بداية الانطفاء..

27 2 0
                                    

إنها الحادية عشرة ليلا..
الكل يغط في نوم عميق إلا أنا هنا غارقة بين أفكاري..ما الذي يحدث لي..؟ لست كالتي كنت بالأمس ، لا أدري لما أصبحت أغرق لا إراديا في أفكاري الغريبة ؛ كثير من الأسئلة تراودني ، و الغريب أنها نفسها التي كانت بالأمس.. يخيفني تكرار طرحها في رأسي..أحس بصخب كبير داخله ضجة كبيرة لا قدرة لي على إسكاتها..
يرعبني تكرار الأحداث التي أمقتها داخل عقلي ، أصوات الضحك تكاد تقتلني ، صراخ و صخب
رأسي يكاد ينفجر ، أمسك بالوسادة فأضعها على رأسي و أشدها بيدي لعلي أسكت القليل من ذلك الصراخ.. لا فائدة أحس أن رأسي سيقتلع من مكانه..
نبض متسارع..يدان ترتجفان و دموع على وشك أن تنزل..ماذا هناك يا إلهي ما هذا الذي يحدث لي  ؟؟؟ هل جننت؟ أم أنني أموت....
أمسك وسادتي بكل قوة ، أضمها إلي و أفقد وعيي لأغط في نوم عميق..
◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼◼
أستيقظ في الصباح منهكة خائرة القوى..و كأني خظت معركة و أنا نائمة..
تناديني أمي على الفطور فأرفض...
أصبحت لا أطيق الطعام  ، حتى رائحته تشعرني بالغثيان..
أغادر المنزل متوجهة للثانوية التي تبعد مدة عشر دقائق عن منزلي..
و كالعادة لم يكن مزاجي جيدا ، و لكنني بدأت ألحظ في نفسي تغييرا غريبا..أصبحت لا أطيق الدراسة أو سماع الدروس تلقى؛  أصبحت أفضل الجلوس في ٱخر القاعة و النوم..لم يعد أي شئ يلفت إنتباهي..حتى تلك  التي كانت تأتي لتطمأن علي وجدت صديقاتها و لم أكترث لانقطاعها عن المجئ..
أيام معدودات تفصلنا عن الامتحان الرسمي الذي يدعى ب "الباكالوريا"
بدى القلق على الجميع ما عداي..
عدم القلق ترجمه البعض بثقة زائدة في نفسي و البعض الٱخر سماه غرورا ، البعض أصبح يردد العبارة المشهورة " لا تحقرن من الأشياء صغيرها " لم أدري لما  سلط الجميع انتباهه علي في الٱونة الأخيرة..و أنا التي لم أكترث بأي شئ ، لم أكن مبالية لهذا الامتحان ، و لم أعرف السبب و هذا ما كان يرعبني ..
لم أدري إن كان عدم القلق نتيجة ثقتي الكبيرة بنفسي أم...نتيجة تبلد مشاعري تجاه أي شئ في هذا العالم..لم أدرك ما كان يجري من حولي..لكني أصبحت غير مبالية و منطفئة جدا..أصبحت كظل يعبر بين الناس و لا يبالي إن دعسه أحد إلى أن....

من الضعف إلى القوة ثم إلى أين..؟Where stories live. Discover now