الملف الثاني

299 23 12
                                    


أرسلتُ ما كتبت بالامس الي البعض , و لكنهم لم يُجيبوا , لا اعلم ان كانوا قد قرأوا ام لا , و لكنهم لم يجيبوا , و شعرت و كأن صراخي الذي صرخته في كلماتي ذهب مع الصدي , و لكن ماذا عساي اقول ؟ ماذا عساي افعل ؟ هل اُرسل لهم صراخي و لكن عن طريق رسائل صوتية ؟ بل كيف ساُسجل صراخي بالاساس ؟ هل احبس نفسي في غرفتي و اتحدث لهم عن طريق الهاتف لفترة طويلة ؟ و لكن كيف سأُجيب اسئلتهم , ماذا سأقول رداً لكلامهم , سيقول البعض انني احمق لتفكيري بمثل تلك الامور , و سيظن البعض انني امرّ فقط بفترة صعبة و ستختفي مع الوقت , و لكن لا , انا لا امر بفترة صعبة بحسب , لقد كُنت دائماً بهذه الحالة ولا احد يعلم !

اتسائل ماذا قد يقولون حين يقرأون كلماتي , هل سيقولون انهم كانوا يعلمون منذ البداية ؟ ان كانوا يعلمون لماذا لم يقوموا بشيء ؟

اي شيء

أي شيء لعين

لماذا؟ لماذا تركوني وحيداً ؟

لماذا تخلوا عني ان كانوا يعلمون بهذا الجحيم الذي امر به ؟

لماذا تخلوا عني ان كانوا يعلمون بأني في امس الحاجة لشيء .. شيء واحد ؟

ام أنهم سيشعرون بالدهشة و يقولون ان ما اقوله ليس منطقياً أن يخرج من فمي , حسناً لقد خرج من فمي ماذا ستفعلون اذاً ؟ أخبروني ماذا ستفعلون بعد ان قلت ما قلته ! بل ماذا سأفعل انا حين تُخبرني أنت بأنك لم تتوقع ابداً أن أقول ما قلته ؟ في الحقيقة بداخلي انا متيقن انني سأشعر بالحرج و سأبتلع ما قذفته , و لكن اخبرني انت ماذا سيكون شعورك حين أكذب و اقول بكذبٍ ظاهر انني بخير ؟ و أن كل شيء سيكون بخير ؟ هل ستصدقني و تشعر بالراحة ؟ هل ستظن انك قمت بعمل بطولي ؟ هل ستظن ان ناري انطفأت ؟ أخبرني .. هل حقاً ستصدق تلك الكذبات ؟ يا لك من مضحك !

أنا لا اعرف هل انت تشعر بما اشعر به حقاً ؟ هل تُحبني حقاً ؟ هل تهتم فعلاً ؟ هل تشتاق اليّ كما اشتاق اليك ؟

DOCUMENT - مـــلفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن