40 | بين رمال الصحراء ..

2.3K 281 37
                                    



-" هل نحنُ بعيديون بما فيه الكفاية عن مجالهم الآن؟ " تساءلت إليسانيت، تُحاول الحفاظ على تركيزها مع الطريق رغم الصعوبة الشديدة لذلك كون الريح لا تأبى التقليل من نشاطها؛ مُحملةً بالرمال الغزيرة.

-" نعم. لن ينقضي وقتٌ طويلٌ حتى نصل للحدود أيضاً. " أجابها مُرشدها، السجين الهارب، والذي كان بحال أفضل بكثير من خاصتها ولاشك أنه معتادٌ على هذا المحيط. غبطته حينها، واشتاقت من أعماقها لمناخ بلادها المُعتدل.

لمحت إليسانيت عن بعد سلسلةً صخرية، انتشر أشباهها بأعدادٍ قليلة في الطريق التي قطعوا؛ لكن ولعجلهم لم يقدروا على التوقف فيها خشية أن يُكتشفوا في حال كانوا متتبعين من بعثةٍ ما. " لنرتح بعض الوقت. " أخبرت المُرشد فلم يرد؛ ما يعني ما موافقته، فحتى إن لم يرغب علم أن الحيوانات بحاجةٍ لذلك.

توجهوا نحو الصخور ثم تنازلوا وربطوا الأحصنة بالقرب. أرقدت إليس كايرو الذي ما زال غير واعٍ قرب صخرةٍ ووقته من الريح عبر الجلوس وظهرها لها. جلس السجين بعيداً عنها بقليل، عيناه على الأحصنة كأنه يراقبهم.

في حين كانت الظهيرة حارقة، تميز الليل ببرودةٍ لاسعة. لم تكن بقرب برودة بلاد كومين، لكنها، ولمن يرتدي ملابس خفيفة، مسببةً للقشعريرة المتواصلة.

سريعاً ما أدركت أن قشعريرتها هذه لم تكن فحسب وليدة البرد.

-" اللعنة، ليس الآن. " تمتمت.

كانت تحس به. الشيطان، قريباً، نشطاً، لكن وللعجب .. ساكناً.

ابتلعت ريقاً وراحت تُحاول الحفاظ على هذا الاستقرار، وما لبث القلق أن غمرها رفقة الخوف؛ خوفٌ من تسببها مجدداً في كارثة جديدة. من يدري ما يمكن له الفعل إن حصل واستولى عليها. ثم تتبع كل هذه المشاعر السلبية الكره.. كرهٌ من ضعفها الذي لا يقل ولا يندثر مهما فعلت ومهما تمنت ورغبت. كانت تكرهه.

-" أنظري إليه. " دقّ قلبها حين سمعت صوته أخيراً. صوت الشيطان الذي كسر صمته.

تلقائياً، نظرت لكايرو. استطرد الشيطان:" سيموت. "

سكنت بضع لحظات. ما الذي يحصل؟ لم يحاول الشيطان حتى إرهابها كما يفعل معظم الليال مؤخراً. إنه فقط يتكلم، وهذا مريبٌ ومرعبٌ في آن.

-" .. ماذا تقصد؟ " تساءلت هامسة.

بقدر ما رغبت في فهم الذي يقول، تمنت أيضاً أن لا يرد عليها ويختفي. كانت تتمنى أن يختفي بالكامل، لكن، وعند هذه النقطة، باتت تحسها أمنيةً مغفلة رغم أنها كانت ممكنة. خابت آمالها حينما سمعته يكرر:" سيموت. "

-" ما- "

قاطعها، بنبرة صوتٍ أعلى:" لماذا تهتمين؟! إنه خائن !! لا يجبُ أن تهتمي لأمر خائن. إنه مثلهم، هذا القذر. خائنٌ مثل البقية. "

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن