41 | وفُتحت أبواب القلعة ..

2.3K 281 36
                                    

راقبت إليس حصان المُرشد يبتعد، شيئاً فشيئاً باتجاه الشمس التي ستشرق بعض ساعات معدودة. " ها نحنُ ذا، بمفردنا مرةً أخرى. " تمتمت ثم حاولت أخذ نفسٍ لتصفية أفكارها. نظرت بالاتجاه المُعاكس، ولمحت أضواء ضعيفة تنم عن وجود أشخاص ما هناك. كان مدخل الحدود، لا تحتاج سوى مسيرة ثلاث دقائق لأربع حتى تبلغه. " لنرى، ما هي أفضل طريقة لتخطيهم؟ هم لن يسمحوا لنا بالطبع، هذا إن لم يتعرفوا علينا في خضم لحظات.. أخال أن الاختفاء هو حلنا الوحيد مرةً أخرى. "

-" كلا. " أجابها كايرو ما فاجئها لحظةً.

-" استيقظت؟ " سألت، سؤالاً غبياً. أضافت:" كيف تشعر؟ "

لم يجبها لبضع ثوان، نادت عليه وكادت تتساءل مجدداً؛ لكنه قاطعها:" سريعاً. يجب أن نُسرع، لا يمكننا تضييع أيّ وقت. "

عبست. " أنا أعلم ذلك. حياتك على المحك، بعد كل شيء. "

يبدو أنه كان على وشك قول أمر ما، لكنه غيره لآخر مُستغرباً:" مهلاً ما الذي تعنينه؟ "

استدارت لتقابلته وتشرح:" طاقتك السحرية، علينا- "

-" كلا ! علينا قتله، لا يهم أي أمر آخر ! يجب أن نقتله ! "

احتارت. " نقتل من؟ "

-" الشيطان ! تباً. " حاول السيطرة على أعصابه. لم يكن غاضباً، لكنه كان خائفاً. كان يائساً. " لقد .. رأيتُ الكثير مما يمكن له أن يُعيث على أرض قارتنا هذه في حال نجح في التحكم بك. كل فعل أسوأ مما قبله، كل فعل يؤذي به المئات والآلاف من السكان. علينا .. " هزّ رأسه، وأشار للأمام. " فلنتقدم الآن ونتكلم لاحقاً. "

وافقته إليس في هذه النقطة. كلما طال وقوفها هنا، في حين أن أرضها بعيدةٌ عنها بأمتارٍ قليلة، كان اضطرابه يزداد.

-" لكن لا تستعملي الخفاء. " أضاف، ما فاجئها.

استفسرت:" ماذا؟ وكيف سنعبر؟ "

-" أريد .. القيام بتجربة. "

تنهدت. " أتعلم، كل كلمةٍ تقول؛ أنت تزيد حيرتي بمرات عما كانت. "

-" أنا آسف .. سأشرح، حينما أتفهم الوضع جيداً بدوري. "

أخذت إليس نفساً، وشدت على خيط الحصان كي يتقدم.

كانت حركة أخذ النفس صحيحة، إذ وجدت أنها غير قادرة على التنفس مع كل خطوةٍ يقومون بها. تركزت عيناها على الحُراس، إنهما مكشوفان تماماً لهم، غريبان على حصان، وإن ركزت جيداً على ملامحهما؛ يُمكنك رؤيتها ولاشك التعرف عليها. ولم يقم الحراس بأيٍّ من ذلك. بل ولم ينظروا نحوهما حتى. تحرك أحدهم، بعد لحظة، وفتح البوابة كي يتسنى لهما الدخول.

لم تتوانى إليس عن تحريك الحصان فوريةً نحو الأمام، وسُرعان ما باتا على أرض ماركون. لم تتوقف إليس عن الحركة، لكنها أدارت رأسها قليلاً، ترقب الحراس، ما من أحد يستعد لملاحقتهم وما من حارس يُجهز قوساً ليصوب عليهم. انعدامٌ كليٌ لأيّ رد فعل عدواني. " كايرو.. " تمتمت إليسانيت، مُعيدةً رأسها نحو الأمام. لاحظت الأخير من خلفها مغمض العينين. " من المستحسن أن تشرع في الشرح. "

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن