البارت الثالث والعشرون

6K 94 0
                                    

(( الجزء الثالث والعشرين ))

عندما ترى انعكاسك الصغير قابع بين صفحات غريبه لا تفهمها يخالجك ذلك الاحساس 
بأنك تعني لتلك الصفحات او من يمتلكها شيئاً مهما , 
خذت نفس عميق وشمت عطر الورد الذي لامس دقات قلبها وسكن برقه في ثنايا فؤادها , 
ارجعت ذاكرتها لتاريخ الصوره , متى قدر ياخذها ,, ما تذكر انها شاركته أي لحظه في 
استرجاع ذكرياتها , هزت راسها بضيق , قلبت الصوره في حركه عفويه وانذهلت من اللي شافته , 
جملمختصره من قصيده معروفه (( ياعنود الصيد يالريم النفور && ياغرام النفس يا نزف الشعور )) 
وتاريخ مكتوب مع اليوم والشهر ,, 
رجعت بذاكرتها للتاريخ وبعد حسبه بسيطه اكتشفت انها ليلة المزرعه اول ما زارهم , 
شعور انك مهم وانت مو داري باللي يدور حولك يخليك تحس انك مو مبالي , شعور سيء
انك تتعامل مع شخص يفكر فيك ,,, بأنه عدوك والسبب مواقف تأتي بالصدفه وليقننا اننا 
على صح نظلم الاخرين في ما يملكونه من مشاعر تجاهنا ,, 
طاحت الصوره من يدها وحطت يدها على عيونها تمنع انهمار شلال الدموع المؤلمه , 
استرخت بضعف كل خليه تنزف من الالم النفسي والجسمي .. تذكرت ان لها يومين 
من امس الصباح لما طلعت من المستشفى لحد الحين ما كلت وجبه كامله , 
تلحفت وغمضت عيونها في يأس وتمنت تشوفه في المنام يرد روحها عليها ,, 
قعدت ام صالح بالمجلس العائلي وعينها على التليفون , تشوف ساعتها شوي 
وترجع تطالع التليفون تبي تسمع منه رنه ,, خذت المسبحه في يدها وتلهت 
بالاستغفار , ومع هوجاسها رن التليفون فجأه , رفعته وهي تبتسم : سلطان 
انصدمت بصوت ام عبدالرحمن على الخط : هلا يام صالح , ليش انتي تنطرين اتصال من سلطان , 
ام صالح ونفسها في خشمها : هلا يام عبدالرحمن ,, اكلمك ثاني عندي شغل هالحين ,, وسكرت الخط بسرعه, كانت ما تبي تشغل الخط خايفه سلطان يتصل عليها , 
مر الوقت ابطئ من كل يوم , طلع من البارح وللحين ما طمنها , وش ناوي عليه يا سلطان تقتلني , الله يسامحك ياولدي , خرت دمعه يتيمه على خدها وبرفق مسحتها , نادت على نينا ,, ولما جاتها سئلتها عن عبير , هي عارفه انها قست عليها ,, لكن لازم تعرف قيمة اللي عندها لا يضيع بسبب تهاونها فيه ,, 
نينا : انا طلعت اناديها على عشاء لقيتها نايمه , 
ام صالح : نوم العوافي ان شالله , اجل انتبهي عليها عبير توها صار لها يومين بس من العمليه , بكره زيني لها فطور كويس , 
نينا : حاضر . 
رن التليفون ورفعته بسرعه واذنها تنتظر بشوق صوت سلطان ,, 
وصلها صوته المتعب : يمه 
ام صالح : هلا بنظر عيني , افاا عليك يا ولدي تخليني كذا احاتيك ,
سلطان : سامحيني يمه , بس ما انتبهت للوقت فديتك , طمنيني عنك ,
ام صالح : والله تعبانه يا قلبي ارجع وانا امك وكل شي ينحل ,
سلطان بقلق : لا تحاتيني يمه انا طيب وبخير ,, 
ام صالح : عسى يا وليدي , انت وينك فيه هالحين ,
سلطان يغير الموضوع : وانتي كيفك الحين عسى ما توجعك رجلك , 
ام صالح تنهدت بضيق : اذا شفتك مرتاح تهون اوجاعي , 
سلطان : ولا يهمك لا تحاتين , انا عندي شغل اول ما خلص برجع لك ,
ام صالح : كلمني ابو الجوهره يسئل عنك , والله ماعرفت وش ارد عليه , 
تضايق سلطان لما تذكر مساعد , ما حب انه يقصر في عمله , وخصوصا انه عارف انهم بحاجه له حالياً مع توسع الشركه , بس عبير قدرت تدمر مشاعره وتبعده عن محيطه , خيالها نسف كل شي عداها , تتصاعد مشاعره تاره بين الحزن وتاره بين الغضب وتاره بين الشوق , 
ما سمع ام صالح تكلمه ولما انتبه سئلها : لبيه يمه ما سمعتك ؟
ام صالح : اقولك عبير جت اليوم , 
حرك جبهته بيده كانه يفيق من حلم , وتخيل انه باقي فيه ما راح اثره , 
وبترقب : وش قلتي يمه؟
ام صالح : هآآآو , اقولك عبير رجعت اليوم , 
سلطان بتحفز كبير ودقات قلبه بدت تدف : الحين بجنبك .؟
ام صالح : لا الحين نايمه , بس راح اطمنها عليك , طلبتك يا قلبي لا تتأخر 
سكر الخط واتكى على الفرشه , لما فتح الجوال لقى منها رساله ( اتصل ضروري ) وخاف انها تستعجله في اجراءات الطلاق , ما عنده امل ابداً انها تبي ترجع , صداماتهم الغير محدوده تركت ترسبات في نفس كل واحد منهم , وكبريائهم منع ارواحهم في التخلي عن شموخها وعزتها والنزول قليلاً حتى نقطة الالتقاء . لكن عناد عبير كان يشوفه عيب اكثر من انه ميزه , وذا الشي ضايقه , انها ما حاولت تفهمه , وتقدر , مشاعره الخاصه , وهي عارفه انه ما يعرف يعبر , 
سيطر عليه شعور بالفرح انها رجعت بس يدخل معه شي مزعج شعور بالضيق انها تكون مشفقه عليه , فكر وش اللي بيخليها ترجع وتغير رايها , عشان رسالته اللي كتبها , 
حاول يستنبط أي شي ممكن يوصله لنتيجه , لكن شعوره بوجودها في البيت ترك جفونه تغمض في راحه بعد سهر متواصل , 

رواية روحي لك وحدك ل ريم الحجر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن