الفصل الاول

50.9K 1.3K 83
                                    

وقفت ترتجف وهى تستمع الى النقاش الحاد بين عمتها وعمها .

كانت عمتها تبدو ساخطة وغاضبة ..فهى لم تسمعها قط تحادث اخاها بتلك العصبية او ذلك الضيق ..

ارتفع صوتهما .وعلى الاغلب صوت العمة ..ومع تعالى الاصوات شعرت بالرعشة تعترى جسدها ..بينما تدعو الله وتبتهل الا يستمع العم لضغوط العمة ..

عاد صوت العمة يرتفع موبخا العم :" اتق الله ..الكونها يتيمة ؟..انها بلا اب او ام وتريد ترميها بهذا الشكل ؟"

برر العم :" لم ارميها..انى ازوجها ".

قاطعته العمة :" وهل تسمى ذلك بزواج ..انه بيع ..الا يكبرها العريس باكثر من 15عام !!..الم يتزوج من قبل ..بل وطلق امراته ..معروف ان من يطلق مرة يطلق مرة ثانية وثالثة !".

عاد العم ليسترضيها قائلا :" والله لو طلب احكى بناتى فلن اتاخر او ارفض ..لكنت مزوجه من يشاء منهن ..انه بالفعل اكبر منها ولكن لا يبدو هذا الفرق ..ثم ان عمره فقط 36عاما ..فليس بكبير جدا عليها ..بل ان عمره هو السن المناسب للزواج ...ثم ان امور الطلاق والزواج هى توفيقا من الله عز وجل وليس لنا سلطة عليها ....ثم من ادراك لماذا طلق ..ببما كان مظلوما ..او لم يوفق ..انها امور تعود الى الله ..ثم يااختى الحبيبة ..ابنة اخيك موافقة تماما على تلك الزيجة".

ردت العمة مذهولة :" ماذا ؟.. كيف توافق ..انها لابد مجنونة ..كيف توافق وبامكانها الزواج بمن هو اصغر منه سنا ..من لم يجرب الزواج من قبل على عكسه ".

عاد الاخ يقول بصوت هادىء :" لقد عرضت عليها كل جوانب الموضوع ..واوضحت لها كل ما قولتيه ..ولكنها بالنهاية وافقت ..ماذا تريدنى ان افعل ؟..ارفضه؟انه ذو سمعة طيبة وخلوق ..وفوق كل ذلك ثري ..وسوف يغنيها عن الحاجه ..ثم انها لم تعد طفلة لنقرر انا وانت بدلا منها ..انها شابة قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها ..ثم اننى اخشي ان رفضناه الان ..ان نندم ذات يوم ".

ردت العمة وقد لانت ملامحها وهدأ صوتها :" ولكن لابد ان نعرف سبب طلاقه ..حتى لا يتكرر الامر مع ابنتنا ".

اكد العم :" بالطبع ..سادعوه لزيارتنا غدا ..كونى مستعدة ..واساليه ما شئت من الاسئلة فانا ايضا اخشي ان يسالنى الله عنها فهى امانة اخيك رحمه الله ".

هزت العمة راسها شاردة وهى تكرر :" رحمه الله ".

تنفست ياسمين الصعداء عندما انتهى الموقف المتازم بين العم والعمة راجية الله عزو جل ان يمر الغد بسلام

********

توجهت الى غرفتها سعيدة ..فبرغم انفعال العمة الا انها لم تمحى سعادتها..فلقد تقدم لخطبتها ..

تكاد لا تصدق ..

ربما هى تحلم ..

لاريب هى حالمة ..

الشبيهةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن