Ch. 46

1.2K 98 35
                                    

***********

" رباه .. لا اصدق اننا وصلنا بسلام "

تمتمت اميريتا بضيق و هي تجلس علي حافة الرصيف المواجه للمشفي ... تأخذ نفسا عميقا بعدما اختبرت ما يقارب الساعة و نصف من الجنون كان سببا رئيسيا له سرعة ماريا الخرافية حيث قطعت المسافة في نصف الوقت او اقل .

" لقد سمعتك .. بهذه الطريقة انتِ تجرحين مشاعري"

قالت ماريا ممازحة .. بينما كادت اميريتا ان تعانق الارض فرحا لوصولهم بأمان .. و لكن مع ذلك لم تستطع تجاهل الدوار و الاضطراب في معدتها .. قهقهت ماريا بسبب انقباض ملامح وجهها ... فحصلت علي نظرة جانبية قاتلة جعلتها تصمت متحاشية غضبها .. اخذت اميريتا نفسا عميقا ثم قالت بإرهاق :

" يجدر بهم الا يتركوا مجنونة مثلك تقود .. لو كان الأمر بيدي لمنعتك من ذلك "

اتسعت ابتسامة ماريا المشاكسة لتهز حاجبيها بمرح و هي تجاورها علي الرصيف قائلة :

" انظري من يتحدث كالجدات الآن ... ثم ما الذي تنتظرينه ان كان الشخص الذي علمني القيادة يتصرف بنفس الطريقة "

" انتِ و شقيقك احمقين"

قالت اميريتا بتأفف و حاولت النهوض لتترنح بسبب الدوار الذي لفها .

استندت علي ماريا التي نهضت بدورها قائلة :

" لا يحق لكِ التذمر ريتا .. و الان دعينا نري ما اتينا من اجله "

اومأت اميريتا بالموافقة و اتجهت مع ماريا للداخل للتأكد من صحة وجود ناتشو في المشفي و كلها امل ان يكون الخبر الذي وصلها عنه مجرد كذب ... و لكن ذلك كان ابعد من امنياتها .

*************

حينما وصلت لغرفة ناتشو لم تجده بل وجدت ممرضة ترتب السرير الصغير و هي تدندن بأغنية ما .. و بعدما سألتها اميريتا عنه ردت الفتاة بمرح قائلة :

" اوه اخيرا اتي احدهم لزيارة هذا الفتي المسكين .. "

اتبعت قولها بمزيد من الثرثرة عن شقيقها جعلت الضيق يتسلل لأميريتا فهي في اشد الحاجة لتطمئن عليه بدلا من إجراء حديث تافه لا طائل منه ..
اعصابها كالوتر المشدود تهدد بالانفلات مع اقل ضغط ... سألت الفتاة ببعض من الحدة :

" فقط اخبريني اين هو؟ "

" حاليا هو يجري فحصا بالاشعة .. الطبيب لديه شك ان المسكين قد لا يستطيع المشي بصورة طبيعية بعد الان "

كادت اميريتا ان تتهاوي ارضا و قد شعرت ان قدماها غير قادرة على حملها ... غامت عيناها بدموع كثيفة.
تحاملت على نفسها حتي قطعت عدة خطوات قصيرة الي اقرب مقعد .

لم تتفوه بكلمة واحدة.. و لكن المعالم التي علت وجهها قالت انها تعاني ما هو ابعد من آثار الصدمة .. اقتربت منها ماريا لتسألها بقلق :

تانجو 2 Where stories live. Discover now