البارت السادس عشر 2

5.5K 104 0
                                    


في مكان اخر ووقت سابق بشوي ,, وقف سلطان عند المدخل اللي ياخذه على غرفته ,, 
استوقفته عبير وتكلمت بهدوء : لو سمحت ابي مكان بالحالي ,,
طالعها سلطان بنظره جامده ,, شوفي اللي يناسبك وخذيه ,, ما يهم وين تقعدين ,, المهم بس ام صالح ما تعرف بشي ,, لأنها اكيد يتتضايق من الموضوع ,,
عبير بحده : وانا ما تهمني لأ ام صالح ولا غيرها ,, انا جيت هنا عشان ابوي ,, 
سلطان بطفش: واذا هامك ابوك لذا الدرجه ,, ليه ما قلتي له انك عرفتي بعرضه لي,,
عبير تشوف انه بالكلمه ذي اوجعها بقووه كأنه يبي يذكرها انها انعرضت عليه ,, 
عبير بثقه مفرطه : كل شي حلوو في الوقت المناسب ,, 
ورجعت تشوف المدخل الثاني اللي عكس المدخل اللي كانوا واقفين عنده ,, 
وفتحت الباب وهي تطالع في المكان اذا كان صالح انها تدخل فيه ,, 
شافت غرفتين كبيره وحده فاضيه ,, والثانيه فيها غرفة نوم بدون مفارش ولا شي ,, 
وقفت والتفتت تبي تشوفه مالقت له اثر ,, فعرفت انه دخل للمدخل الثاني ,,
دارت في الغرفه ,, كانت نظيفه بس محتاجها لها ملاحف ,, فكرت هل تسئل الشغاله ,, ولا تدور بنفسها ,, 
فتحت الدولاب الكبير كان خالي تماماً ودخلت لدورة المياه وشافتها خاليه كذلك,,
رجعت للغرفه الثانيه وشافت ورق الجدران يكسو الحائط ,, وارضيه من الخشب المربع في شكل هندسي راائع ,, 
رجعت تسئل سلطان عن الغيار حق السرير ,, 
توجهت للمدخل بخطوات بطيئه ,, ما تبي تسئله بس مافيه امامها مفر من المواجهه ,, 
دخلت وهي تفتح الباب بحركه خفيفه ,, رائحة البخور وبرودة الغرفه ,, اشعرتها بأنها 
في مكانها الحقيقي لو لم يحدث ما حدث وتعرف باللي صار ,, 
كان صوت الماء دليل على انه يأخذ شاور ,, تحركت في انحاء الغرفه الكبيره وشافت الترتيب 
للمكان اجمل من الخيال ,, رااائع بشكل متقن ,, معقوله هذا ذووقه ,, 
مفرش حريري مشغول بفخامة من الدانتيل ,, استغربت انه يكون عنده هذا الذووق ,, ولا يمكن ام صالح هي اللي شرته ,, هزت راسها ,, 
ودخلت للغرفه الثانيه وشافت غرفة تحمل في زوايها الدفء بأثاثها الخشبي في كل الجدران وكراسي مريحه تساعد على الاسترخاء ,, كانت الكتب مصففه بشكل رهيب في الرفوف المثبته في الجدار ويغطيها زجاج ملون ,,
مكان تحيطه الفخامه من كل جانب ويشعر الانسان فيه بأنه في مكان ليس له ,, 
انما هو لشخص كيف حياته ان يكون وحيدا ,, 
وجدت مكتب كلاسيكي في الزوايه ,, عليه كل ما يحتاجه من لاب توب وفاكس مع طابعه ,, وكتب ملقاة على زواية المكتب ,, ومجلات قديمه ,, 
اصابها الفضول وهي تبحث بين هذه الكتب عن نوعيته المفضله ,, تاهت بين السياسه والاقتصاد ,, التاريخ االقديم والحديث ,, علوم كثيره شملتها هذه المكتبه ,, 
شعرت انها متطفله ,, وخافت ان يكشف وجودها هنا وهي تبحث عن ما يشبع فضولها تجاهه ,,
رجعت للغرفه التي ملحق بها غرفة الملابس ,, استمعت لصوت الماء فتطمنت ,, دخلت للغرفه وهي تفتح الابواب ,, باباً تلو الباب ,, كي تجد لها ملاحف او مخدات ,, 
وكانت كلما فتحت باباً انصدمت من قمة الترتيب لملابسه ,, من يقوم بهذه المهمه ,, مستحيل ان يكون هو ,, تذكرت ملابسه في الفندق ,, كانت بنفس الترتيب ,, هزت راسها 
وهي تغلق باباً وتفتح الاخر ,, 
لم تنتبه ابداً بأنه اصبح في وسط الغرفه وهو ملتف بفوطته والماء يقطر من شعره الكثيف ,, 
اردا ان يستخدم المجفف كعادته ,, في وسط غرفة الملابس حيث توجد تسريحه دائريه ,,
بعد ثواني شعرت به وفزت بهدوء وهي تحط يدها على صدرها من الخوف ,
عبير بروع : بسم الله ,, 
سلطان بهدوء : انتي اللي جيتي هنا بنفسك ,, 
عبير في خجل : عارفه ,, بس الغرفه مافيها مخدات ولا ملاحف ,, قلت يمكن احصل شي هنا ,,
سلطان بملل : اسئلي المشرفه على البيت اسمها نينا ,,وهي ترتب لك اللي تبين ,,
والحين عن اذنك ابي ابدل ملابسي .. 
حست بأهانه كأنه يطردها وتحركت بسرعه بدون ما تلتفت فيه ,, 
وقف في وسط الغرفه وهو يتنهد ,, معركته مع عبير رجعت لنقطة البدايه ,, وكأنها انسانه غريبه عليه ,, مشاعره اللي حملها في قلبه لها كانت كبيره ,, وفي لحظه كان يبي يعترف لها بحبه,, وانجذابه لسحرها ودلعها ,, لكن في لحظه من الغضب ,, تخرب كل شي ,,
وشاف مزاجيتها تطغى على كل مشاعرها ,, خذ ملابسه ولبسها في عجل عشان ينزل لأم صالح اللي اكيد تنتظره بحب لشوفته ومعرفة اخباره ,, 
طلعت من الغرفه وشافت شغاله واقفه عند الباب ,, سئلتها : انتي نينا ,,
وردت عليها بأنجليزيه : لا ,, دخلت شنطتها في الغرفه اللي اشرت عليها عبير ,, وطلبت منها تنادي على نينا ,, 
بعد لحظات جاتها سيده فلبينيه متوسطه العمر ,, من تعاملها باين عليها حنونه بشكل كبير ,,
فهمتها عبير انها تبي غرفة اضافيه غير الرئيسيه عشان تكون غرفة خاصه لها واوحت لها انها تبي تكون ملابسها مرتبه بعيده عن غرفة سلطان ,,
بسرعه فائقه عملت على ترتيب شنطة عبير وهي ترتب الملابس في الدولاب بعنايه ,, 
وخذت العبايه اللي تركتها عبير على السرير ووضعتها في مكانها المناسب ,, استئذنت من عبير ورجعت مع شغاله ثانيه وهم يشيلون المفارش الجديده ويرتبونها بشكل دقيق ,,
استمتعت عبير لمراقبتهم ,, كان ودها مخها يفضى شوي من الضغط اللي فيه ,, منظر غرفته وبعده منظره وترها ,, شعرت بقربه وببعده ,, تمنت انها في حلم ,, وتصحى وهي معاه بروحها ,, بدون المشاعر السلبيه اللي غلفت قلبها ,, 
ما انتبهت للجوال الا لما أشرت لها نينا عليه ,, لما شافت رقم سلطان رفعته وتكلمت : نعم 
سلطان : انزلي ننتظرك للعشاء انا وام صالح ,, 
عبير : مافيه داعي تنتظروني ,, خذوا راحتكم ,, 
سلطان بحزم : عندك خمس دقايق والا بجيك اشيلك بيدي ,, وصوت ضحكة ام صالح عنده وتكلمت بضحك : اركد يا رجال وخلها على راحتها ,, سكر الخط بدون ما يعطيها أي مجال ترد بأي شي ثاني ....
ترك قطعة البيتزا بعد ما قضم قطعتين صغيره ,, ما قدر يأكل بنفس ,, شعور ان فيه شي كاتم على انفاسك متعب ,, صوت صراخها يدن في مسمعه كل شوي ,, قام وراح لغرفته بعد ما قامت وتركته برووحه .. ما قدرت تبلع الاكل ,, كلت طرف صغير ورجعت الصحن ,,
ودموعها بدت تنزل بصمت فقامت وتركته ,, وصوت الباب يتسكر وينقفل هزه بعنف ,, 
ما قدرت تاكل وما عجبتها حنيته اللي نزلت عليه فجأه يبي يجننها بأسلوبه ,, شد وجذب ,,
صراخ ومحارش ونكد طول الايام اللي راحت ,, اوامر وتهديد واذلال ,, هاذي حياته معها 
والحين يبي يتحول لأنسان جديد ,, وش عقبه ,, عقب ما قضى على مشاعرها واحاسيسها المرهفه ,, المتشعبه حتى الجذور بحبه ,, ارتوت شرايينها بعشقه ,, وانغرز حبه في اطرافها وجرى مع كل خليه فيها ,, 
لكن لكل شي حد ,, ومعاملته لها ,, تركت لهذا البركان الخامد ,, ان ينفجر بشراسه ويعبر بشكل سيء عن هدوئه ,, انفجر ت مشاعرها بالغضب والكراهيه له ,, وما عاد يهمها الا انها تقوم بواجباته وبس ,, واذا كمل علاجه في المصحه ورجعوا للديره ,, راح يكون قرارها النهائي انه ينزلها في بيت اهلها ,, وكل حي يروح لحاله ,, 
طوت سجادتها بعد ما حست براحه في الصلاه ,, ودخلت في سريرها وخذت الجوال تشوف المسجات اللي وصلتها من اهلها ,, 
الجميع يفكرون انهم في العسل ,, عشان كذا ما حب احد يزعجهم ,, وتوقعوا انها مبسوطه معه عشانها ما اتصلت تشكي منه ,, لكنهم نسوا ان ربى مستحيل تشكي على أي احد همها ,, 
سمعت صوت العكاز يمر في الممر وصوت باب غرفته يتسكر ,, فخذت نفس عميق وارتاحت انه تركها بسلام ,,
لكن هو وده يكسر كل شي قدامه ,, مو راضي عن نفسه ,, ومنصدم لدرجه كبيره انه تصرف معها كذا ,, حتى كاثرين اللي ما تجي ربعها عاملها بحنان ما تحلم فيه ,, وهي البنت اللي تشربت حبه عذبها كأن حبها جريمه مو راضي انه يعترف به ,, 
غريب يابن آدم غريب ....... 

رواية روحي لك وحدك ل ريم الحجر Where stories live. Discover now