| النـهـاية |

1.5K 116 11
                                    


٢٠١٦/١٢/٣١

-

أنها ليالي ديسمبر الباردة، الثلوج تملئ المكان بالخارج. الحُب والدفء يملئان جميع منازل الحي في ذلك الوقت. الجميع يستمتع بأجواء تلك العطلة، الجميع يجتمع أمام المدفئة، يتشاركون الحديث اللطيف عن العائلة. بينما الأطفال يلعبون فى الشوارع بسعادةٍ ويصنعون رجل الثلج. يلهون هنا وهناك وأصواتهم تملئ الطرقات لتزيد من دفء هذا الجو. هم فقط يستمتعون بتلك الليلة بكل تفاصيلها.

وقفت كيت أمام النافذة بتوتر، تشاهد ما يحدث خارجًا بعقلٍ شارد. كل ما يشغلها الأن هو كيفية أخباره وكيف ستكون ردة فعله. هل سيبقي بجانبها بعدما يعلم أم سيتركها لتعاني بمفردها؟
شعرت بأنها على حافة الإنهيار بسبب كل تلك الأفكار السلبية، فهي لا تكف عن تخيل ردة فعله. أخرجها من شرودها، حينما رأته يتجه نحو منزلها. تناست كل تلك الأفكار، لتتجه نحو الباب. قامت بفتح الباب له ليقترب منها ويعانقها بخفه. أبتسمت كيت حينما قبلها جاستن على وجنتها قائلاً
" أشتقت لكِ يا حبة الفراولة. "
قهقهت كيت بخفة لتخبره
" أنا أيضًا أشتقت لك. "
دلفا لداخل المنزل بعدما قام جاستن بخلع معطفه ووضعه جانبًا. أتجها نحو غرفة المعيشة، ليجلسا علي الأريكة ويشاهدان فيلم "عيد الكريسماس الماضي"
-Last Christmas-

كانت كيت شاردة الذهن معظم الوقت، بالأحري شاهدت القليل من الفيلم. لاحظ جاستن شرودها حينما كان يُعلق علي الفيلم بينما كنت هي تكتفي بالهمهمة فقط.
" بماذا تفكر صغيرتي؟ "
تحدث جاستن وهو يلعب بخصلة من شعرها، لتخبره بإختصار
" لا شئ جاس. "
صمت لثوانٍ بشكٍ قبل أن يقبل رأسها، ثم وجه نظره للفيلم مجددًا. كان كل شئ يسير علي مايرام، حتيٰ قاطع مشاهدتهم للبرنامج صوت رنين هاتف جاستن. ألتقط جاستن هاتفه سريعًا ثم توجه نحو المطبخ وهو يتحدث بالهاتف. مرت دقائق وهو يهاتف شخصًا لا تعرفه كيت، لينهي المكالمة فى النهاية وهو يتجه نحو كيت معتذرًا لها عن رحليه الضروري من أجل صديقه.
" لكن.. "
قاطعها جاستن قائلاً
" سأعوضكِ صدقيني كيت. حسنًا "
نظرت له كيت مطولًا قبل أن يرحل ويتركها بمفردها. جلست كيت على الأريكة وهى تشعر بالتعب يجتاح جسدها تدريجيًا، لتغمض عينيها بإرهاق. أمسكت هاتفها لتضغط على زر الإتصال على رقم خالتها لـورا. مرت لحظات لتجيبها خالتها بنبرتها اللطيفة. أخبرتها كيت بقرارها، لتسعد خالتها بشدة وتخبرها أن تتجهز وتتجه للمطار حيث ستكون طائرتها الخاصة فى إنتظارها هناك.
أغلقت كيت الهاتف ثم توجهت نحو غرفتها، جهزت حقيبتها من أجل السفر ثم أستحمت سريعًا وهى تحاول مقاومة الآمها. خرجت من الحمام ثم أرتدت ملابسها ببطء أثر ألمها.

تأكدت بأنها قد أحضرت كل ما تريده، ثم راسلت خالتها وأخبرتها بأنها ذاهبة للمطار. خرجت من منزلها ثم أوقفت سيارة أجرة وأخبرته بوجهتها. جلست فى السيارة بذهنٍ شارد وهي لا تصدق بأنها ستترك فلوريدا الأن ولن تعود مجددًا، لكنها علمت بأن هذا هو الحل الوحيد. هي يجب أن تتعامل مع مرضها بمفردها، ولولا خالتها لشعرت كيت بالضعف أكثر. تفقدت كيت تلك العلبة الصغيرة التى بحقيبتها، فهي قد وضعت خاتم خطبتها فيها حتيٰ تستطيع المضي قدمًا، في النهاية هي لا تود أن تُعذب جاستن معها. تنهدت بتعب وهي تطالع المارة بالخارج وتطالع فلوريدا للمرة الأخيرة..

𝐌𝐲 𝐍𝐞𝐢𝐠𝐡𝐛𝐨𝐮𝐫 || جاريWhere stories live. Discover now