44 | بالحُجرة السرية ..

2.3K 287 88
                                    



كانت إليس متعبة. نفسياً، وجسدياً.

لكن رؤية آزون أمامها بثت فيها طاقةً لا مثيل لها. كان يبتسم. كان سعيداً. يعتقد أنه على وشك القضاء عليها، وإتمام ما بدأ أخيراً ولم يُكمل.

-" لم أعجب يوماً بعائلتكِ، أتعلمين؟ " أخبرها. كانت واقفة ومن خلفها كريستينا؛ مطعونةٌ في ذراعها وبالكاد تتحمل ألمها. " كانوا حفنةً من الحمقى. أثار ذلك عصبيتي. جيشي، قواتي، أهدافي، كلها مُسخرة لهذه المملكة إنما ضائعةٌ تحت جُبن حكامها. لطالما كانت كذلك. وذقت ذرعاً بهذه الحال. "

-" هل بدوتُ لك كحاكمة فاسدة؟ " سألته إليسانيت، لا تحمل بوجهها أي تعبير.

هز رأسه، مُحولاً بسمته للسخرية. " بل على العكس تماماً ! بدوتِ لي حاكمةً واعدة. لكنني لم أحتج حاكماً، في المقام الأول. "

استكملتْ عنه:" احتجتَ مُستعمراً. شخصاً لا يتردد إن طُلب منه التقدم فوريةً لهدم مدينةٍ ما، أو خطف عرشٍ ما، مهما كانت شدة الخسائر في سبيل ذلك. "

هز كتفيه. " مثلما هو متوقع. حينما لا تكونين غاضبة، أو منزعجة، وهو ما لم يحدث كثيراً ماضياً، تظهرين حقاً حِنكتك. "

همست إليس لكريستي بكلمةٍ سحرية، تُخولها الإذن لتحريك المكتبة ودخول الغرفة السرية؛ والتي تحتوي بدورها على ممر يؤدي للخارج. حاولت كريستي الرفض في البداية، مُتحججةً برغبتها في المساعدة؛ غير أن إليس أقنعتها بطلبها حمل جثة قطها معها، فهي، ومهما كان مصير هذه القلعة، لم ترد له أن يبقى مرمياً هناك حتى تُحقق أهدافها؛ هذا إن عاشت بعدها. لم تُناقشها صديقتها بعدها، وسارعت لدخول الغرفة؛ لمح لحظة ذلك آزون لمحةً مما كان داخلها. لم يبدو متفاجئاً.

-" لطالما كنتُ متأكداً لإخفائكِ أمراً ما. كثيراً ما بعثتُ جواسيس لاتباعك، أملاً في اكتشافه. " شرع في التقدم نحوها، يحرك معصم يده الحاملة لسيفه الثقيل. " لكن لم يسبق وأن عاد منهم أحد. "

ردت إليس، ترفع يدها وترتفع معها أكوام من الصخر المُتساقط:" لقد علمتني جيداً. من الاحساس بالغرباء يتبعونني، إلى فن الإرعاب والتفزيع والمعاقبة. "

وماتت الكلمات بعدها وجلاً لحدة القتال.

حتى ومع عدم معرفة آزون لأنواع العناصر التي يُمكن لإليس استخدامها ولا درجة مهارتها في السحر؛ كان يتفاداها بمهارةٍ كبيرة. لطالما آمن أن قوة السحر تبطل لحظة ما يمسي خصمك أمامك؛ ما من كرة لهب قد تنجيه من اختراق المعدن لمنتصف قلبه فتُرديه قتيلاً في مكانه. لكنه لم يواجه الكثير من السحرة في حياته، وذلك الإعتقاد لم يخضع بالتالي للتجربة العملية، وإتضح أن كرة لهبٍ لن يُمكنها فعلاً صد هجوم سيفٍ ضخم؛ لكن الأرض تفعل. والريح يدفعك. والكرة، هذه الأخيرة التي وضعها محط السخرية، تستهدف فورياً وجهك.

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن