الفصل ١٣

13.2K 314 0
                                    

لم تكن صدمة نسرين وحدهاا هي من ألجمتها ، اما هو فعندما وقفت أمامه لم تصدق أنها أصبحت تتدرب في الشركه التابعه له ، ظلت تحدق به حتي أبتسم هو رغماً عنه قائلا : مالك ياهنا مستغربه من وجودي كده ليه ، فيقف ليقترب منها قائلا : هو مجدي مقلكيش علي اسم الشركه
هنا بتعلثم : هو دكتور مجدي يقرب لحضرتك!!
نظر لها حسام قليلا ليقول باسما : ههههه ، بصي صله القرابه مش قريبه اووي ، يعني دكتور مجدي يبقي اخويا الكبير !!
لتتطلع هنا اليه قليلاً .. حتي تتذكر يوم أن رأته أمام مكتبه
فيقول حسام بأبتسامة هادئه : وايه رئيك في المفاجأه ديه بقي حلوه ولا وحشه
لتتأمل معالم وجهه .. حتي تشيح بوجهها بعيدا
ليقول هو ثانية ولكن بجديه : ايه اخبار الشغل هنا ، عجبك
وقبل أن تتحدث هنا ... كانت أحدهما قد طرق الباب ليدخل
فنظر حسام بضيق قائلا : أفندم يا أنسه نسرين
نسرين بمكر وهي تنظر لهنا قائله : في أجتماع بعد ساعه يافندم بره الشركه ، والمفروض حضرتك متعطلش نفسك اكتر من كده ، مع الموظفين
فترتبك هنا قليلا قائله : عن أذنك يا فندم !!
وتخرج وهي شارده في نظرات نسرين لها ، وتلك المصادفه الغريبه التي جمعتها بحسام
.................................................. ................
وقفت تتطلع اليه قليلا .. حتي رفع هو بوجهه قائلا : أفندم يا أنسه
كانت جديته لها متوقعه ، ولكن سقطت علي مسمعها وكأنها ماء بارداً قد أنصب عليهاا ، لتقول بصوت يكاد يكون مسموعاً : حضرتك كنت طالب مني مشروع أعمله
لينظر لها فارس بجديه : والمشروع ده كان المفروض تسلميه في المحاضره مظبوط !!
تأملت كلماته قليلا .. حتي شعرت بأن أوهامهاا حقا سرابا ، وان تلك الحيله التي قد تحججت بها كي تنفرد به حتي لو للحظات قليلا ، لم تجني علي أحداً غيرها ... لتقول هي بتعلثم : اسفه ، عن أذنك
فينظر الي معالم وجهها قليلاا ... فتخرج وهي نا كسة برأسهاا أرضا لتقابلها صديقتها قائله : مالك ياريهام
ريهام بدموع : عندك حق ياسميه ، عمره ما هيبصلي غير بنظرة الطالبه الي عنده وبس ...
سميه بأشفاق وهي تربط علي كتف صديقتها : طيب براحه واحكيلي عملك ايه عشان أفهم بس !!
لتنظر اليها ريهام قليلا فتقول : اظاهر أن نسرين عندها حق ، انا لازم فعلا اتغير ، هيبصلي ازاي وانا بالنضاره ديه وبلبسي الي عامل زي الشويش ده
فتتطلع اليها سميه بصدمه قائله : انتي بتقولي ايه ياريهام
ريهام بضيق : بقول اني لازم أتغير ،ياسميه
لتقف سميه مصدومه من حديث صديقتها ... حتي تنصرف ريهام تاركه سميه شارده في حديثها المتهور !!
.................................................. .................
أعتدلت في جلستها حتي يبصح وجهها مباشر الي وجهه تماماً، ولا يفصلهم سوا انفاسهم لتقول : فسحه كانت تجنن كتير ياهشام ، عشان كده جوليا عزماك علي فنجان قهوه
ليبتسم اليها هشام قائلاً : وهشام مش يقدر يرفض طلب جوليا ، بس مره تانيه ياجوليا معلش
لتقترب منه جوليا بدلع فتطبع قبله رقيقه علي خده الايسر قائله : تصبح علي خير ياهشام
وتخرج من سيارته ، وهي تلوح بكلتا يديها اليه ، حتي يسير سريعا من أمامها وهو يتمتم : انا ايه الي دبسني مع جوليا ، ربنا يسامحك يافارس !!
.................................................. .................
جلست علي مائده الطعام ، لتتنحنح كي يتطلع هو اليهاا ولكن ظل جامداً ينظر في طبقه ... دون أن يلتف ، حتي أنهي طعامه سريعاً ، وأنصرف
لتتطلع هي الي حركة اقدامه الي ان دخل مكتبه ، فتظل تراجع كل ما فعلته طول اليوم حتي تُحادث نفسها : مافيش برضوه حاجه عاملتهاا عشان يضايق مني... ، فتتناول طعامها ثم تذهب الي غرفتهاا وهي شارده في تلك المعامله الغريبه التي أصدرها بعد ان اعلن معها هدنته
اما هو لم يعلم لماذا قد شعر بالحنق منها ، عندما علم بأمر تدريبهاا في شركه صديقه ، ليأتيه شعور الغيره حتي يقول بصوت متهكم وكأنه يخاطب عقله : انا احب الطفله ديه
ليحدثه قلبه قائلا : بتكدب علي نفسك ولا علياا
فيفرك هو جبينه بضيق قائلا : لاء محبتهاش ... ويخرج من مكتبه بخطي سريعه فينده علي خادمته ، لتعلمها بأنه يريدهاا .... حتي تنظر هي الي الخادمه قائله بقلق : عايزني انا ياصفيه !!
صفيه بطيبه : اه ياست هناا ...
لتهبط هي درجات السلم بخوف ... فتطرق باب غرفته ، فيأذن لها بالدخول ... فتقف أمامه ... حتي يلتف هو اليها لتفصلهم نظرات الحب والخوف !!
فارس ببرود : وياتري شغلك مع حسام عجبك، اه نسيت اقولك هايل ديه فرصه كويسه جداا ليكي عشان تتعلمي حاجه مفيده
لتتطلع هي الي تعبير وجهه فتقول بعفويه : يعني انت شايف كده !!
فارس ببرود : شور !!
هنا : هو انت رجعت تكشر تاني ليه ، هو انا عاملت اي تصرف يضايقك
ليقترب منها فارس قليلا فيقول : وهضايق منك ليه ، الي بيضايق من حد بيكون فارق معاه ... انتي شايفه نفسك تفرقي معايا
لتلجمها كلماته .. حتي تنظر اليه بأعين دامعه فتقول : عندك حق !!
فارس بجمود : بكره عازم هشام وصديقه ليا .. علي العشا ، فياريت متتأخريش علي ميعاد العشا !!
لتحرك رأسهاا بالأيجاب ... ثم أنصرفت من امامه ....
.................................................. ...............
جلس يتخيل كل شئ فيهاا ، وكأنها منذ اللحظه الاولي قد رسخت بقدميها علي عرش قلبه وعقله، لتأتي صورة أخري أمام عينيه حتي يبعدها عن عقله سريعاً وكأنه ينفر منها ، لينتبه الي قدوم اخوه وهو يقول : مزعل رشا ليه ياحسام
فيعتدل حسام من جلسته وقد أزاح قدماه عن الأخري قائلا : رشا هي الي بتحب تضايق نفسها بنفسها يامجدي ، عارف مراتك لو حاجه واحده بس تبطلها... انها متشغلش فكرهاا بكل حاجه وبكل الي حوليها
ليتنهد مجدي قائلا : بس أنت عارف رشا كويس ياحسام ، وعارف قد ايه هي بتحبك
حسام بتنهد : صدقني يامجدي عارف ، بس مش معقول الي بيحصل ده ، تخيل تطلب مني اروحلها النادي واتفاجئ بساره قاعده ، والهانم تقولي هو أنت كمان مستني طنط رشا ... والله كان هاين عليااا اكثفهاا واقولها ... حلو شغل العيال ده ..
ليضحك مجدي قائلاً : هما الستات ديما فكرهم كده ...
حسام بحنق : وانا مبحبش الفكر ولا الطريقه ديه ، ويوم ماهفكر اتجوز ... هتجوز واحده انا الي عملت المستحيل عشان بس يجمعنا مكان ، او اسمع منها كلمه واحده !!
ليبتسم مجدي رغماً عنه قائلا : لسا بنفس فكر الرجل الشرقي
فيتنهد حسام قائلا : ارجوك يامجدي ، فهم رشا اني لما اقرر اتجوز اكيد هتبقوا اول ناس تعرفوا ...
فيقترب منه مجدي قائلا بخبث : وهنا اخبارهاا ايه معاك في التدريب ، اقصد الطلبه كلهم يعني
ليشرد حسام قليلاً ... حتي يضع مجدي بيده برفق علي كتف أخيه وينهض كي يتركه في شروده الذي اصبح يخمن سببه ...
.................................................. ..........
جلست جوليا امامهم بملابسها التي تكشف اكثر ما تستر وهي واضعه ساقاً علي ساق ... ناظره الي هنا متفحصه أيهاا قائله : مكنتش أعرف أن عندك اخت صغيره كده يافارس ..
حتي تتلاقي أعين هشام وفارس في آن واحد
لتقول هي : بس انا مش أخته
فتحدق بها جوليا بكلتا عينيهاا قائله : اووو مش اخته ، وازاي بتعيشي معه ، اممممممممممم
ليتطلع اليها فارس حتي يري معالم وجهها المرتبكه ...
وقبل أن يتحدث هشام ... كانت هي تقول : هو يعني أي حد عايش مع حد لازم يكون بينهم حاجه ، أمممممم نسيت أن ده عندكم بيتفهم بطريقه تانيه ، وكون اني عايشه هنا .. فليه انتي مظنتيش اني بشتغل هناا ... وعادي يعني لما أقعد معاكم .. بشمهندس فارس بيعمل الخدامين عنده وكأنهم صحاب مكان .. وقبل أن تنهي تلك المقابله السخفيه .. نظرت اليهم ثلاثتهم قائله : تحبوا تشربوا ايه !!
لتكون نظرات هشام وفارس ... محدقه بهاا .. وهما لا يصدقون ما قد أدعت به علي نفسهاا بكونها من الخدم ... فتذهب من أمامهم وتسقط دموعهااا بدون ان تشعر
ليقف هشام قائلاً ... مش كفايه كده ياجوليا ...
لتزيل قدميها قائله : أمممممم ، انا بقول هيك ياهشام ..
حتي تنهض وتقترب من فارس وقبل أن تفعل تحيتهم المعتاده عليهاا وهي التقبيل ... ابتعد هو عن طريقها ليقول : مع السلامه ياجوليا !!
فتتطلع اليه بحنق ... ثم تسير من امامه بخطي سريعه ، وقبل أن ينصرف هشام خلفهاا ... اقترب من فارس قائلا: ابقي شوف المسكينه ديه ، وطيب خاطرها بكلمه !!
لتقع كلمات هشام علي فارس ، وهو يشعر بالحنق من نفسه ، فهو من جعل جوليا تأتي الي هنا كي يجعلهاا في مواجه معها
فيصعد الي غرفته البعيدة تماما عنها ... وقبل ان يترجل داخلها ... ذهب اليها وهو يشعر بالحنق من نفسه ... ولكن بعد عدة طرقات متتاليه لم يسمع رداً
لتأخذه قدماه الي الجنينه .... فيجدها قابعه في زاويه بعيده خلف احد اشجار الزينة العاليه ، واضعه برأسها بين كفيهاا !!
فيقترب منها بخطوات بسيطه ... كي لا يفزعها .. حتي يتنهد قائلا بصوت هادئ : قاعده هنا ليه ..
لترفع بوجهها قليلا ، وقد ملئت عيناها بالدموع فتنظر اليه حتي تبعد بوجهها سريعاً
فينحني لمستواهاا فيقول : قولتي ليه علي نفسك كده ... وقبل ان يتابع حديثه
قالت هي ساخرة : عشان أمنع عنك الأحراج ... وانت مش عارف تعرف ضيفتك عليا .. الي ظنت من وجودي اني اختك ، ... ثم قالت ضاحكه : اصلهاا قالت تخمن يعني عشان تعرف انا مين . وصفتي ايه عشان اقعد معاكم كده
ليتنهد هو قائلا : بس مش معني كده تقولي علي نفسك خدامه
لتضحك هي قائله : خدامه أحسن ... من واحده عايشه شفقه ورحمه
لينظر الي عينيهاا قائلا بحنان : ليه ديما بتعيطي ، قولتلك مليون مره متعيطيش
لتبتسم من بين دموعها قائله : عشان ديه الحاجه الوحيده الي بتخليني ارتاح ، زي ما غضبك علي غيرك كده بيريحك أنا دموعي بتريحني
فيمد بيده كي يزيل دموعها قائلا : انا أسف ..
لتنظر هنا اليه بدهشه قائله : أسف علي أيه، هو انت عاملت حاجه تزعلني ..
فيبتسم رغما عنه قائلاً: حتي وانتي بتعيطي عينك بتضحك لوحدها ، بس أول مره أعرف ان الدموع حلوه اوي كده !
لتشيح هي بوجهها سريعا عنه ... حتي تقول بتعلثم وهي خافضه بوجهها : هي مين جوليا ديه
فيضحك هو بشده قائلا : لاء أنتي بجد مش معقول !!
لتتطلع اليه بغضب بعد أن نهضت من مكانها قائله : هو انت بتضحك ليه عليا ؟؟
فتتحول معالم وجهه للصرامه للحظات .. ثم يقترب منها وهو ينظر في عينيها بحده ... حتي تبتعد هي عنه بخوف قائله : مش انت كنت بتضحك ...لحقت تتحول
ليبتسم فارس قائلا : ياسبحان الله ولا كده عاجب ولا كده عاجب ، نفسي اعرف أنتي تركيبتك ايه
لتخفض رأسها بخجل قائله : انت ليه حابب القناع الي انت عايش بيه ده
ليلتف هو بوجهها بعيدا عنها قائلا : أظن أن الوقت اتأخر وانتي لازم تروحي تنامي ...
فتسير من أمامه بخطوات سريعه ... حتي تختفي عن انظاره
ليغمض عيناه قليلا .... فيتذكر يوم أن رئي أيناس زوجته واحبهاا ، فيبتسم بألم قائلا بتهكم محدثا قلبه : مشكلتك أنك بتنسي طعنات الغدر والألم ....
.................................................. ................
وقفت تتأمل هيئتها في المرئه ... حتي عبثت بخصلات شعرها قائله : انتي الي كنتي دفنه جمالك ده ريهام ، لازم تعملي المستحيل عشان فارس يحبك ... لازم ، حتي تأتي والدتهاا وهي تتطلع الي هيأتها قائله : انتي أيه الي عملاه في نفسك ده يابنت
لتتطلع اليها ريهام ساخره : وماله شكلي ، مش زي شكلك ولا ايه ياليلي هانم ، ده حتي انتي بتهتمي بالجمال وصيحات الموضه ، جت عليا انا
لتقترب منها والدتها قائله : ده انا مش أنتي ، انتي ناسيه كلامك ليا ... مالك ياريهام فيكي ايه
لتمتلئ عيناها بالدموع قائله : انتي ليه ديما كنتي بعيده عني وسيباني ، واهم حاجه عندك انك تبقي الصحفيه ليلي الناجحه وبس ، ليه مفكرتيش مره فياا
لتضمهاا ليلي بحنان قائله : عشان اكونلك ام تفتخري بيها وسط صحابك
لتبتعد ريهام عن أحضان والدتهاا ... قائله بسخريه : افتخر بيها وسط صحابي ، هايل ياليلي هانم ...
ثم تركتهاا وانصرفت غير عابئه بحديثهاا ، وكأنه قد أزاد الفجوه بينهما !!!
.................................................. ...............
وفي وحشة الظلام القاتم ، كانت لمسات يديها علي جنينها هي من توئنس وحدتهاا التي فرضت عليهاا بسبب زيجه لم تجني علي احد سوها ، لتفر دموعها هاربه حتي يدخل هو عليهاا فيجدها جالسه في ذلك الظلام ... فيقترب منها بخطوات قد جعلت جسدها يرتجف ليقول منصور : وانتي فاكره انك لما هتعملي كده انا هطلقك ياسلمي ، عايزه تموتي ابني الي مستنيه يجي علي وش الدنيا يابنت صالح
لتنبعث دموعهاا قائله بخوف : مش عايزه اخلف منك ، مش عايزه الطفل ده
ليتنهد بغضب قائلا : المره الي فاتت ، وربنا سترهاا ، والمرادي فاطمه لحقتك ... عايزه ايه يابنت صالح
فتخفض برأسها ارضا قائله : عايزه ارجع سلمي البنت الي عايشه وسط اخواتهاا وامهاا ، البنت الي مكنتش بتفكر في حاجه غير انهاا تعيش حياتها وهي سعيده .... هتعرف ترجع ده بقي لياا ؟؟؟
ليصمت منصور ... حتي يقول بجمود:ابقي سمعي كلامك ده لأبوكي يابنت صالح ، لان هو المفروض الي يسمعه مش انا .. هو باع وانا اشتريت ، ولأخر مره هحذرك ، غير ان انا مبقتش فاضي ليكي خلاص ...... ثم يسير من امامها بخطوات هادئه حتي يقف امام الباب يتطلع اليهاا بأعين محذره ... ويغلق الباب بقوة خلفه
فتضع هي بيدها الصغيره علي بطنها التي اوشكت علي الظهور ... حتي تبتسم !!
.................................................. ................
جلست تقص عليهاا لقائهاا بنسرين ، لتنظر لها سميه بأعين متعجبه قائله : قابلتي نسرين ، لاء وكمان بتدربي في نفس الشركه الي بتشتغل هي فيهاا ، يامحاسن الصدف
لتضحك هنا قائله : مش عارفه ليه من طريقة كلامك عنها ، بخاف منها مع ان شكلها لذيذ وحلوه
لتتطلع اليها سميه قليلا .. قائله : نسرين حلوه ولذيذه !!
شكلك هبله ياهناا
فتصمت هنا .. حتي تقول : يعني عشان بشوف الجانب الحلو في الناس ، ابقي هبله
سميه بهدوء : مش قصدي صدقيني ، بس مش كل الناس زي بعضها يعني عندك انا وريهام وبلاا فخر مش هتلاقي مننا اتنين !!
لتضحك هناا قائله بدعابه : ياسيدي ياسيدي ، كملي مدح في نفسك ، ونسرين البع بع صح
سميه بضحك : يابنتي مش اقصد انها بع بع ، بس نسرين تصرفتها مش تمام يعني متحرره وجريئه ... اصلاً هي متعتبرش صديقه لينا ولا حتي في سننا، انا وريهام اتعرفنا عليها عن طريق والدة ريهام ، وهي الفتره الي فاتت كانت بتيجي علطول الجامعه عشان تورينا طلعتها البهيه ، اقصد عشان الانسه المبجله نسرين بتظبط اوراق تخرجهاا ... واكيد كان عشان الوظيفه المرموقه ... الي هتتأنسي بيها كل يوم وهتقبليهاا في وشك صبحا وظهراً ....
وقبل ان تضع هنا بيدها علي فم سميه لتصمت ... كانت ريهام تقف أمامهم بزيهاا المختلف ، ناظره اليهم وهي تقول : مالكم مستغربين شكلي كده ليه ... ثم جلست بجانبهم وهي مبتسمه : شكلي حلو مش كده !!!
لتنظر اليها سميه بعتاب .. حتي تقول هنا : انتي ايه الي عملاه في شكلك ده ياريهام...
ريهام ببرود : عادي ياهناا ... ايه شكلي مش حلو ولا ايه ، صحيح أنتي كمان لازم تتغيري ، وبلاش لبسك المعقد ده ... ولا ايه ياسميه
لتنهض سميه قائله ببرود : انا لازم اروح عشان اتأخرت
فتبتسم ريهام موجها حديثها الي هنا قائله : صحيح ياهنا انتي مقولتليش انتي ساكنه فين ، مش معقول نبقي صحاب المده ديه ومعرفش
لتنظر اليها هنا بخجل حتي تقول بصوت ضعيف : انا عايشه عند دكتور فارس !!
لتقف ريهام من هول الصدمه قائله : عايشه عند مين ، انتي قولتي ان بينكم صلة قرابه وبس
لتتطلع اليها هنا قائله ... هتصدقيني لو حكيتلك انا ليه بقيت عايشه عنده ، وليه حياتي اتغيرت كده
لتجلس ريهام ثانية ... حتي تتابع هنا حديثهاا ...
وبعد ان انهت حديثها قالت بدموع : حياتي كلها اتغيرت من ساعة ما اهلي ماتوا ...
فتهبط دموع ريهام بأشفاق عليهاا وعلي نفسها حتي تحتضنها قائله :هو انا لما اتغيرت وبقي شكلي كده .. بقيت حلوه ياهنا
لتنظر لها هنا متأمله أيهاا فتقول : ريهام التانيه احلي علي فكره !!
فتتلاقي اعينهم مبتسمين ، حتي يسمعوا صوت سميه أتي من خلفهم وهي تقول : علي فكره انا مروحتش ، انا روحت اجيبلكم عصير ، وعلي فكره شكلك مش حلو بقي
فتضحك ريهام قائله : عارفه علي فكره ...، وياريت تدخلي لسانك ده جوه
فتظل سميه تمزح مع ريهام ... حتي تشرد هنا قليلا فتتذكر بنات عمهاا وتسقط دموعها سراً
.................................................. ..............
وقفت تنظر اليه بجرئتها المعهوده ... حتي اقتربت منه لتمسك رابطه عنقه فتهندمها له ، قائله بحالميه : وحشتني ياحسام اوي ، هو انا موحشتكش
ليبتعد هو عنها سريعا ، ناظرا اليها بغضب : نسرين انتي ناسيه اننا في الشركه ، لو حد من الموظفين دخلوا هنا يقولوا ايه علينا...
لتنفر منه نسرين قائله : هتقولهم اني مراتك ياحسام ، ولا انت ناسي ورقة الجواز العرفي الي بينا ... مش كفايه رضيت اشتغل معاك سكرتيره عشان ابقي جنبك ... ثم تقول بشوق : انت مش ملاحظ انك من ساعة ما انشغلت بالشركه ، وانت ناسيني خالص ، حتي شقتنا مبقتش تروحهاا، وجوازنا الي كنت ناوي تعلنه لما ترجع من امريكا صرفت نظر عنه واتحججت بالشغل كل شويه تقولي مش وقته ... نسيت اجمل ايام قضناها مع بعض في امريكا ياحسام ...
لييتطلع اليها حسام قائلا : ممكن تتفضلي علي مكتبك دلوقتي يانسرين ونبقي نكمل كلامنا بعدين
نسرين بدلع : هوافق بس بشرط ، اننا نتقابل النهارده في شقتنا ، اوك ياحبيبي
حسام بشرود : حاضر يانسرين ، حاضر !!
فتبتسم له ثم أنصرفت من أمامه سريعاا ، وهي متشوقه للقائهم السري
اما هو جلس علي كرسي مكتبه ليتذكر اول لقاء بينهم .. فلم يكن لقاء عاديا ... بل لقاء ادي الي زواجهم بتلك الورقه المزيفه !!
.................................................. ................
اخفضت برأسهاا حزناً ، عندما اخبرهاا بأن عمته لن تعود كما وعدتها بعد اسبوعاً ...
لينظر هو الي معالم وجهها ... حتي يقول بعد مقاومة دامت بين عقله وقلبه للحظات : تحبي تيجي معايا نقابة المهندسين
لتتطلع اليه هنا قائله بعدم تصديق : بجد !
فيضحك هو علي عفويتها قائلا ً: ايوه ياهنا بجد ، بس يارب انتي الي متندميش بعد الفرحه ديه كلهاا
لتنظر اليه هنا قائله : انا جاهزه علي فكره ، مش هي الحفله بعد ساعه !!
لينظر اليها متعجبا : وعرفتي منين انها بعد ساعه
لتقول هي بتخمين :مجرد تخمين
فيضحك فارس عليها ، حتي يقول بهمس لم تسمعه : شكلي ادمنتك ياهنا ، وضحكتي مش بتيجي غير معاكي
فتقول هي بعد انا اشاحت بيدهاا امام عينيه : يلا يابشمهندس ، ومبروك مقدما ً ، هما صحيح هيكرموك ليه
ليضحك فارس قائلا بسخريه : فراغ ... ثم يسير من امامها وهو يضحك عليها فتتابعه بخطوات سريعه ... وما من ثواني كانت تقف امام سيارته قائله بخجل : هو عادي يعني لو انا خرجت معاك !!
فيلتف الي الناحيه الاخري ، ويترجل داخل سيارته قائلا ً : هاا ، امشي ولا هتيجي معايا ، قدامك دقيقتين تكوني فكرتي كويس فيهم
وبدون تفكير وجدت نفسها تركب السياره ، لتذهب معه لذلك الحفل ... وبعد ساعات قضتها بمفردها تتأمل وجوه المدعوين ... كان هو يتأملها من حين لاخر ليضحك علي هيئتها وهي تتطلع في وجوه كل من يمر أمامهاا
حتي اقترب منه أحد أساتذته ، الذي يعتبره أبناً له .. فيقول بهمس : شيل عينك من علي البنت شويه ، بتحبهاا صح !!
لتقف تلك الكلمه في حلقه حتي يقول بأبتسامة قد ظهرت علي محياه : مش معقول اكون بحبها !
فيبتسم ذلك الرجل قائلا : وهو الحب حرام يافارس ، وبصراحه بيني وبينك البنت حلوه اوي ، بص انا هروح أعكسهاا وأسيبك أنت تتفرج علينا من بعيد ، وهتشوف الراجل العجوز هيعمل ايه
حتي يذهب ، وتتابعه نظرات فارس ، ليقترب منهاا ذلك العجوز قائلا : انا المهندس كمال ،عندي 65 سنه ، شاب امور وحلو وصحتي زي الحصان بس مش اوي يعني هههه ، وكنت بدرس للولد الي واقف بعيد ده الي عملي فيها دكتور جامعه وراجل اعمال ناجح ده ، كان يقول لها هذا وهو يشير بأصبعه نحوه
لتبتسم هنا رغما عنها ، ويجلس بجانبهاا قائلا : عندي بنتي في سنك كده ، بس أنا حبيت أجي أعكسك تقبلي من راجل عجوز زي والدك معاكسه لطيفه زي ديه ، ولااا ....
فتضحك هناا علي تلقائية هذا الرجل المرح ، ويظل يحادثهاا الي أن طال الحديث بينهم ..... وتصبح نظراته هو وحده تراقبهاا وكأنه يهرب من عقله قليلا ليترك لعيناه النظر اليها، حتي ينسحب بهدوء من وسط أصدقائه ... فيقف علي بعد أمتار قليله يتأملهاا قائلااا بصوت لا يسمعه سوا قلبه ...... اصبحتي ياطفلتي الباكيه .....وحدك من تملكين قلبي
وفي وسط شروده بهاا ... وحديثهاا مع ذلك العجوز ، تلاقت عيناهم فأخفضت هي ببصرهااا سريعاً ، ليبتسم هو قائلا .... حقاً أحـــــــبـــــــــــــك

رياح الحب ونسمات الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن