتتأملها قائله : روحتي فين ياهنا !!
هنا : ها ، هي جومانه ديه مراته
فتضحك فرح قائله : اومال انا عزماكي علي حفلة ايه ، ما ديه حفلة احتفالهم بعيد زواجهم الأول ..
فتسقط دمعه من عيناها .. حتي تعود لشريط ذكرياتها

مبسوطه ياهنا في تدريبك في قناة مازن الدمنهوري
فتحرك رأسها قائله : اكيد هكون مبسوطه يافرح .. انتي متعرفيش أنا قد أيه كنت بحلم أني ادرب في قناه كبيره زي ديه
فرح : اخبارك ايه مع شريف هيتقدملك امتا ، شريف بقي معندهوش حجه دلوقتي هو خلاص أتخرج وانتي كلها سنتين وتحصليه وتتخرجي.. فتره هتكون مناسبه لخطوبتكم ويكون بينكم رابط رسمي
هنا : انتي عارفه ان شريف طموح ومستني يثبت نفسه الاول ، المهم انتي وفارس أخباركم ايه
فتبتسم بحنين قائله : الاستاذ عايزني اسافر معاه بلجيكا ، انا مش عايزه اتغرب زي عمتو في بداية جوازها .. وكمان شغل القناه والجامعه حياتي كلها هتتغير
فتبتسم عندما تذكرت اللحظه التي تخلت فيها صديقتها عن جميع احلامها لتصبح برفقة من أحبت .. حتي تأملت ذلك السكون الذي يحاوطها ونظرات أباها المنكسره .. لتشرد ثانية

سمعتوا الخبر ده ياشباب ، امجد بيه طلق مراته بعد سنتين جواز .. ده خبر الموسم فعلاا
ليقتربوا منها : انتي مش كنتي بتدربي في القناه عنده ياهنا ، المفروض تكوني عارفه عنه حاجات كتير واكيد ليكي صله بيه ، عشان كده رئيس الجريده مكلفك بالمهمه ديه ،وفرصه ليكي أنك تثبتي كفائتك وتكوني معانا علطول واكيد ده هيفيدك كبداية لصحافيه تحت التدريب

فتغمض عيناها بألم وهي تتذكر
أهلا أنسه هنا ، ثم تأملها قائلاً : من ساعة مافرح اتجوزت وسافرت ومحدش بقي يشوفك في العيله ، وحتي القناه سبتيها
ثم نظر الي ساعته قليلا ليقول : عارف انك جايه النهارده ليا كصحافيه ،ثم رفع بوجهه متأملها لأول مره .. بنظرة لم تفهمها قائلا : بس انتي اتغيرتي اووي !
لتخفض برأسها متأمله فستانها البسيط .. حتي يقول هو : قدامك عشر دقايق .. ها ياستي أسألي وانا هجاوبك

فتمسح بيدها علي شعرها الأشقر وهي تشعر بالوجع حتي تكمل ما بدئه عقلها
ممكن أعرف انتي رفضتيني ليه ، وايه الجنان اللي بتقوليه ده ..
لتصرخ بوجهه قائله : انت اللي أقنعت بابا بالشراكه ، انت برأس المال وهو بخبرته لانك عارف ومتأكد ان مبقاش عندنا دخل مال غير الوديعه اللي في البنك
فيجلس أمجد بأسترخاء وهو يشعل سيجارته قائلا : والدك كان ليه اسمه في السوق ، وانا اكيد محتاج ده
لتتذكر فرحة والدها بكل ماحدث .. حتي تقول : انت بتعمل ليه كده ؟؟
فيحرك كرسيه قليلاً ، حتي يعتدل في جلسته : عشان اتجوزك ، وزي ما ساعدة والدك انه يفتح شركه ويرجع زي ما كان .. ممكن أهد كل ده .. وانتي اللي بأيدك الحل
ليحاوطهم السكون للحظات .. حتي يقول ببرود : شهرين وممكن نتطلق ده العرض اللي بينا
فتفيق من شرودها وهي تمسح دموعها بيديها : لو كان يومها عرف انه اول حب يتولد قلبي علي ايده مكنش كسرني ودمرني ..
فتسير امام والدها .. حتي يتأملها محمود قائلاً : مكنتيش عملتي كده يابنتي ، انا مستهلش كل ده
فتلتف الي والدها وهي تتأمل شيبته وضعفه .. وتكمل سيرها في تلك الفيله التي أشتراها هو لهم ، وتصعد ذلك السلم الطويل ومع كل درجة من درجاته كانت تشعر بأن لكل ذكري مصباحاً ينطفئ بداخلها.. حتي وقفت عند أخر درجه متذكره صوته : انا حبيتك ياهنا ، انا عملت كل ده في سبيل اني امتلكك لفتره بس مكنتش فاكر ان امتلاكي هيتحول حجر ليكي طول العمر .. انا مش هطلقك
فتتذكر صفعته لها .. وهي تصرخ في وجهه : ايوه كنت بحبك ، بس نسيتك بدأت حياتي مع غيرك .. وحياتي اللي هربت بيها بعيد عنك رجعت ودمرتها ، اشتريت شريف بفلوسك وانك تساعده عشان يبقي نجم من نجوم مجتمعك البغيض ، اشتريت بابا بالفلوس رجعت حنينه انه ازاي يرجع يبقي محمود الهواري اللي كل الناس كانت عارفاه .. استغليت حبي ليه ، ووقفت في طريق مستقبلي اوعي متكونش عارف اني عارفه كل ده
لتضحك بسخريه وهي تتذكر
احنا منقدرش نعادي امجد باشا وتستمري في الشغل معانا ياهنا ، انتي بنت مجتهده وليكي مستقبل بس للأسف سامحينا
فتهوي علي سريرها ، بعدما اشعلت كل النيران التي في قلبها ،حتي وقفت امام تلك المرئه التي تتوسط حجرتها لتقذف بزجاجة ذلك العطر وهي تصرخ : مش هتحجر عليا يا امجد ، مش هكون جاريه ليك ..اوعي تفتكر ان حبي ليك القديم قدرت تصحيه
وتهوي ثانية علي الفراش وهي تضع بيدها علي قلبها فتتذكرها وتتذكر هدوئها وشيبتها واحاديثه عنها .. فتبتسم قائله : مكنتش اعرف ان انتي هي
.................................................. .............
أمرأه تجلس أمام ألبوم صورها ، ورغم كبر سنها مازالت تشعرك بجمالها الهادئ .. فتمد بأيديهاا كي تلتقط أحد الالبومات الاخري .. وتظل تبتسم وهي تتأمل كل تفاصيل حياتها وحياة هؤلاء الاشخاص
لترفع بوجهها بعد أن أزاحت نظارتها الطبيه علي ذلك الصوت الذي سمعته من خادمتها .. فتقول بسعاده : تعالي ياهنا ياحببتي ، من ساعة مافرح اتجوزت وانا مبقتش اشوفك ولا امجد خلاص بقي واخدك لوحده
فأقتربت منها حتي جلست علي ركبتيها أمامها : انتي كنتي عارفه انا بنت مين ، ومع ذلك حبتيني وبقيت صديقة بنتك وجزء من عيلتكم
فأبتسمت تلك السيده العجوز ومسحت علي شعرها بحنان : أكيد هو حكالك قصتنا
ورفعت عن قدميها ذلك الألبوم الذي يجمعها بأبنائها ، ورجل يبدو عليه الوقار والجمال، وصور اشخاص أخرين ، وصور عرس اولادها الثلاث واحفادها من ابنها الاكبر والاوسط ... لتقول بحنين: الذكريات الحلوه بتمسح أي ذكري كانت في الماضي ووجعتنا ، وانا عيشت حياتي من تاني .. عيشتها وانا شايفه السعاده في نظرة عيون دول
وأشارت علي أبنائها .. حتي جاءت بأصبعها علي ذلك الرجل قائله بحنين : انتي مشوفتيش صوره لفارس وهو في شبابه
فأبتسمت وهي تتأمله : ده شبه مراد اووي ، حتي فارس جوز فرح في ملامح منه
فضحكت بوقار يدل علي سنها السابع والخمسون : بس هو احلي طبعا
وتطلعت اليها بعد أن أنهت ضحكتها : ولادي ميعرفوش أي حاجه عن الماضي ، لاني محبتش أبني جوه قلوبهم ذرة كرهه ..... ثم نظرت اليها بحنان : تعالي أقعدي جنبي لحد ما صالحه تعملنا العصير بتاعنا ، ولا انتي مش عايزه تشربي معايا العصير وتشاركيني الذكريات
فأبتسمت هنا وهي تتأملها... قائله بحب : انتي جميله اووي ياماما هنا ، سامحي بابا لو لسا مكنتيش سامحتيه هو أتعذب اووي في حياته صدقيني ، ثم أخفضت رأسها بألم : وحقك صدقيني ربنا أخدهولك
فحضنتها هي بقوه لتمسح دموعها :طب وبتعيطي ليه دلوقتي ، انا نسيت الماضي من زمان .. ومدام نسيته يبقي اكيد سامحته
فمسحت دموعها بقوه وهي تتأمل المكان : لسا بتحبي بيت المزرعه
فأبتسمت هي بدورها وهي تتأمل جدران المكان ايضاً ، حتي أقتربت من صور ذلك الألبوم الذي يضم بنات عمها قائله : الأنسان ديما بيحن لأصله واصل أهله
ثم تطلعت الي تلك الصوره التي وقعت بيدها قائله بأبتسامه : ديه بنت عمي الكبيره سلمي وولادها سهر وعصام وعلي .. اكيد عرفتي قصتها
ثم تابعت بالحديث وهي تتأمل صورة أخري : وديه بقي الروائيه والمحاميه نور ، عدوة اي رجل وديما بدافع عن حقوق المرأه وكل كتابتها عن معاناة المرأه وظلم الرجل ليها .. أكيد مكنش في فرصه أعرفك عليهم يوم فرح (فرح بنتي )
وتابعت حديثها وهي تتأمل صورة اخري : وديه بقي الدكتوره ريم ، طبعا انتي مشوفتهاش خالص لانها مسافره مع جوزها فرنسا ، بس اكيد سمعتي عنها
ثم تابعت بالحديث وهي تضحك : واكيد طبعا عارفه حماتك ريهام الدمنهوري وسميه وبناتها وعمك هشام ... وباقي العيله
فأبتسمت هنا الصغري وهي تتأملها بسعاده : هو ليه الحب في حياتنا مجرد نسمات ديما الألم بيحاوطها
لتبتسم هنا الكبري وهي تعطيها أحد اكواب العصير : عشان هي الحياه كده .. يوم محزن ويوم مفرح ، يوم سئ ويوم سعيد ، يوم هنضحك ويوم هنبكي .. والحب هو أساس كل ده
ليأتي هو علي تلك الجمله قائلاً بأمل : ويوم هنسامح ويوم هننسي
فتقف هي علي صوته قائله بألم : أمجد !
فتبتسم هنا الكبري قائله : بس مش ديما هنسامح اللي بنحهم ، بس انا هقف معاك المرادي عشان الحياه فرصتين ، فرصه هنغلط ، وفرصه هنكون أتعلمنا وفهمنا
وتنظر اليه لتراه وهو يتأملها .. قائلا بعدما مسح علي شعره الأسود الغزير : عارف اني ظلمتك ووجعتك ، بس صدقيني أنتي اللي علمتيني الحب ، كنتي في البدايه نزوه في حياتي بس دلوقتي لاء ياهنا انتي بقيتي حياتي
فتأملته هي بألم .. حتي أقترب منها : طيب أحنا ممكن نتخاصم لفتره وبعدين نتصالح ، بس انسي فكرة الطلاق
فتجلس بطلتنا الكبري وهي تستمع لحديثهم وتتأمل نظراتهم المشعه بالعتاب ، حتي حركت بجسدها المملتئ قليلاً مقعدها الهزاز ... وفتحت ألبوم صورها الذي يجمعها به ، فتسقط عيناها علي صورة زفافهم وهو يضع حول رأسها ذلك التاج المنصع بالورود وتبتسم هي له بحب ... وابنة عمها الصغري ترافقها .. وتضم بيدها علي أعينها الصغيره مانعة أيها من تلك اللحظه الرومانسيه ، فتسير الذكريات أمام أعينها ، حتي ترفع ببصرها كي تتأملهم أيضا ، وتخفض بأعينها ثانية .... لتغلق ذلك الألبوم وتتمتم بجملة واحده : وهدأت عاصفة الحب
تمت بحمد الله

رياح الحب ونسمات الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن