الفصل ١٧

12.2K 273 0
                                    

كانت نظراتها الشارده ، ألماً أصبحت لا تتحمله ، فكلما رأت ذلك الحزن في أعين أبنتها ، كان الألم يزيد من قبضته علي قلبها لينفطر حزناً وهماً علي حالاً لا تعلم هل هي المخطئه فيه عندما تزوجت من رجلاً لا يصلح أن يكون أباً أم هذا هو قدرهاا ....
لتقترب زينب من أبنتها بحزن قائله : مالك يانور ، أتغيرتي اووي يابنتي فين صوت نور العالي ولسانها الطويل ، وخناقاتك مع ريم ..
لتبتسم نور أبتسامة واهنه الي والدتها قائله : مافيش حاجه صدقيني ياماما
فتقترب منها زينب أكثر ، حتي تُجلبها الي أحضانها قائله بحب : عارفه مهما كدبتي علي كل الناس وعلي نفسك ، هيفضل قلبي حاسس بيكي أنا أسفه يابنتي !
لترفع نور وجهها المغطي بالدموع من أحضان والدتها قائله : أسفه علي أيه ، هو المفروض الي يقول أسف مش أنتي
لتضمها زينب ثانية قائله : يارتني ماكنت خلفت ولا جبتك أنتي واختك علي وش الدنيا ، مكانتش حياتكم هتبقي كده يابنتي
لتتطلع اليها نور بعدما تشبثت داخل أحضان والدتها : المفروض هو الي يندم مش انتي ، ليه بيعمل فينا كده ، ليه عمره مافكر غير في نفسه وبس ، سلمي جوزها لواحد متجوز واكبر منها بخمس وعشرين سنه ، وهنا مع اول فرصه باعها للست الي جات تنقذها من بين أيديه ، قبل ما يدمر حياتها هي كمان ، وريم ... وعندما نطقت بأسم شقيقتها الصغري تجمعت الدموع في عينيها لتقول : وريم مبقتش الطفله الصغيره الي كلنا كنا بنفرح بشقوتها ، كل حاجه حلوه انا بحبها دمرهاا .... ليه ؟؟
فتتطلع زينب الي وجه ابنتها بحنان ، حتي تُمد يدها برفق كي تزيل دموع أبنتها قائله بصبر : ربك كريم يابنتي ..
.................................................. .................
كانت نظرات صديقتها المصوبه علي هذا الشخص هي من جعلتها تلتف ، بعدما نطقت بأسمها !!
فتنظر ريهام وسميه اليها بتعجب، فيتراجعوا عن باب مكتبه مقتربين من صديقتهم ، ليروا هيئتها التي لا تدل سوا علي ان صاحبتها قد باتت أيام طويله لا تفعل شئ سوا البكاء ، فأصبحت عيناها زابله ووجهها المُنير أصبح شاحباً ...
فتقترب سميه منها قائله بقلق : هنا ، انتي كنتي مختفيه فين الأيام الي فاتت ، ومال شكلك كده
فتمد ذراعيها ريهام كي تحتضنها وهي تقول : مش وقت أسئله دلوقتي ياسميه ، تعالوا نروح اي مكان ...
فتنظر اليهم هنا بدون أن تتفوه بكلمه ، حتي يسيروا سوياً ليخرجوا من هذا الحرم الجامعي بأكمله ..
وبعد قرابه النصف ساعه ، كانوا الثلاث فتيات يجلسون في أحد الاماكن العامه الهادئه
فتتطلع هنا اليهم قائله بأبتسامه : يمكن أنتوا أحلي حاجه القدر بعتها ليا بعد ماكل حاجه أبتدت تبعد عني
لتضع ريهام كفها برفق علي كف صديقتها قائله : ممكن تفهمينا دلوقتي مالك ؟؟ ولا أسيب سميه عليكي تعرف كل حاجه بطريقتها الخاصه
لتبتسم هنا رغماً عنها قائله بعدما أنسابت دموعها بغزاره : حاسه اني وحيده اوي ، واني في نظر الناس مجرد بنت ضعيفه ملهاش شخصيه ، حتي قدام نفسي شخصيتي ضعيفه اووي ، أصعب حاجه لما كل حاجه حلوه بين أيديكي تروح ، حتي لو الحاجات ديه بسيطه بس جمالها بيكون بوجود كل الناس الي بتحبيهم وبيحبوكي ، لتتذكر توبيخ حسام لها دون رحمه ، ومغادرة فارس بيته دون أن يخبرها لذلك .. فتنحدر دموعها بغزاره قائله : جوايا حاجات كتير وجعاني بس للأسف مش قادره اصرخ في أي حد او أعمل حاجه ، لأن ببساطه عايشه الحياه مجرد ضيف مفروض علي غيره ، واكيد محدش كان ذنبه أنه يستحمل الضيف ده ولا عمي ولا حتي هو !!
لتتطلع اليها سميه وريهام بأشفاق حتي تقول ريهام : هو أنتي لسا عايشه مع دكتور فارس ، مش أنتي كنتي قررتي تعيشي في بيت الطالبات ....لتخفض هنا رأسها خجلا .. حتي تقول سميه بتعجب : انتي كنتي عايشه مع دكتور فارس .. أنا عارفه أنك تقربيله او معرفه بس متوقعتش كده!!
لتنظر اليها ريهام كي تصمت فتقول هنا : كنت خايفه لعيش لوحدي ، أنا مصدقت يبقي ليا أسره وعيله ، انا عارفه أن ده تفكير غلط .. بس هو ده بيكون تفكير اي أنسان أتحرم من جو العيله ، لتصمت قليلا حتي تقول لهم : كنت بكون مبسوطه وانا شايفه ماما أمال بتتكلم معايا وبتدافع عني ، لما هو يشخط ويتعصب عليا ، كنت بحس ان ليا وجود ، حتي هشام أهتمامه بيا كان بيسعدني اوي ، حسيت ان بقي ليا حد وناس .. بس أنا فعلا ولا ليا اهل ولا ناس ولا عيله حتي ...
فتصمت الفتاتان معا حتي يقولوا بصوت واحد مداعب : وكمان هشام ، لاء كده كتير ...
فتضحك هنا رغماً عنها قائله : اه هشام ده أول واحد أتعاملت معاه من صنف الرجاله ، وكان أنسان بمعني الكلمه شخصيه غريبه اوي ضحك وهزار ، وجواه حنان يكفي الدنيا كلها ، لو كان ليا أخ كنت هتمني انه يبقي هشام
فتتنحنح سميه قائله : ياسلام ياسلام !
فتمسح هنا بقايا دموعها قائله : انا عايزه ادور علي شغل ممكن تساعدوني
فتتطلع اليها ريهام وسميه قائلين : يابنتي مش أنتي بتدربي في شركه الهواري الي رشحتك فيها الجامعه ، و بتاخدي منها مرتب كويس كمان
لتنظر اليهم قائله : ما انا قررت اسيبها ، واقول لدكتور مجدي عشان يلغي تدريبي !!
ليتطلعوا الفتايات لبعضهم .. حتي تقول سميه : وايه الي خلاكي تفكري في كده ، ده حتي انتي كنتي فرحانه اوي بالموضوع ده ، أنتي نسيتي منظرك مع اول مرتب أخدتيه
حتي تتذكر ريهام هذا اليوم قائله : ههههه ، ده انتي كان هاين عليكي تشتري أي حاجه وتقولي للبياع الي بتشتري منه ، ديه فلوس مرتبي ياعمو
لتضحك هنا بعدما ضربتها بخفة علي ذراعها قائله : هتساعدوني ، اني أستقل بحياتي ، ومبقاش فاضل كتير عشان أكمل الواحد وعشرين سنه !!
.................................................. .................
وقفت تبتسم له ، ولكن أبتسامتها لم تعد تخلو من حزن أصبح يتخلل داخل أعينها السوداء الصغيره ، ليبتسم لها هذا الرجل ذو الشارب الكبير حتي يقول بصوت حنون وهو يراها قادمه له تحمل علي كتفيها حقيبة مدرستها الصغيره ...
ليقول هو : أزيك ياريم
لتنظر اليه ريم قائله بطفوله : لسا برضوه عمو هشام وابله هنا مجوش
فينظر اليها الرجل قائلا بحنان : وانا الي كنت فاكرك ، انك جايه تسألي علي الراجل العجوز ده ، الي كنتي بتقطعي نفسه من الجري عشان التوت
فتنظر اليه ريم بطفوله ، متذكره كم كانت هي واختها نور ، يستمتعون معه بالركض الذي لا ينتهي سوا بأن يقع هو في النهايه ويهموا هما هاربين لتوبخهم سلمي علي ما يفعلونه بعدما ترسلها أمهم إليهم ، فتتذكر مداعبة وضحك هنا وهي تستمع لحديثها الطفولي المشاغب نحو رحلة يومها...... فينحدر كل هذا علي هيئه حزن قد ملئ عينيه .... فيقول ذلك الرجل : مش هتعلمي عمك إبراهيم بقي الألف بيتكتب ازاي
فتقترب منه ريم بمشاغبة طفوليه قائله : مش أنا علمتهولك المره الي فاتت ، انت مش بتذاكر ياعمو إبراهيم ،وكمان بليد .....
لينظر لها هو بضحك .. فيمسح علي شعرها برفق قائلا : طيب يلاا حفظيني من تاني عشان أعرف أكتب أسمي،.. وبعدين هو انتي بتعلميني ببلاش ، ده انا هديكي التوت والتين والعنب كمان ياستي وانتي الي هتدخلي تجبيهم من المزرعه !
فتنظر اليه ريم قائله : بس أنا عايزه أركب الحصان الأبيض ، بتاع الراجل الجميل الي عينه كانت زرقه زي السما بالظبط الي شوفته يوم الفرح بتاعهم الكبير ده ..
فيضحك ابراهيم بشده علي عفويتها التي لا تدل سوا علي برائة طفله .. فيقول : بس ده صاحب المزرعه ، والحصان ده بتاعه هو .. ثم نظر لها بتفكير فقال : بس وحياة شنب الراجل العجوز ده هركبهولك ، هو انا عندي كام ريم
فتتطلع اليه ريم بتفكير وكأنها تعيد في ذهنها مسأله حسابيه ، فترفع بأحد أصابعها قائله بطفوله : ريم واحده وبس !!
.................................................. ............
ومع أيام بزوغ القمر ، ونجوم السماء تبحر في سوادها القاتم والقمر يتوسطهم بمتاها ، جلست تتأمل كل هذا وعيناها سابحة في عالم لا تعرف أين بدايته ونهايته ، ولكن كل ما كان يخترق جسدها النحيل ، هو هذا الهواء العليل ذات الرائحه التي لا يتخللها شئ سوا رائحه الموت والفراق ، فتسقط دموعها وهي ناظرة للسماء .. حتي تغمضها بتلقائيه
فتسمع صوتاً ، قد أفتقدته كثيراً ، ومع حركة خطاه الهادئه ، التفت اليه بأعينها الدامعه .. حتي أشاحتها سريعاً.. فيقول هو بصوت جامد : ايه الي أنتي كنتي عايزه تعمليه ده ، لولا صفيه وانها كلمتني وقالتلي علي قرارك، .. كنتي سيبتي البيت ومشيتي ، مفكرتيش هتروحي فين
فتغمض عينيها ثانية قائله : هقدم في بيت الطالبات ، وهعيش فيه لحد ما دراستي تخلص وهشتغل كمان
فنظر اليها فارس ساخراً بعدما تملك من أعصابه التي كادت تنفجر من الغضب فقال : هـــنـــــــا !
لتلتف إليه هنا ، بعدما أرعبها صوته فتقول بخوف : أنت سيبت بيتك ليه ، فتتذكر تلك اللحظه التي كاد أن يقبلها فيها .. حتي تقول : أكيد أنت مش مرتاح بسبب وجودي ، انا همشي من هنا وهبقي أجي أزور ماما أمال لما ترجع من السفر
فيتنهد فارس تنهيده قويه ، حتي يجلس بجوارها علي تلك الأريكه المكشوفه علي منظر السماء الصافيه وسط الأعشاب الخصراء صغيرة النمو فيقول : أنا عارف ، أنك من ساعة موتهم وانتي مصدومه ، يمكن يكونوا فكروكي بموت أهلك ، بس بلاش ياهنا الحزن ده ، فيلتف الي أعينها ناظراً لها : مش بعد ما خلتيني أنسي كل الي فات ، انتي الي تفتكري
فين هنا البنت الي طفولتها وعفويتها مش ظاهره علي ملامحها وبس حتي نبرة صوتها وكلامها !
فتخفض برأسها أرضاً قائله بحزن يتخلل أعماقها : كل الي بحبهم بيسبوني ، عشان كده لازم أنا الي أخرج من حياة كل الناس ، مش يمكن انا ....
وقبل أن تكمل حديثها قال بصوت حاني : بــــحبـــــك!
فتتطلع اليه وهي ناظرة له بصمت .. حتي يقول ثانية : بــــحبـــــك ياهــنــا
فتبتعد هي عنه ، حتي تسير بخطوات سريعة كي تهرب منه ، ولكن قبضه يديه لها كانت أسرع وقبل أن يقربها له ، ابعدها عنه قائله : مش هسيبك أبدا ، وعايزه تعرفي ليه سيبتلك البيت ، خفت لأضعف تاني
فتتذكر لمست شفتاه لها ، فتخفض رأسها أرضا ، فيقول بتنهد : هنا الطفله ، هي الي رجعت فارس بتاع زمان ، انا قبل ما كنت أشوفك بنظرة العاشق ، كنت شايفك طفلتي وبنتي كان احساس غريب اوي جوايا عرفت معاه ، ان الحب الي ممكن يقدر يعيش جوانا ويكون صح ومافيش قوه تقدر تهزمه ، لما اشوفك بنتي وأختي ، قبل اي حاجه تانيه ... فيخرج من جيب سترته وشاحها الازرق الحريري : فاكره اليوم ده ، اول مره أحس ان قلبي كان بيدور عليكي انتي ، وفاكر يوم حفلة زواج نيره ، أول دموع كنت أحس بعد سنين أنها قدرت تهز كياني لما شوفت عمك من بعيد بيزعقلك، .. كل المعاني ديه مقدرتش أترجمها غير بعد ما شوفتك وانتي بتقعي بين أيديا وبتقولي ماتوا يافارس .. ثم أردف قائلاً بخبث : واوعي تسبني يافارس ، خليك جنبي
فنظرت اليه بتعجب حتي قالت بأرتباك : انا قولت كده
فيضحك فارس قائلاً : أه قولتي كده ، وقولتي فارس من غير حضرتك او بشمهندس حتي .. قولتي فارس وبس
لتخفض رأسها خجلا منه .. حتي يبتسم قائلاً : أحلي فارس سمعتها علي فكره ، ثم وضع بيده علي شعره الاسود الكثيف ناظراً لهاا بحب : أحمممم ،شوفتي فارس بقي أيه علي أيدك ، ثم تذكر جملتها له وهي تقول : مش بقيت راجل مبتسم بس ، بقيت فارس الشاعر كمان ... بس كل ده لهنا وبس ياطفلتي
لتنسي هي كل شئ قد قاله ، وتنظرله بغضب بعدما سمعته يناديها بلقبها الذي قد أطلقه عليها من اول يوم قد أردفت فيه الي ذلك البيت.. فتقول بغضب طفولي : أسمي هنا ، مش طفله ، انا عندي عشرين سنه والله
فيقترب منها قائلاً : هتفضلي طول عمرك طفلتي انا وبس
فتبتسم رغما عنها قائله : هو أنت مين ؟؟
فيضحك فارس بشده ، حتي يضع بكلتا يديه علي بطنه من كثرة الضحك : طفله وبتلاته كمان ، أه هو ده الي نسي فارس كل عقده .. ثم هندم من ثيابه قائلاً بجديه : اطلعي نامي بقي ، وخلي بالك من نفسك ، وانا كل يوم هاجي أطمن عليكي وهمشي تاني
وقبل أن تعترض علي حديثه قال هو : ارجوكي ياهنا أسمعي الكلام ، وعلي فكره عمتو هتيجي بعد شهر
فنظرت اليه بخيبة أمل حتي يقول هو بخبث لم تفهم هي معناه : وتدخل القفص ياجميل !
فتطلعت اليه بتعجب بعدما فركت بعنف بكلتا يديها علي عيناها وكأنها تريد أن تصحو من غفوة نومها
فيقول هو بضحك : لو أحتاجتي حاجه ، ابقي كلميني ، او خلي صفيه تكلمني ، وانسي فكرة الشغل سامعه .. عشان تدريبك ودراستك .. ثم نظر الي ساعته فقال : الوقت أتأخر اطلعي نامي يلاا ، وذكري كويس فاهمه ، وياريت تاكلي كتير ... ما أنا مش هتجوزك وانتي بالشكل ده
فتخترق تلك الكلمه جميع حواسها ، حتي تفر من أمامه سريعا وهي لا تعلم لما كل هذه السعاده ، فنعم هي أحبته من اول لقاء ... حتي أنها قد أطلقت عليه فارسها ولكن كان حبه سراً داخل قلبها .. ولكل منا أسرار تتخلل أعماقنا ولا نبوح بها الا عندما يشاء لها القدر هذا !!
.................................................. .................
وبعدما لمست بأيديها وجهه داخل تلك المجله ، نظرت اليه بحزن قاتل محادثه عقلها : تفتكر حبها ؟؟
ليطرد قلبها هذه الأفكار قائلاً :مهلا عزيزتي ، فأنتي لا تتدركي النصيب ، وإذا كان قد أحبها .. فهذا هو قدرك ، هل ستمنعي قدرك او ستتصدي اليه ... أم أنكي ستفكري بالغيره من صديقتك
لتغلق ريهام المجله سريعاً قائله : مهما كان جوايا حب كبير ليه ، عمري مهأذيهم ... الي بيحب بيتمني السعاده للي بيحبه ... بس يمكن هو مبيحبهاش ، وعادي انها تعيش معاه ويخلي باله منها مش عمته هي الي طلبت منه كده
فيضحك العقل مشفقاً عليها وليس ساخراً .. لتقول هي من بين دموعها : بتضحك عليا ليه ، صدقني مش بأيدي ، انا بحاول أنساه بس أزاي ده هو أول أنسان حبيته ، واتخيلت احلامي وامنياتي كلها معاه ....
ومع كل كلمه كانت تخرجها من أعماقها ، كانت دموعها تنساب علي وجنتيها حتي وضعت برأسه علي وسادتها قائله برجاء : يــــــــــاربــــــ !!
.................................................. ..............
نظرت لها عمتها نظرات تعلم هي وحدها معناها .. لتقول بين شهقات دموعها : عارفه ياعمتو ، اني غلط ، بس يوسف مبقاش يهتم بيا زي زمان ، ثم وضعت بيدها علي بطنها المنتفخه الي حد ما قائله : أنا تعبت !
فتقترب منها أمال بحب قائله : قلقي عليكي هو الي مخليني قاعده معاكي هنا ، متقلقنيش عليكي يانيره واحس اني معرفتش أربي ، اوعي تقوليلي نسيتي حبك الكبير ليوسف ، نسيتي كلامك لما قولتلك مش هتستحملي الغربه ، فاكره قولتيلي ايه ...فتقول أمال بعدما صمتت قليلاً : قولتيلي أنا بحب يوسف ولو طلب اروح معاه أخر الدنيا هروح ومش هسيبه !... ودلوقتي أنتي الي بتسبيه بخناقك معاه الكتير
لتبكي نيره بحرقه قائله : هو الي بعد عني ، وديما شغل وحفلات وسهرات ..
لتقول أمال بحب : ديه طبيعة شغله يانيره ، ماهو مش معقول راجل دبلوماسي ، هتقدري تحبسيه في البيت ، حفظي علي حبك وحياتك يانيره ، الحب عمره ما بيموت غير برغبتنا أحنا .. الزوجه الشاطره هي الي تحافظ علي مملكتها مهما حصل ، عايزه أمشي من هنا وانا مطمنه عليكي سامعه
فتبتسم نيره قائله : حاضر ياعمتو
فتفتح لها أمال ذراعيها قائله : ياحبيبت عمتو أنتي ، اوعي تبقي الزوجه النكديه ، هههههههههه أموتك عمتك مبتحبش النكد ، تصدقي هنا وحشتني اوي اه ديما كده بتعيط ...
فتبتسم نيره قائله : ربنا يخليكي لينا ياعمتو ، ثم قالت بغمز: وتحققي الي بتتمنيه !
فتضحك أمال علي أبنة أخاه بعدما ذكرتها بما تريده وتتمناه : يــــــاربـــــ
.................................................. ..............
وعندما أسترخي بجسده بعدما ، اخذ حماماً منعشاً كي يريحه قليلاً ، كان صوت جرس بابه قد أعلن عن وصول ضيف غير منتظر أو بالأصح متوقع
فيفتح الباب ناظراً لذلك الضيف بدهشه قائلاً : جوليا !
فتقترب منه جوليا قائله : وحشتيني كتير ياهشام ، قولت أجي أزورك ، كده متسألش علي جوليا المده ديه ياهشام
فينظر اليها هشام بعدما دخلت الي شقته التي يقطنها بمفرده ، فأغلق الباب علي مضض قائلاً : جوليا أنتي عارفه الساعه كام دلوقتي
لتخلع هي عن جسدها ذلك البلطو الطويل ، الذي يستر جسدها الانوثي الطاغي فقالت : ليه هشام ، بيعمل في جوليا كده
فيتنهد هشام قائلاً : جوليا ، يلا ألبسي البلطو تاني عشان أوصلك !
