لا تنخدع بالإبتسامات..فهي كاذبة

38 3 0
                                    

إنه الثالث و العشرون من ماي ، 2015
ككل ليلة تضع تلك الفتاة التي تسمى ب"توبة" متاعب يومها الطويل على وسادتها..تتنهد طويلا لتخفف ثقل الضغط المكبوت داخل صدرها..
ككل ليلة تبدأ بالتفكير طويلا قبل أن يسرقها النعاس إلى بلاد الأحلام..أو بالأحرى الكوابيس . فقد كانت تعاني من كوابيس فظيعة منذ فترة وجيزة و لم تشأ إخبار أحد بذلك خوفا من أن يسبب ذلك إزعاجا لهم. أحقا كان هذا السبب؟ بالطبع لا..فهي لطالما كانت تفكر أنه ما من أحد ليكترث بما تشعر به أو تعيشه..تعودت على تجاوز المصاعب بمفردها..
تحدق بالسقف ، تتذكر ما صادفها من أحداث في يومها الممل..
لطالما كانت محط أنظار الغير..كانت على لسان جميع الأساتذة لما تتصف به من أخلاق و انضباط في دراستها.. كانت شديدة الصمت لا تتحدث الا للضرورة مما جعلها تتهم بالتكبر من طرف جميع من كانوا معها في الصف..
تكبر؟؟ أي تكبر هذا الذي تتحدثون عنه؟ هل الإكتفاء بالذات و تفضيل العزلة على  مصاحبة التفهاء من الناس أمر يدل على التكبر؟ إنه الشئ الوحيد الذي لم تستطع المسكينة أن تفهمه..
تعود بها ذاكرتها إلى الأحداث الأليمة التي جرت لها.. و التي جعلتها تفضل العزلة..
نعم ، إنها صديقتها ، صديقتها التي لطالما اعتبرتها كأخت لم تلدها والدتها..صديقتها التي طعنتها و خانت ثقتها لا و بل أصبحت تشوه سمعتها هنا و هناك بدافع الغيرة..
ألم في الرأس يتملكها كلما تذكرت تلك الحادثة التي جعلتها تفقد ثقتها في جميع من هم حولها..
ألم فظيع..تتذكر سهام الكلمات الجارحة التي قيلت لها في كل مرة لمحتها أحد الفتيات بمفردها.. ( متكبرة ، تافهة ، من تظنين نفسك؟ ، لست سوى كتلة تفاهة تمشي ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ لم تجلبي لنا سوى الحظ السئ..) و غيرها من الكلمات..
لم تشأ أن تذرف دمعة واحدة لما قيل لها و لكن..وجد الضعف طريقا لعقلها
تساقطت بعض الدموع على وسادتها لتظهر حقيقة قوتها و ينكشف الضعف القابع داخل صدرها
كان عليها أن تبكي كل ليلة لتفرغ تلك الطاقة السلبية و ان كانت غير متناهية لتستطيع ارتداء ابتسامتها صباحا و تخدع العالم بقوتها التي تخفي فتاة هشة كالقطن..
في تلك الليلة..بكت..بكت كما لم ترد لنفسها أن تفعل..
بكت لكي تستطيع لم قطع قناع القوة المتناثر فوق وسادتها صباحا لتبدأ يوما مملا ٱخرا..

من الضعف إلى القوة ثم إلى أين..؟Where stories live. Discover now