البارت الأول

33.8K 320 26
                                    




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكمنا ورحمة الله وبركاته

روايه رائعه جدا بعنوان
روايه روحي لك وحدك
للكاتبه ريم الحجر

(( الجزء الاول ))


اغمض عينيه بعمق وهو يحاول الا يتذكر هذا المشهد الذي يبعثر سعادته في الحياه انتفض بعنف وهو يجلس على حافة السرير
شاهد نفسه في المرايه المواجهه له وهو يرى بقايا انسان نظر في عينيه وحاول ان يصل الى اخر نقطه في اعماق ذاكرته
زفر زفره شديده وهو ينهض من مكانه ويبحث عن جواله المرمي بين ملفاته الملقاه بأهمال على طاولة تمركزت في جلسه جانبيه في غرفته ..
ارتفع صوت الهاتف الثابت الخاص بالمنزل .. بالأحرى الفيلا القابعه في حي هادي من احياء الرياض الراقيه ,, رفع السماعه وهو متاكد
من المتحدث .. وصله صوت ام صالح الذي يحمل بين الحانه عبق السنين الماضيه
سلطان : هلا يمه ما امداك توصلين تشوفين عيالك ...
ام صالح : وش السواة يا ولدي من وصلت هنيا وانا ماغير افكر فيك من بيصحيك ومن بيهتم فيك والا الصلاة من بيقومك تروح للمسجد لصلاة الفجر .. اااه يا سلطان الامانه كبيره وجدتك ما وصتني الا فيك جعلها الجنه .. تراها كم يوم وبرجع لك
ابيك تشوف بنت الحلال اللي تسعد قلبك وتريحك يا ولدي ..
سلطان وهو يمسك انفاسه لئلا توصل لام صالح
ما يكون الا خير يمه اذا جيتي يصير خير .. اقفل السماعه وهو يحاول ان ينسى كل ماضيه ,, هل يمكنه ذلك
دخل الى غرفة الملابس المصممه بشكل انيق وهو يفتح دولاب المناشف ويبحث عن منشفه كي يستحم ويغسل عن قلبه هذه الهموم التي رفضت ان تتزحزح برغم كل النجاحات المحيطه به ..
بعد وقت قصير نسبيا خرج وهو ملتف بمنشفته الكبيره وتوجه لوسط الغرفه الملحقه وهو يمسك بالمجفف الكهربائي ويمسك بشعره الذي يصل الى اخر رقبته في تموجات كبيره ..,, كان شبهه بوالدته كبيرا ورث عنها اجمل ما فيها تميزت بحاجبين رااائعين وخشم طويل وبشره صفراء صافيه ارتفع حاجبه الايمن وانتفض عرق فكه وهو يتذكر والدته التي برزت فجأه في مخيلته وهي تمسك بيده وتشمه وهي تدنيه منها اكثر
كانت تلفظ انفاسها الاخيره في حين ظن انها شعرت بدوخه فقط من جراء الحادث كان الحدث كبيرا ولكنه عجز عن استيعابه
عندما خرجوا ذاك الصباح متوجهين الى الرياض وهو يودعون حايل ولم يعلموا في صباح ذاك اليوم انه سيكون الاخير ,,
عندما اقتربت سيارتهم من ابواب الرياض كان يحادث شقيقته سلمى وامه وهو يمازحهم انه سيدرس بجامعات الرياض ويبعد عنهم كي يشتاقوا له .. التفت له والداه وهو يبتسم له ويحس بفخر كبير لعلو طموحه ,,
لم يتجاوز الثامنه عشرة وهو يرى استقراره العائلي يتهاوى بين يديه وتحطمه حافلة كبيره في غضون ثواني بسيطه
لم يتذكر في وسط الغبار وبقايا الاجساد المتناثره الا صوت والداته .. كانت مصدر الهامه في جميع خططه الصبيانيه فقد كانت تتصف بالعند والكبرياء الجميله وكانت وحيده بين اشقائها الاربعه فاتسمت شخصيتها بالنضج والقوه فحاولت بكل استطاعتها ان تبثها في بكرها
كم حلمت له وتمنت ان تراه بين اقرانه مميزا ولكن القدر لم يمهلها ,, مازال صوتها عالقا في جدران قلبه وهي تشد ازره ببضع كلمات استطاعت ان تلفظها بين انفساها الاخيره وهي تشده اكثر وتقول : سلطان فديتك ابيك ترفع راس ابوك ويقولون جاب رجال فقدت الوعي
وفقد معها سلطان كل احساس بالمشاعر الحيه وغادرته روحه الى البعيد فهو جسد بلا روح ولا نبض ولا حياه بقايا رجل يعمل المستحيل
كي يرتقي سلم النجاح ولكنه اوصد قلبه تجاه الاخرين واصبحت تعاملاته معهم مجرد روتين لا اقل ولا اكثر ,,,

رواية روحي لك وحدك ل ريم الحجر Where stories live. Discover now