فتقترب منه جوليا قائله : انت مش بتحب جوليا ياهشام
فينظر اليها هشام قائلاً : جوليا انتي صديقه عزيزه عليا ، بس الحب الي أنتي عايزاه مش معايا انا
فتقترب منه جوليا أكثر: جوليا اول مره تحب ياهشام كتييير ، عمر ماجوليا حبت كده ، أنت احن راجل جوليا شافته
ليظفر هشام بقوه قائلاً : وهشام بيحبك جوليا ، بس كصديقه وبس فاهمه
فتنظر اليه جوليا بأسي حتي تقترب منه أكثر فتمسك بكفه الرجولي لتضعه علي قلبها قائله : أسمع قلب جوليا ياهشام ، هيقولك جوليا بتحبك قد أيه
فيظل ناظراً لها طويلاً .. فتقترب منه هي أكثر لتقبله بشغف شديد ، فيبعدها هشام سريعا بعدما ألتف كي يعطيها ظهره : فتقول هي بأسي ، ليه بتعمل في جوليا كده ياهشام
ليتنهد هشام قائلا دون أن يلتف إليها : مش أنا الراجل الي بدوري عليه ياجوليا ، صحيح ممكن تلاقيني لطيف وحنين ، واحب اغازل الستات ، بس لحد هنا وبس صدقيني
لتحتضنه هي من خلف قائله : عشان كده جوليا حبيتك ياهشام .. فيبتعد هشام عنها .. حتي تقترب منه هي ثانيه لتضع بيدها علي قلبه قائله : هنا قلب هشام الجميل ، الي جوليا حبيته ... وتصبح أنفاسها هي من تحاوطه فتلامس أناملها شفتاه حتي تطلق تنهيده قويه وهي تقترب منه ثانية قائله بحب : جوليا بتحبك كتييرهشام ... وعانقته بحب وقبل ان يزيح يديها عنه كانت قبلاتها المثيره تلاحقه حتي أجبرته أن يترك لنفسه العنان ... وتبدء بينهم علاقه هي بداية مطاف جديد .......!!
.................................................. .............
ومع نظرات أخوه الغاضبه وزوجته ، كان هو يتابع حديثه قائلا : انا حبيت أعرفكم بموضوع جوازي
ليتنهد أخاه الأكبر قائلاً : هتتجوز مين ، سمعني تاني كده
فتقول زوجته :انت أكيد أتجننت ياحسام ، يعني تسيب كل بنات العائلات وتتجوز ديه ، انت متعرفش كل الناس بتتكلم عن عيلتها ازاي .. لاء اتجننت ياحسام
فيظفر حسام غضبه كله وهو يقول : أظن أن أنا الي هتجوز ، وانا الي هتحمل غلطي بنفسي
فينهض مجدي قائلاً: اعمل الي يريحك ، بس خليك متأكد كويس أنك اخترت غلط يادكتور ، كنت فاكر أن أمريكا مغيرتكش ، بس ظني طلع غلط
ليقول حسام بصوت عالي : غيرتني ليه ، عشان عايز اتجوز
ليلتف اليه مجدي قائلا بتهكم : هتبقي تعرف بعدين يادكتور ، اه نسيت اقولك : مبروووك !!
فينظر حسام الي زوجة اخاه قائلاً : مش هتقوليلي مبروك انتي كمان يارشا
لتتطلع اليه رشا قليلاً حتي تقول : لاء !
وتذهب وتتركه بمفرده ، حتي تأتي طوق نجاته في ذلك البيت قائله : بابا وماما عندهم حق ياعمو ، اول مره تختارحاجه غلط
فيقرب أبنة أخاه منه قائلاً : للاسف عارف ، ثم تذكر كلام الطبيب بعدما أخذها ليتأكد من صحة كلامها فقال : حياتك هي أختيارك قبل ما تكون قدرك ...
فتنظر اليه أبنة اخاه بتعجب قائله : أنا واثقه ان في حاجه مخبيها ، هي فين البنت الي أنت كنت معجب بيها ، وأوعي تقولي أن نسرين هي البنت ديه
فيبتسم حسام بمراره حتي يتذكر صورتها الهادئه ونقائها وصفاء وجهها ، فيقول : هتيجي فرح عمك صح
فتتطلع اليه مها قليلا .. حتي تقول : مع أني مش بحب نسرين ديه ، بس كله يهون عشان خاطرك ياحوس ، بس فكر تاني في كلام بابا وماما
لينظر اليها حسام قليلا .. حتي يقول ساخراً : حـــاضر !
وتصبح للحياه طريقا لا نسلكه سوا لأجل أن نزيل أخطائنا

رياح الحب ونسمات الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن