الفصل الخامس ( لا يزال حيآ )

3.7K 121 0
                                    

ركب جاك سيارته ، أفكاره متضاربة ، لأول مرة في حياته تؤثر فيه دموع أحدهم ، لما تلك الفتاة بالتحديد ، لما قلبه ينبض وهو ليس له قلب ، صر أسنانه بغضب وضرب مقود السيارة بعنف وانطلق نحو اللا مكان ..

فلاش باك ..

عاد الرجل إلى الغرفة التي بها جاك ، مازال معلقا في السقف وآثار التعذيب تملأ جسده الصغير ، ودمائه متناثرة في كل مكان ، ابتسم الرجل وهو يقترب من الطفل قائلا : اووه عزيزي ، أنا آسف حقا ، ولكن أخطاء الكبار يدفعها دائما الصغار ..
غادر وترك ورائه ذاك الوحش الصغير ، ولم تكن المرة الأخيرة ، بل على مدار عشر سنوات وهو على هذه الحالة ، يأتي الرجال ويضربونه ويعذبونه بكل قوتهم ، وهو حبيس هذه الغرفة ، هذا الظلام الذي توشح قلبه بشدة ، إلى أن جاء ذالك اليوم الذي حاول فيه الهرب بمساعده جده ، ولكن تم الامساك به ، وقام ذاك الرجل بتوثيق الحبال حول جسد جده قائلا : أيها الجد العزيز ، لما تخاطر بحياتك من اجل هذا المسخ ..
الجد : اتركه ياجمال ، هيا اتركه أيها الحقير ..
جمال ضاحكا : سأريك الحقارة بعينها ، فلقد أصبحت عبئآ ثقيلآ علينا ، أعطوني سكينا ..
أخذ قلب جاك ينبض بسرعة وهو يصرخ أن يتركو جده ، ولكن لا مجيب ، اقترب جمال من الجد وقام بفقأ عيناه بوحشية تامة ، وأصواته تتعالى وتدوي في جميع أنحاء البيت ..

باك ..

مسح جاك دمعة فرت من عيناه ، وضرب المقود بحدة والسواد اجتاح عيناه قائلا : أقسم أنك لن تفلت ياجمال من قبضتي !!

في غرفة المكتب ..

كانت كارلا تجلس في أحضان جمال ، وهي تعبث بأزرار قميصه ..
جمال : كايل فتى جيد في العمل ..
كارلا : يبدو ذلك ..
جمال : أود الذهاب لأنني سأتأخر على البيت ..
كارلا : انظرو من يبدل الغزال بالحمار ..
قهقه جمال ضاحكآ .. وبدأ في تعديل قميصه وإزالة آثار القبلات عن رقبته ووجهه ..
وما إن ولى خارجا حتى نادته قائلة بصوت يشوبه القلق :
هل تظن أنه مازال حيآ ؟؟
التفت جمال قائلا بسخرية : لا أظن ذلك ، لقد دفنته بيداي هاتان ..
ابتسمت كارلا بارتياح .. مسكينة فهي لا تعلم ماذا يخبئ لها القدر !!

عادت الينا الى البيت متعبة ، وما ان استلقت على سريرها حتى عاد جاك إلى ذاكرتها ، ترى من هو ، وماذا يريد ، ولما يبدو كوحش مظلم القلب ..
اعتدلت في جلستها قائلة : ينبغي أن أعرف ذلك حتمآ ..

كان كايل يتبع جمال بحرص شديد ، حتى وصل إلى بيته ، فسجل كايل كل شيء ورسم خارطة محكمة للطريق نحو بيته ، وعاد مسرورا إلى بيته وهو يحمل في طياته غنيمة سيفرح بها صديقه حتما ..

في صباح اليوم التالي ، كل على همه سرى .. بعد أن ألقى جاك تحية الصباح على جده ، شرع يرتدي ملابسه بعناية ، لابد أن كايل يحمل مفاجأة ضخمة حتى يتجرأ ويوقظه منذ العاشرة ، اتفقا على الالتقاء في المقهى المفضل ، وفي قلبه شعور أنه سيلتقي بالعسل الصافي مرة أخرى ، تأنق بشدة وانطلق للخارج ..

كانت ايما تتحدث مع ايلينا عن ممثل مشهور ، تصف مدى جماله ووسامته ، وايلينا تتثائب من الفينة للأخرى ..
ايما : هل أتحدث مع نفسي منذ ساعة أم ماذا ؟!!
ايلينا : انا استمع ولكنني جائعة جدا .
ايما : ومتى لم تكوني جائعة ، سأحضر بعض الشطائر ..
أومأت ايلينا بفرحة وعادت تنام على الطاولة بسعادة ..
دخل كايل المقهى وجال بنظره بحثا عن جاك ، يبدو أنه لم يحضر بعد ، اصطدمت عيناه بتلك الفتاة التي تبتاع الشطائر ، اووه انها هي فتاة القهوة .. عادت ايما نحو الطاولة ومدت الشطائر نحو تلك الجائعة ، وما إن رآها كايل حتى اقترب بسرعة وأمسكها من شعرها بشدة ، تأوهت ايلينا بشدة ودمعت عيناها وصرخت : اتركني أيها الحقير ، اترك شعري انه يؤلمني ..
كايل بسعادة : يافتاة القرود ، لقد مزقتي شعري وسأمزق شعرك ..
حاولت ايما أن تفلتها ولكنها لا تمثل شيئا امام حجمه الضخم ..
ايلينا : أيها الوغد المختل عقليا ، اترك شعري ..
كايل : لسان الأفعى يحتاج إلى قصه ، هيا اعتذري بسرعة حتى أتركك .
ايلينا : لن اعتذر ولو قطعتني إلى أجزاء متناثرة ..
صر كايل أسنانه بغضب وكاد أن يلكمها لولا صوت جاك : اتركها ياكايل ..
كايل : لا جاك ، سأمزقها اربا كما مزقت شعري الجميل ، فتاة القرود اللعينة ..
جاك : لقد قلت اتركها واتبعني ، سنتحدث في البيت .
تركها كايل وهي مازالت تلعن وتمسك رأسها بعنف ، نظرت نحو جاك وجدت نظرة في عينيه لم تفهمها بعد ، ولكن تلك هي فرصتها ..

خرج جاك وكايل وتوجها نحو البيت ..
ايلينا : لدي مشوار مستعجل ، ادفعي الحساب ، الى اللقاء .
ايما : هل أنتي بخير ؟!

ولكن لم ترد ايلينا لأنها كانت مسرعة خلفهم بعد أن أخذت سيارة لتتبعهم ..

وردتي البيضاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن