قهوة بنكهة الفراولة

الدنيا صغيرة

-            شغلنى اوى البنت انها جريئة ، و انها جمعت بين الشجاعة و طيبة القلب
جرأتها مقستش قلبها ، رغم ان اغلب الشجعان قلبهم بيبقى جامد من كتر ما الدنيا جت عليهم و طحنتهم ، ف بيبقى مش فارق معاهم حاجة ...
حسيتها عايشة بصدق ، عايشة و مبيهمهاش حد
بعد ما الامور رجعت هادية ف الترام
بدأت اتابعها بعنيا ، اتفرج عليها * عادية اوى، مفهاش اى حاجة مميزة عن اى بنت تانية ، چينز ، تيشرت اسود واسع ، كحكة

-        طلعت موبايلى اكلم فادى ، اقوله انى قربت اوصل و اسأله ان كنت اجيب حاجة معينة و انا جاى.

-       فعلا وصلت محطتى ، و بدأت اقف عشان انزل  قبل ما زحمة الناس اللى هتركب تعطلنى...
لقيتها ، نفس البنت واقفة ورايا !
   قلقت ، و زادت مخاوفى انها نشالة او حرامية
شغلت الترام كله بموقفها النبيل عشان  تلهى الناس عنها و لو حد "ضاعت" منه حاجته ، ميتهمهاش !
مين عارف الست العجوزة دى تبعهم ، ولا غلبانة اتسرق منها حاجة ..

-        الدنيا كانت زحمة اوى ، و فضلت حاطط ايدي ف جيبي عشان احس بسرعة لو حد حاول ينشل الموبايل او المحفظة
التدافع كان شديد جدا ، لدرجة انى كنت هقع م الترام و انا نازل !
و لكن بأعجوبة نزلت بسلام لحد ما....

-        لقيت نفسي على الارض و البنت دى فوقى!!!

- مش تفتحى ، انى غبية ؟!

*كنت مخنوق جدا منها و على استعداد انى امد ايدي عليها كمان ، هدومى اتبهدلت و برستيجي ، هروح للناس ازاى و دى اول زيارة !!!!!*

-انت بتشتم ليه ؟! ما انت شايف ان الدنيا زحمة
و الناس بتزق بعضها !! ايه قلة الادب دى ؟!
« حيوان !!! بدل ما يقول حصل خير ، بيشتم!!»

* الصراحة .. عندها حق ، انا اتسرعت ، بس معقول هعتذر ؟! و برستيچي ؟..*

-      ببص حواليا بعد ما قمت و نفضت هدومى ، لقيت الطماطم بتاعتها فى كل حتة و الناس داست عليها .
    
-    فى بالى قلت ، دا عقاب مناسب ليها ، خليها تعانى زى ما احرجتنى قدام الناس و بهدلت هدومى

-     لكن ، لقيتها اتعورت ف ركبتها ، نخوتى بردو اتدخلت فى قرارى اللى كنت متأكد انى هندم عليه بعدين و اقول يا ريتنى ما عملت كدة و سبتها للى تستحقه ..
لكنى ساعدتها  ، منغير ما اتكلم بدأت اشيل الطماطم اللى سليمة من على الارض ، و بدون ما ابصلها
حسيت اد ايه انى انسان كويس ، بساعد واحدة متستاهلش المساعدة ، فعلا ، الناس بتربيتها ، و كون انها معندهاش اخلاق ، يمنع ان عندى.
*-انت لسه شاتمها ، -هى كمان شتمتنى !!- مم انت اللى بدأت ! -طيب خلاص عندك حق*

-     اتوجهتلها الى الرصيف حيث جلست تستجمع نفسها متآملة الارض ، تحسب الخسائر التى تعرضت لها حتى الآن.

-اتفضلى يا انسة.
-متشكرة
-انا لمتهم من على الارض !
- ايوا اعملك ايه يعنى ! شكرا ، قلت شكرا !!!!!