-
خرجت كيت من الحمام بعدما أستحمت. أرتدت بنطال أسود مع تيشيرت أبيض قصير. رفعت شعرها على شكل كعكة مُبعثرة ثم أتجهت بكسل نحو المطبخ. قررت المكوث فى المنزل طوال اليوم، فهى لا تمتلك أى رغبة فى الخروج. دلفت للمطبخ، لتجد والدتها ومعها شخصُ ما. لم تهتم كيت لوجوده، بل أتجهت نحو الثلاجة. أخرجت عصير التفاح وبعض المستلزمات، لإعداد شطيرة. تحمحمت والدتها من خلفها قائلة
" كيت، لما لم ترحبِ بجارنا؟ "
طالعتها والدتها بحدة بسبب تصرفاتها البارد، لتنظر للشخص الذى مع والدتها وقد كان جاستن.
تجمدت كيت فى مكانها للحظات، قبل أن تطالعه ببرود قائلة بصوتٍ خافت
" مرحبًا. "
ثم أستدارت لتكمل إعداد شطيرتها. سمعته يقهقه بخفه قائلًا
" مرحبًا كيت، سعدت بلقائكِ. "
فضلت كيت الصمت عن أجابته، لتنتهى من إعداد الشيطرة. خرجت من المطبخ، لتتجه لغرفتها بعيدًا عن هذا الغريب. أثناء صعودها على السلم، سمعت والدتها تتحدث قائلة بحُزن
" أسفة جاستن على تصرفاتها. هى نوعًا ما لا تُحب الإختلاط بالأخرين. "
تنهدت كيت بضجر، فحتى والدتها تشعر بالشفقة نحوها. دلفت كيت لغرفتها وهى تتناول الشطيرة. ظلت فى غرفتها تستمع لبعض الموسيقى الهادئة التى تهرب إليها دومًا بعيدًا عن واقعها.
مرت ساعة تقريبًا، ليرحل جاستن. تنهدت كيت براحة حين رأته يرحل من شرفتها. أرتمت على سريرها، لتشرد فى اللاشئ كعادتها. لطالما تساءلت لما هى غريبة الأطوار؟ لما لا تمتلك حياة طبيعية مثل الباقى؟ لما لا يتوقف الجميع عن الشعور بالشفقة تجاهها؟
هى تعلم بأنها بخير هكذا، بعيدًا عن البشر. أخرجت الدفتر خاصتها من أسفل وسادتها، لتكتب تلك البعثرة العالقة بجوف عقلها..
' هى لم تكن تُحب مخالطة البشر، ودائمًا ما كانت تتجنب اللقاء بأحدهم. بطريقةٍ ما، كانت تعلم بأنها وحيدة رغم من حولها.. ربما لأنها لم تجد من يفهم تلك الصراعات التى بداخلها. لطالما كانت مشتتة، مُبعثرة وتفتقد الشعور بالأمان ولو لبرهة من الزمن. قد تعيش لحظات مؤقتة من السعادة مع من حولها، لكنها قد تتغير فجأة وتعزل نفسها عن الجميع وربما لفترات طويلة.. تسألت دومًا هل الخطأ يكمن بها أم بمن حولها؟ لما حياتها ليست طبيعية؟ لما تشعر دومًا بالخوف من الحياة؟
ربما لأنها سلبت منها أشخاصًا كانوا أهم ما تملك يومًا. بالنهاية، هى لم تعد تلقِ اللوم على الحياة. هى لم تعد تكثر لأى شئ من الأساس. ربما إختلافها عن الجميع كان سبب معاناتها طوال الوقت، لكنها أيضًا لم تكثر لذلك.. ببساطة هى كانت أعمق مما يتصوره البشر. '
أنت تقرأ
𝐌𝐲 𝐍𝐞𝐢𝐠𝐡𝐛𝐨𝐮𝐫 || جاري
العاطفية"هى لم تكون يومًا شخصًا يُحب الشمس، بل تكاد تشعر بأنها عدوها الوحيد فى هذا العالم. لطالما كانت كائنًا ليليًا، حين ينتهى يوم الجميع، يبدأ يومها داخل عالمها الخاص. لكن بطريقةً ما، شاهدت غروب الشمس لأول مرة منذ وقتٍ طويل. لم تعلم لما قامت بذلك، لكنها ش...
