الفصل الرابع ( ذكريات أليمة ولقاء جديد )

4.1K 124 0
                                    

ركب كايل بجانب جاك ، وهو مازال يتحسس شعره بألم قائلآ : تلك القردة كادت تقتلع رأسي من مكانه ، سأحاسبها على ذلك ولو كان آخر ماسأفعله في حياتي ..

ضحك جاك وهو يتذكر منظرهما وأردف قائلا : اتركنا منها وهيا ركز معي ، هناك الكثير من الأشياء لفعلها ، سأتركك أمام الشركة ، ونفذ ماقلته حرفيا ..
كايل : حسنا يا جاك ، أراك لاحقا ..

كايل : أريد مقابلة المدير ، فأنا هنا من أجل العمل .
نظرت السكرتيرة نحوه بإعجاب ، فهو يشابه جاك في جسمه وعضلاته وطوله ، ولكنه يتميز بشعره الذهبي وعيونه الزرقاء اللامعة .
نيرة : حسنا ، لحظة من فضلك ..
أومأ كايل موافقا وجلس لانتظارها .
بعد دقائق عادت وهي تحمل إذن الدخول له وابتسامة واسعة تشق وجهها.
دخل كايل وأغلق الباب ..
كايل قائلا : مرحبا أنا كايل ..
استدارت كارلا وهي تنظر نحوه بدقة بالغة ، وهو لم تبتعد نظراته عن تلك السيدة ، لطالما سمع عنها ولكنه لم يرها ، إنها حقآ جميلة ..
كارلا : القاعدة الأولى والأخيرة : فرط بعمرك ولا تفرط بدولار من أموالي ..
كايل في نفسه : غيرت رأيي ، انها جشعة بمعنى الكلمة !!
كارلا : مفهوم ؟!
كايل : حسنا سيدتي ..
كارلا : هذا جيد ، الآن توجه نحو مكتب السيد جمال ليريك ماذا عليك أن تفعل ..
أومأ كايل باحترام ، وانطلق نحو بداية تنفيذ خطة جاك المدروسة جيدآ ..

عادت الينا نحو البيت وهي في منتهى سعادتها ، احساسها بالانتصار على تلك الوحوش يفرح قلبها ، ولكنها لم تعلم أنها فتحت أبواب الجحيم على نفسها ..

عاد جاك إلى البيت ، وكعادته التي لم ولن تتركه ، ذهب للاطمئنان على جده وتحادثا قليلا ..
حتى قال الجد : ماذا تخطط ياجاك ؟!
جاك وقد اسودت عيناه : لا شيء ياجدي .
الجد : أنا لن أمنعك ، ولكن كن حذرا ياعزيزي .
جاك : لا تخف ياجدي ، لن اتركك وحدك أبدا .
ابتسم الجد وقد ابتلع غصة قلبه ، فحفيده لن يسامح أحد ..

ألقى جاك بنفسه على سريره ، وقد عادت الذكريات إلى عقله مرة أخرى ..

فلاش باك ..

الرجل : سيدي لقد طلبتني ، ماذا تريد ..
الرجل المقابل : أحضر لي ذلك الطفل واحرص على أن لا تؤذيه أبدا .
الرجل : أمرك سيدي ..
عاد الرجل يحمل طفلا لا يتجاوز السادسة من عمره ، والطفل يركله ويضربه حتى يفلت منه ، وبدا على الرجل الاستياء ، اقترب نحو سيده قائلا : ها هو ، انه وحش صغير وليس طفل ..
ضحك الرجل الآخر قائلا : حسنا ، علقه في السقف ..

قام الرجل بتعليق جاك في السقف وهو يحاول الهروب وينادي على أباه وأمه ولكن لا مجيب ..
بعد دقائق دخل عدة رجال يظهر عليهم الثراء ، ولكن عيونهم تقدح شررا نحو الطفل المعلق .. وكاد احد هؤلاء الرجال أن يقترب ..
لولا صوت الجالس قائلا : توقف !! ضع النقود قبل أن تبدأ ..
وبالفعل قام جميع الرجال بوضع مبالغ من المال أمام الرجل ، أخذها بانتصار ، قائلا : أمامكم ساعة واحدة وأعود لأخذه ، لا أحد منكم يتجرأ ويقتله ..
وخرج وهو يغلق الباب ، ويستمع إلى صرخات الطفل التي دوت في أنحاء البيت المعزول ..

باك ..

صر جاك أسنانه بغضب ، وهمس لنفسه : لقد بقيت أنت أيها اللعين ، لن تفلت من يدي أبدآ .. تلك العيون لن تغيب عن خاطري مهما حييت !!
لقد كان ذلك الرجل بعيون عسلية .. ولكن ما إن تذكر عيونه حتى جائت بباله تلك القردة الصغيرة ، حين اقتربت منه كانت عيونها تشع بالعسل الصافي الممزوج بالتحدي والبراءة ، ابتسم بشكل عفوي ، لطالما كره لون العسل ، ولكن تلك العيون كان لها وقع بنحو آخر ..!!

أخدت الأيام تعدو مسرعة ، لاشيء يتغير سوى أن جاك يزداد قسوة وحدة ، وعلاقة كايل تزداد قوة بجمال ، سيده في العمل .. وهدف جاك الوحيد المتبقي من العصابة .. بل رئيس العصابة أجمع ..

استلقت كارلا في سريرها وهي تضع ماسكات الاعتناء ببشرتها ، طالما اعتادت ذلك .. تلك السيدة التي تدفن سرا منذ زمن ، لم تظن أبدا أن هناك من يعرف هذا السر ، ومصيرها أن تقع لا محالة !!

أشرقت شمس يوم جديد ، ربطت ايلينا خصلات شعرها العسلية كشلال من العسل وارتدت ملابسها الرياضية وخرجت لتذهب للنادي مع صديقتها المفضلة ايما .. وتحادثتا في الطريق كثيرا ولم تخلو احاديثهما من الضحكات المستمرة ، وبدأن في تدريب اليوم ..

الينا : اووه لقد تعبت ، سأذهب لإحضار العصير ..
ايما : لم تكملي بضع تمرينات ، اللعنة كم معدتك كبيرة !!

ضحكت الينا وانطلقت نحو آلة العصائر . وضعت النقود وانتظرت ، ولكن العصير لم يخرج بعد ، اتسعت عينا ايلينا وبدأت تضرب الآلة بقدمها وهي تصرخ : أيتها الغبية هيا أعطني عصيري المفضل ، سأخرج محركك المتعفن وأنزع أحشائك ، هيااا ..
ولكن دون جدوى .. حتى أحست بوجود شخص بالمكان ،
صدح صوته قائلآ :هل هناك فتاة عاقلة تتحدث إلى آلة عصير ، هل ضللت طريقك نحو مشفى المجانين ؟!!

ضرب جاك الآلة بقبضة يده حتى نزلت علبة العصير .. التقفتها الينا دون النظر نحوه وهي تقبل علبة العصير .. ابتسم جاك قائلا : هيا أنتظر شكرك أيتها الصغيرة .
قطبت الينا حاجبيها والغضب يتتطاير منها : من تظن نفسك أيها الوحش اللعين الغبي .. ولكنها لم تكمل كلامها لأنه أمسك يدها بقوة ودفعها نحو الحائط بقسوة ، تأوهت بشدة ودمعت عيناها وهي تنظر نحو عيناه الحادة ، لوهلة أحس أنه يغرق ببحر العسل في عيناها ، نعم انها هي الفتاة المجنونة نفسها ، ولكن وجهها قريب جدا منه ، عيناها اللامعة ، شفتاها الكرزية ، أنفها المحمر من البكاء وخصلات شعرها المتناثرة ، نظر نحوها ثم تركها حتى سقطت على الأرض وخرج مسرعا ..

ظلت الينا تراقبه حتى خرج ، مسحت دموعها وهي تشعر أن هناك شيء ما ، لكن شيء لم تفهمه بعد ..
عدلت ملابسها وشعرها وعادت للتمرين مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن ..

وردتي البيضاء Where stories live. Discover now