41 | تشتتٌ وهُروب ..

2.4K 281 51
                                    


-" اللاي .. فوريم؟ " تساءل كايرو، متعجباً. " أنا ..؟ " والآن فقط، شعر بكم الطاقة اللامعقولة المتدفقة بجسده. نظر حوله لأجساد موتى ومن هم على حافة ذلك، فأدرك كونه المتسبب في هذا باستخدامه السحر. سحر ! " كيف ..؟ هذا .. "

لم يسمح له الشيطان بأخذ وقته في محاولة فهم ما يجري، إذ انقض ينوي مهاجمته بخفةٍ بالسيف؛ غير أن كايرو تفاداه.

كان يحس بجسده بدوره خفيفاً للغاية، رغم كل الطاقة الجارية داخله. شرع بذلك يتفادى مراراً وتكراراً محاولات إليس، أو الشيطان داخلها، في مهاجمته؛ يُحاول اتخاذ قرارٍ فيما عليه فعله غير هذا.

التقط سيفاً مرمياً وقد شعر بالألفة عند حمله عكس السحر، الذي لم يسبق له في حياته أن استعمله، حتى قبل دقائق معدودة ولم يكن حينها حتى عالماً بما يفعل. حاول الآن كونه بكامل وعيه استغلال الريح النشطة؛ فتخيلها تشتد في زوبعةٍ كافية لأن تجبر إليس على الابتعاد، وهو ما لبث أن حصل .

-" من أنت؟! " صاح مُتسائلاً، غير قادرٍ على كبح جماح فكره المطالب بتوضيحات.

سمع ضحكاً رغم قوة الريح وصوتها، ثم الإجابة التي كانت على شكل سؤال:" من تظنني؟ "

وشرع عقل كايرو تلقائياً في عملية فكّ اللغز. إن كان هو، رغم أن هذا كلياً مبهم، اللاي فوريم .. من سيكون هذا الشيطان الذي استولى جسد ساحرةٍ قوية، ويدعوه بالعدو أيضاً؟ " أأنت أحد أتباع الشيطان إيفيلوس؟ أم .. "

لم يشعر إلا بالسيف خلف ظهره، همسٌ انطلق في أذنه:" أنا هو نفسه. "

دس فيه السيف، ما سبب لكايرو مفاجئةً عظيمة وهلةً قصيرة؛ قبل أن يُفاجئ بكونه لا يُحس بأيّ ألم من الهجوم بتاتاً رغم أن السلاح مُخترقٌ لجسده.

ضحكت إليسانيت. " أنظر إليك حائراً ضائعاً، كيف مُنحت القوة لشخصٍ مثلك؟ إنها اهانةٌ لي ! "

انتزع كايرو السيف من جسمه ولم تمضي عن فعله لحظاتٌ حتى، وكما توقع، عُولج فوريةً.

إذن فهذا حقيقي. إنه اللاي فوريم. ذاك المُختار كل المئات من السنين ليحمل قوةً سحرية عظيمة، من شأنها ايقاف الشر أينما كان وعلى أيّ هيئةٍ أو كينونة.

-" أخرج منها. " قال للشيطان، والذي كان واقفاً يُشاهد عملية لملمة شتات نفسه مُعجباً بما يرى.

-" أعساك تحسبني ساعياً لإيذائها؟ " ضحك مجدداً. " سأُحل اللعنة بكل من يؤذي هذه الصغيرة ! عملت على تحضيرها وجسدها منذ الطفولة ليتناسب وما أرغب، حتى تأتي مجموعة من مغفلين ضِعاف ليشوهوا وجهها الثمين ! "

-" لماذا لم تفعل أي شيء لصدهم إذن؟! "

-" لأنني شعرتُ بك. بقوتك وهي على وشك التحرر رغبةً في قتل الجميع من حولك، ومن أنا لأقف بطريق هكذا حدثٍ مثير ! "

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن