الفصل ٣٠

11.4K 243 0
                                    


ساد الصمت للحظات في ذلك التجمع الذي لا يدل سوا علي الاستقراطيه ، لتتنفس ريهام بصعوبه متطلعه الي والديها اللذان كل واحد منهما منشغل بطبقه بعد ان اجتاحتهم ثورة اسريه وهم يتعاتبون ، فيتأمل مازن زوجته بأشفاق وهو يري الحسره في عينيها رابطاً علي يدها بحنان .. لتقول هدي والدتها : السبق الصحفي اللي عملناه من شهرين كان هايل ، ومرسي خالص علي العربيه يامازن بجد هدية ماكنتش متوقعاها
فنظرت ريهام الي والدتها .. لتبتسم هدي : شايفه جوزك لما بيحب يهادي بيهادي بي ايه .. لتنظر الي اسورتها الذهبيه التي اهدتها هي ايها قائله : هتسافر امتا يافريد ؟؟
فيتطلع اليها فريد ساخراً قائلا بيأس من تلك الزوجه التي مهما طلب منها ان تصبح ام وزوجه .. تنفذ طلبه يومان وتعود كما كانت هدي هانم الاعلاميه المشهوره هذا كل مايهمها : اظن انك مسافره باريس بعد يومين فمش هيفرق معاكي اسافر امتا
فأبتسمت هدي كعادتها غير مباليه بشئ .. لينهض مازن بعدما اشعل سيجارته البنيه ، ناظراً الي فريد مستأذناً منهم بأن يذهب الي مكتبه كي يتابع اعماله .. فنهض فريد هو الاخر بعدما مسح فمه بفوطته ايضا وذهب معه كي ينفرد به ويشرح له مشاريعه التي يرغب بأن يشاركه فيها مستخدما نسبه النقطه القويه بينهم لتبقي في صالحه
فتتأمل هدي المكان حولها قائله بأستقراطيه وهي تنظر الي الخدم ونظام قصرهم الفخم : شايفه اللي كنتي رفضاه معيشك ازاي .. ثم نظرت الي بطن ريهام التي اوشكت علي الظهور قائله : وابنك هيبقي ابن مازن الدمنهوري عارفه مين مازن الدمنهوري .. يعني هتعيشي طول عمرك في العز والفلوس والسلطه ..
فتنظر ريهام الي امها بأسي .. حتي تتابع هدي في حديثها : كتبلك ايه من املاكه لحد دلوقتي ، مش معقول تكوني خايبه ومش عارفه تستغلي وضعك معاه
فيحاوطهم الصمت قليلا .. حتي تخفض ريهام بوجهها خجلا من والدتها التي لا ترغب سوا في المال والنفوذ قائله بنفاذ صبر : هي الحياه ليه عندكم سلطه وفلوس ونفوذ .. ليه مش اسره ودفي وامان
لتتأملها هدي بتهكم وهي ناهضه من مقعدها : هي الحياه كده .. شغلتي في الصحافه علمتني ان الحياه لازم تبقي كده لا الا مكنتش وصلت للي انا فيه دلوقتي ، المزرعه بتاعته اللي في الفيوم تجنن خليها تبقي بأسمك
فتضع ريهام كلتا ايديها علي اذنيها قائله بحسره : عارفه انا حبيت مازن وغفرتله غلطته معايا ليه ؟؟
فتنظر اليها هدي بغرابه لتقول هي بألم : لان عشت طول حياتي ادور علي الاسره .. ادور علي اني اكون جزء مهم في حيات حد بس للاسف ملقتش .. رغم ان مازن يشبهكم في بعض الامور بس انا هقدر اخليه زيه .. اخليه انسان مشاعره هي اللي بتحركه مش فلوسه ونفوذه
ليمتقع وجهه هدي ، ويخرج فريد والبسمه تعلو وجهه بعد ان حقق ما نوي عليه ، فينظر الي ابنته بأبتسامه ويقبلها علي جبينها ، راحلاً هو وزوجته بعدما انقضي ذلك العشاء السخيف ، فتسقط دموع ريهام بحسره ..ليقترب منها مازن بأشفاق قائلا : تأكدي ياريهام ان عمري ماهكون كده لا معاكي ولا مع ولادي .. ان اتحرمت من اللي انتي اتمنتيه غصب عني لانه كان قضاء ربنا .. عشان كده مش هحرمك ولا هحرم ولادي من اللي بتتمنيه
.................................................. ................
تلملمت سميه في الفراش حتي فتحت اعينها بسعاده ناظرة الي هشام الذي يحاوطها بذراعيه .. فظلت تتذكر كل ما حدث فجأه في حياتها من تلك الخطبه التي اتبعتها عقد قرانها بسرعه حتي لحق بتلك الزفاف الذي لم يمر اسبوعا علي عقد قرانهم واصر بأن يتزوجا .. لتعترض هي ..ولكن فرحة والديها وحبهم لهشام القوي الذي تعلم هي سببه جعلها كما يقولون ما باليد حيله .. لتصبح عروسا في يوم وليله .. فيأتي بذهنها لمساته وهمساته لها بأجمل كلام العشاق ولكن ما تجهله لماذا كانت نظرات اعينه لها حزينه عند اول قبله اصطحبها بها معه الي عالم العشق .. فتتحرك يد هشام علي جسدها .. لتغمض هي عيناها بعشق دفين قد احتلها منذ ان رئته في تلك الحفله التي اصطحب بها تلك الشقراء جوليا ، غير مصدقه بأنها بين ذراعيه الان وتنعم بدفئ انفاسه
فيفيق هشام من نومته بعد ان حارب احلامه بجوليا وذلك الطفل الذي لا يعلم عن وجوده سوا من اسبوعاً لا اكثر
فيقترب منها هشام.. حتي قال بصوت هامس : مش هتصحي بقي ياحببتي عشان ميعاد الطياره
فألتفت اليه سميه وهي محمرة الوجه من كثرة خجلها منه : اشمعنا امريكا اللي اختارتها عشان نقضي فيها شهر العسل
فأبتلع هشام ريقه بصعوبه .. حتي قال بصوت شارد : لو عايزاني الغي تذاكر السفر ..وقبل ان يكمل كلامه وضعت سميه بأناملها الناعمه علي شفتيه قائله : لاء ياحبيبي انا اسافر معاك في اي مكان المهم نكون سوا ..
فنظر اليها هشام طويلا : انتي بتحبيني اووي كده ياسميه
لتخفض سميه برأسها ارضاً متأمله ذلك اللحاف الوردي الذي يغطي جسدها قائله بتعلثم : حلو اللون ده صح
فيضحك هشام وهو يرفع ذقنها ناظرا اليها طويلا .. مقبلاً ايها .. فتبتعد هي عنه بخجل
فيقول هشام بأبتسامه : يلا عشان نجهز ياحببتي
.................................................. .............
انحنت سلمي بجسدها الضئيل وبطنها التي اصبحت متكوره ، كي تُكمل جمع باقية الصحون من علي مائدة غدائهم الذي اصبحت منبذه منه ، فسقطت دمعه من أعينها وهي تري ثريا تنظر اليها بحنق قائله بأحتقار وهي تتأملها من رأسها لأسفل قدميها : كويس انه سايبك لحد دلوقتي عايشه بينا ، بقي الراجل يجي يسامحك يلاقيكي لسا انتي وعشيقك بتبعتوا لبعض جوابات
لتطلع منال الي همهمات والدتها... فتتذكر حديث عبدالله معاها في اخر لقاء بينهم... عندما طلب منها ان يرسل لها بعض الجوابات لتدسها في ثياب سلمي دون ان تعرف كي تثبت التهمه عليها ويظلوا هما يتقابلون سراً دون ان يشك احداً بها ، فتبتلع منال ريقها بصعوبه ناظرة لسلمي بأشفاق ولكن أخمدت اشفاقها عندما تذكرت بأن تلك الفتاه التي في عمرها جعلت اباها يحبها ويفضلها علي امها
فينظر منصور اليهم وهو يمسك تلك الجريده التي اتخذها بعد غدائهم كي يتابعها وهو يذلها مثلما اهدرت كرامته مع ذلك الشاب الذي بتأكيد أحبته لصغر سنه ، فتأتي ثريا وتجلس بجانبه بأبتسامة نصر قائله : امتا تولد .. ونتطردها من البيت
فيتطلع اليها منصور بغضب .. حتي تصمت هي بأمتعاض وكأنها لم تتقبل نظراته
فتتأوه سلمي بتعب .. وهي تسمع صغيرتها تبكي في حضن تلك الخادمه التي تدعي شوق ، مقتربه من منصور وثريا بملابسها المبتله : أنا خلصت كل الشغل اللي ابله ثريا طلبته مني ، خليها تديني سهر ديه وحشتني اووي ، ربنا يخليك يامنصور
فتنظر اليها ثريا بحده قائله بعدما رفعت فخذها الممتلئ علي الاخري : ايه منصور ديه .. اسمه سيدي منصور يابنت زينب وصالح .. وبنت مين اللي عايزاها عايزانا نسبلك البت عشان تبقي زيك خاينه متجوزه راجل يسد عين الشمس ومافيش منه اتنين ومعيشك عيشه متحلميش بيها وبتعرفي غيره ، صحيح هنستنا ايه من بنت واحد ابوها باعها لينا عشان كان واخد منا فلوس ومعرفش يسدها فأدنا بنته تحصيل حاصل
فيظل منصور ناظراً الي جريدته وهو ممسك بذلك الكوب المملوء بالشاي قائلا بزهق : ثريا احترمي وجودي، وسبيها تروح اوضتها مش عايز وجع دماغ
فتقترب منه سلمي بأعين دامعه حتي تسقط امام قدميه قائله بتوسل : انا معملتش حاجه يامنصور , فتتطلع الي اعين ثريا التي تنظر اليها بغضب قائله بتعلثم : قصدي ياسي منصور ، خليهم يسبولي سهر ديه بنتي انا ، ثم وضعت يدها علي بطنها قائله : طب هتسبولي مين فيهم
فيتأملها منصور بضعف ، وقبل ان تمتد ايديه اليها كي يضمها ولكن نهض بقوه وهو يتأملها بغضب بعدما تذكر هذه الجوابات وما بداخلها : انتي هتترمي زي المواشي اللي لما بتمرض ، برميهم وادبحهم .. اما ولادي فأنا مش هسيبهم لواحده زيك تربيهم ، ثم نظر الي بطنها المتكوره وجسدها الذي ضعف اكثر .. وتركها وذهب
لتقترب منها ثريا وبصوت جامد : فاطمه هي اللي كانت بترحمك مني شويه ، كويس انها سافرت عند اختها يومين .. عشان اعرف ادوقك كويس العذاب ، كنتي فاكره نفسك هتقدري تاخديه مني لاا ده انا ثريا مش حتت عيله لا جات ولا راحت تقدر عليها وكويس اننا اكتشفنا حقيقتك يابنت الخضرا الشريفه
.................................................. ...............
وضعت زينتها مثل كل يوم قد جائت فيه الي هذه البلد ..كي تنتظره بوجه عروس تعيش اسعد ايام حياتها ، فتأملت سميه الساعه التي بجانبها .. ناظرة الي عدد الساعات التي يتركها فيها وحيده منذ ان جائوا من خمسة ايام .. فترقرقت الدموع بين اهدابها .. متذكره كل ماحدث معاها الايام السابقه حين يعود اليها ليلا بجسد متعب .. فينظر اليها وهي نائمه ثم يأخذها بين احضانه لينعم بالساعات القليله التي يقضيها معها.. ليستيقظ علي ابتسامتها وهي تظن بأن اشغاله قد انتهت اليوم وانه سيظل معاها دون ان يتركها وحيده في ذلك الفندق وفي تلك الغرفه .. فهبطت دموعها غير شاعرة بوجوده وهو ناظراً اليها
هشام : عارف اني مقصر في حقك من ساعة ما جينا ، بس هعوضك عن كل ده ياحببتي
فنظرت اليه سميه بأسي حتي اقتربت منه بردائها القصير الذي يبرز جمالها بلونه قائله : هو ليه من ساعة ما جينا وانت مشغول ، هو الشغل ده هيخلص امتا ؟؟
فأحتضنها هشام بألم .. وهو يتذكر الساعات التي كان فيها بجوار جوليا في المشفي يُخطي بقلمه امام حسام عقد زواجه بجوليا ،كي تصبح زوجته .. متذكراً بسمتها الشاحبه وسعادتها الحزينه وهي تري ذلك الدفتر يجمع اسماهما كزوجين ، فيضم سميه بقوه وهو يختنق من ظلمه لها ، لتشعر سميه بضمته القويه.... مبتعده عنه بألم
ليقول هشام بأسف وهو يحتضنها ثانية : اوعدك اني هعوضك ياسميه عن كل حاجه
فتبتعد سميه عنه ، ناظرة الي عيناه الشارده قائله بغرابه : هشام هو انا ليه حاسه ان في حاجه .. فأقترب منها هشام برومانسيه كي ينهي هذا الحديث الذي يثير شكها ،ناظراً الي جسدها : وحشتيني
.................................................. ................
تأملت جوليا ذلك الدفترالصغير الذي يُعلن زواجها بهشام ، حتي ابتسمت بشحوب .. واضعه بيدها علي بطنها التي اصبحت متكوره وبشده .. فرفعت بكفها كي تشم رائحة عطره التي مازالت عالقه بين كفيها .. لتتذكر كل ماحدث يوم ان تفاجأت به وهو ممسك بيدها النحيله ، لتستيقظ وهي تظن بأنها تحلم به كعادتها كل يوم ولكن نظرة حسام التي رائتها قبل ان يترك لهم الغرفه ويذهب .. كانت كفيله بأن تأكد لها بأن هذا هو هشام حقا .. فهربت دموعه حتي استطاع ان يخرج صوته بصعوبه
فلاش باك !!
هشام : مقولتليش ليه انك حامل ياجوليا .. ليه بعد الشهور ديه اعرف انك حامل .. يعني لولا حسام كنت هعيش طول عمري وانا مش عارف ان ليا بنت
فأدمعت عين جوليا بتعب بسبب الحمل الذي ازداد صعوبه عليها بعد ان اصبحت في شهرها الاخير :عشان جوليا مش عايزه تبوظ حياة هشام .. ثم نظرت الي يده التي تمسك بيدها فحركتها حتي وضعتها لتلامس بطنها قائله بحب : هنا ورد بنتنا هشام .. خلي بالك منها
لتدمع عين هشام وهو يلامس طفلته التي مازالت في احشاء امها قائلاً : احنا هنتجوز ياجوليا !!
لتنظر اليه جوليا بغرابه حتي تقول : جوليا مش فرحانه لان هشام جيه عشان يتجوزها .. جوليا فرحانه ان ربنا استجاب دعاء جوليا وشافت هشام قبل....
وقبل ان تتابع هي حديثها وضع بكفه علي فمها كي تصمت ليقول هو : بس هشام هيتجوز جوليا سوا جوليا وافقت او اعترضت هشام هيتجوزها .. عشان ورد لما تيجي يبقي ليها اب وام
فتأملته جوليا قليلاا .. قائله : طب سميه .. جوليا عارفه انك اتجوزت ياهشام .. جوليا مش عايزه توجع حد
فيصمت هشام للحظات .. وهو يتأملها حتي يقول ببتسامته التي تعشقها هي بعدما نظر الي بطنها المنتفخه: ورد !!
.................................................. ...........
نظرت نيره طويلاً لغرفتها البيضاء لتشتم فيها رائحة ادويتها الكريهه ، فأقتربت بيدها من وسادتها كي تأخذ صورة طفلها الرضيع متأمله ملامحه لامسه بأطراف اناملها برفق ابتسامته حتي ادمعت عيناه وهي تتذكر مرضها الخبيث ، فتتحرك بيدها علي رأسها التي خلت من شعرها بعد ان تساقط بسبب هذه الادويه .. فبكت وهي تضم اصابعها حتي قربتها من فمها كي تكتم صوت بكائها
ليدخل عليها يوسف بلحيته التي لم يقصها كما طلبت منه ليقول بصوت عاشق : حبيبي الجميل عامل ايه النهارده
فضحكت نيره بسخريه وهي واضعه بيدها علي رأسها
ليقول يوسف بعدما علم ما يدور بداخلها : ايوه طبعا حبيبي الجميل اللي هيفضل طول عمره جميل في عيوني قبل قلبي
واقترب منها ليمسك بيدها التي برزت عروقها بشده .. فقبلها وهو يتأمل عيونها بشغف قائلا : الدكتور حدد العمليه بعد اسبوعين .. وبيقول ان نسبة نجاحها 90% نسبه كبيره الحمدلله .. وبعدها هترجعي تملي حياتنا من تاني وكل يوم هرجع من السفاره الاقيكي مستنياني عشان تشمي ريحتي وتفضلي تقوليلي ده البرفن ده بتاع مين
فيتذكر غيرتها القويه لتدمع عيناه وهو يقول : وحشتني غيرتك اووي يانيره
فتنظر اليه نيره بحب ، لتمتد بيديها كي تمسح دموعه قائله بأمل : هخف عشانك انت وفارس يايوسف ..ثم تأملته قليلا لتقول : قبل العمليه عايزاك تقول لعمتي وفارس عشان اشوفهم
فهز يوسف رأسه بالموافقه علي رغبتها قائلا : انا بفكر اتصل بيهم دلوقتي واقولهم .. انتي متعرفيش انا بتهرب من فارس ازاي ولولا اني بخليكي تكلميهم كان زمانه هنا من زمان
فأبتلعت نيره ريقها بعد ان شعرت بجفاف حلقها وبصوت يشعر بالحنين : لو العمليه نجحت ان شاء الله .. خلينا نرجع نعيش تاني في مصر
فأحتضنها يوسف بقوه وهو يتمتم : حاضر يانيره .. بس خليكي انتي جنبي
.................................................. ................
وقفت تتأمل مكتبه للمره الثانيه ، حتي اقتربت من ذلك الشكل الهندسي الضخم قائله وهي تراه منشغل بين لوحاته : حلو المشروع ده اووي يافارس
فظل يتأملها حتي نهض من علي كرسي مكتبه قائلا وهو يضمها من خصرها واضعاً بيدها علي بطنها التي ظهرت : المشروع ده تنفيذه هيبقي في الريف الانجليزي في لندن ياحببتي .. وهخلي لينا بيت صغير هناك عشان عارفك بتعشقي الطبيعه
فعانقته هنا بقوه كالطفله الصغيره حتي قربها هو قائلا بشوق : عارفه انك وحشتيني اووي
فأبتعدت هي عنه بخجل . .. ليرفع هو بذقنها وبصوت حاني : هو انتي احلويتي الايام ديه كده ليه
فنظرت اليها هنا طويلا حتي وضعت بيدها علي خصرها الذي انتفخ مع الحمل : ياسلام .. اومال ليه كل شويه تقولي بقيتي شبه الكوره
فضحك فارس .. وضمها اليه بحنان ثم داعب وجهها بيديه : بحب اخليكي تتعصبي ، وبعدين اجي اصالحك واخدك في حضني ياطفلتي اللميضه
فرفعت هنا بأعينها اللامعه بعشق ، حتي وضعت برأسها علي صدره ، فضمها فارس اليه اكثر منحني بشفتيه كي يقبلها .. ليُفتح المكتب دون ان يشعروا بتلك الاعين التي رأتهم
لتتطلع اليه نسرين من الخلف قائله بلهجه ذات معني : نسيت اقولك ان مدام هنا . عنده يامحمود بيه
فأبتسم محمود قليلا .. كي لا يجعلها تشعر بالنصر من تلك الفعله التي يعلم بأنها هي من خططت لها .. فلماذا لم تخبره بوجود احد عنده كم تفعل في كل مره يأتي فيها اليه .. اتريد قهره ام تريد ان تثير غضبه؟؟ .. فنظر اليها محمود طويلا قبل ان يغادر قائلا : عزمك علي العشا النهارده يانسرين ، وقبل ان يلتف ثانية كي يكمل خطاه السريع : اه نسيت اقولك ، ابقي وصلي سلامي لفارس تقريبا هو نسي الميعاد اللي كان بينا
فضحكت نسرين بأستخفاف ، ثم تأملت ذلك الكارت الذي اتخذته من احد عملاء فارس بحالميه في ذلك الاسم الذي تعلم اهميته في البلد بجانب امواله
.................................................. ................
اصبح الشك يسيطر عليه بقوه ، اراد ان يري الحقيقه بأعينه ، حتي لا يصبح ظالماً ولكن ظل يفكر طويلا بأنه اذا علم الحقيقه ورئها مع عشيقها سيقتلها قبل ان يقتله ، فشرب منصورفنجان قهوته بعدما تأمل تلك الساعه التي امامه وقد تجاوز الوقت منتصف الليل واصبح الظلام دامس بشده لا يحيطه سوا ذلك القمر الذي ينير تلك الحجره التي اتخذها له كي يريح فيها اعصابه عندما يزهق من ضجيج الحياه التي صنعها لنفسه ، فشعر بقلبه يخفق بشده كلما تذكر بأنه اليوم قد جعل باب غرفتها مفتوحاً دون ان يغلقه بمفتاحه كما اعتاد منذ ان علم بخيانتها وانها تقابله ليلا .. فمر الوقت حتي شعر بأنها كشفت مخططه ولن تخرج لمقابلة عشيقها .. ولكن صوت الاقدام التي تسحبت بجانب غرفته المظلمه جعلته يشعر بأن الحقيقه قد حان وقت ظهورها ولن يصبح احدا مظلوما
فوقف منصور امام خزنته ليخرج مسدسه ، متنفسا بصعوبه وهو يخطي بخطوات بطيئه خلف الاقدام ، ويخرج من باب المنزل ، ناظراً الي ذلك الباب الذي احدث صوتاً عند غلقه .. فتأمله منصور قليلاا .. وهو يعلم بأنه باب ذلك المخزن الذي يخزن فيه طعام مواشيه
فأقترب بقدميه من الباب ، لتهتز يده حتي يسقط ذلك المسدس منه وهو يسمع صوت يعرفه تماماً
انت لازم تيجي تتقدملي في اسرع وقت ياعبدالله .. انا حامل
.................................................. ................
نظرت اليه نسرين وهي تتأمل تذكرة سفره الي امريكا ثانية قائله : انت هتسافر.. طب وهنا ولا ديه كانت محطه وخلاص خلصت
فأبتسم محمود بخبث وهو يقترب منها .. ثم جذبها اليه كي يتأملها قليلا : فارس وهنا مبسوطين في حياتهم .. ليه افرقهم عن بعض يانسرين .. انا هرجع اكمل شغلي تاني بره بس مش في لندن في امريكا .. ثم نظر اليها بخبث شديد قد فهمته هي : علي فكره شوقي باشا عينه منك .. شوية دلع بس وهتقدري تخليه يتجوزك وتعيشي ملكه .. مش ده اللي انتي عايزاه
فأبتسمت نسرين وهي تتذكر اخر لقاء بينهم عندما طلب منها الزواج علي زوجته العجوز التي لم تصبح كما كانت في شبابها
فنظر اليها محمود ، بعد ان اقترب من كأسه المثلج وظل يتذوق طعمه بأنتعاش قائلا : لو احتاجتي حاجه يانسرين ، اطلبيها من المحامي بتاعي وكده مهمتك معايا انتهت .. ثم مدّ بيده كي يصافحها : بس اكيد صداقتنا منتهتش
.................................................. .............
نظر اليها فارس طويلاا قبل ان يضمها اليه قائلا بحنان : خلاص ياهنا هنسافر النهارده المزرعه حضري نفسك
فأقتربت منهما امال بأشفاق قائله : زينب قالت لابراهيم .. انه عايز يشوفك ياحببتي .. هو بقاله مُده عيان .. وابراهيم النهارده كلمني من المزرعه وقالي
فهبطت دموعها ، لتمتد يد فارس كي يزيلها .. لامسا وجهها بحنان : اهدي بقي ياحببتي
فتشبثت فيه هي اكثر وبصوت ضعيف : مش هيبقي ليا حد يافارس
فحاوطتها نظرات فارس اللائمه .. قبل ان تقول هي بأسف : اسفه يافارس
فربط هو علي كتفيها بحنان .. ناظراً الي اعينها بحب وبصوت حاني : طول ما انا معاكي عمري ماهخليكي تحسي انك وحيده ياهنا ..
لتتكئ هي علي صدره برأسها ، ناظرة اليهم امال بأسي فبرغم من كل ما تعلمه عن جبروت صالح فقد اشفقت عليه
.................................................. ...............
وقفت سميه تنظر اليه ببلاهي .. بعد ان اقترب منها هشام بشحوب وهو يقول بعدما تأمل طفلته : جوليا ماتت ياسميه
فقتربت منه سميه بعدما عجزت عن النطق .. ليقول هشام بعد ان نظر الي الطفله: هو ده اللي كنت مخبيه عليكي ..
فتأملت سميه الطفله التي يحملها .. واخيرا قد نطقت شفتيها فقالت : انا مش فاهمه حاجه ، هو انت قبلت جوليا فين وديه بنت مين وجوليا مين اللي ماتت ؟؟
فنظر اليها هشام طويلا ، حتي سقط بجسده علي اقرب مقعد ليشاور بأصبعه علي تلك الصغيره: ديه ورد بنتي وبنت جوليا ..
فأقتربت منه سميه حتي جثت بركبتيها امامه لتقول بشحوب : يعني انت كنت متجوز جوليا من زمان
فأخفض هشام بوجهه خجلا فقال : انتي كنتي عارفه بعلاقتي بجوليا .. بس مكنتيش تعرفي بالليله ثم نظر الي الطفله فأدمعت عيناه : انا عارف اني غلطت ياسميه سامحيني
فأغمضت سميه عيناها بأسي وهي تبكي بصمت : انت زاني ياهشام عارف يعني ايه زاني.. عايزني اسامح واحد زاني ازاي .. انا كنت فاكره علاقتك بجوليا علاقه عابره مريت بيها وقولت مش مهم لازم انسي واسامح كلنا بيجلنا وقت وبنضعف .. بس عمري متخيلت ان علاقتك بيها توصل .. فتأملت سميه الطفله الباكيه قائله : طلقني ياهشام
فظل هشام يتأمل تلك الكلمه التي سقطت علي مسمعه منها حتي قال بضعف وهو ممسك بشهاده ميلاد تلك الطفله وشهادة وفاة جوليا وعقد زواجهما وذلك الجواب الذي اعطته له جوليا قبل وفاتها بساعات كي يعطيه لسميه : جوليا سبتني او بالاصح هربت من غير ما تقولي انها حامل .. عرفت كل حاجه قبل ..
فضحكت سميه بسخريه قائله : قبل ايه.. قبل متخليني الزوجه المغفله .. ثم نظرت اليه بألم : انا كده فهمت انت ليه سرعة في موضوع جوازنا وجبتني معاك هنا امريكا ..
ليه ياهشام خلتني مغفله .. ليزداد بكاء الطفله حتي تسقط دموع سميه وهي تتأملها ناظرة اليها بأشفاق فتمدّ بيدها لها وهي تلف وجهها بعيداً عنه وكأنه تنفر من رؤيته .. فيعطيها هشام الطفله قائلا بأسي لما فعله معها :لازم ارجع المستشفي عشان اتابع اجرائات الدفن مع حسام ..
فتظهر ابتسامه ساخرة علي شفتي سميه قائله : هي ملهاش ذنب .. لحد ما نطلق هخلي بالي منها .. بس انت خلاص خرجت من حياتي
فيتأملها هشام بعجز .. ويتركها تسقط في بحور دموعها وهي تضُم الطفله الي احضانها
.................................................. ................
وقف محمود ينظر الي رجاله للحظات بعد ان نبهم علي كل ما سيفعلوه في غيابه .. حتي انصرفوا ليقترب منه محاميه الشخصي الذي يدعي طارق
محمود : زي ما اتفقنا يامتر .. تتابع كل حاجه في غيابي ، وكل حاجه انت اللي هتبقي مسئول عنها من اول ما تسيب هي البلد لحد ما توصل عندي
فأبتسم المحامي بود وهو يقول : كل اللي اتفقنا عليه يامحمود باشا هيحصل .. وكويس اووي انك هتخلي رحلتك الاول لامريكا بعدين لندن يعني عشان الخطه
فأبتسم محمود بسخريه وهو يتنفث دخان سيجارته بعشوائيه حتي نظر اليه طويلا : حياتها مهما عندي اووي ،هي واللي في بطنها سامع
فأقترب منه المحامي .. ناظراً اليه طويلاً : انت غريب اووي مستر محمود
فيخرج محمود ذلك الشيك من جيب سترته وبصوت جامد : كل اتعابك هتوصلك في الوقت المحدد
لينصرف المحامي بعد ان لمعت عيناه بتلك الاموال
ويسير محمود الي جانب شرفة مكتبه ناظراً لاخر مره الي هذا الافق الذي يحطيه .. متذكراً الجريده التي كانت في خزنة والده التي لم يفتحها الا من اسبوعان ليري فيها قلم والده محدد علي تلك الحادثه التي اعلنت عن موت رجل الاعمال مراد راضي القاضي.. وزوجته السريه التي حذف اسمها بقوه بذلك الحبر .. متذكراً هروب والده الدائم منه عندما كان طفلا وهو يسأله عن والدته لتكون الاجابه : سبتك عشان ترجع لحبيبها وعشيقها الاولاني .. امك ماتت .. ماتت
فتظهر صورة هنا امامه حتي يقول بعد ان لمعت عيناه بغضب : عارف اني مريض نفسي .. بس جيه الوقت اللي لازم اخد بقي حاجه من عيله القاضي ..ومش هيبقي اغلي منك انتي وابنك .. ثم قال بسحر وهو يتذكر ضحكاتها البريئه : بس ده ميمنعش اني بحبك ياهنا .. فتتلاشي صورة برائتها سريعا ويتذكر قربها من فارس وقبلتهما التي لم تشعرهم حتي بوجوده .. فيعود الغضب اليه ثانيةً .. متأملاً ساعته فقد حان وقت المغادره الان

رياح الحب ونسمات الألمWhere stories live. Discover now