40 | ظُهور القِوى !

2.2K 292 78
                                    

فَتحت مقلتيها والظلمة تحيطهما.

تُحس بألمٍ على طول ذراعيها وقدميها، تمنت لو كان بإمكانها فرك عينيها؛ إلا أنها لا تستطيع، فمما أدركت مع توضح رؤيتها رويةً بروية؛ هي مُقيدة من كل جهة !

كان الوقت صباحاً، ما يعني مرور ليلةٍ كاملة، والريح المحملة بالرمال نشطةٌ كما أن الحرارة مرتفعة. قُيدت إليسانيت في منصة دائرية خشبية مرتفعة نسبياً عن الأرض، وبمُنتصف ساحة خالية تماماً إلا ومِن غيرها .

كأول رد فعل حاولت فكّ رباطي يدها المحكومي العُقدة لتتوقف بعد شعورٍ بالألم واكتشافها لا فائدة المحاولة، غيرّت الطريقة نحو صُنع شعلةٍ صغيرة تحرق بها الرباط ولو تسبب لها ذلك ببعض الجروح الطفيفة؛ بيد أن ذلك وعلى غير المُتوقع لَم ينجح !

-" إنها حبالٌ مقاومةٌ للسحر؛ أيتها الأميرة. " انطلق مدنساً صمت الجو صوتٌ تعالى بكل الساحة نظراً لفراغها، كان من خلفها مما اضطرها للانتظار حتى تقدم هذا الأخير؛ الذي أدركت تقريباً من كان ما كون بالفعل تكشيرةً بوجهها .

مشى ريدر حتى بات على مقربة من منصتها ومقابلاً إياها، وفي حين نوا الاستهلال في الكلام ظهرت قربه فجأةٌ شعلةٌ صُوبت لوجهه لكنه تفاداها، كسرت إليسانيت العمود الذي قيدها رغم عدم قدرتها على التخلص من الحبال التي لن تتأثر لا بنارٍ تحرقها ولا صخر يُقطعها، لكنها، وما أن وقفت مُستعدة للهجوم مجدداً أو لعل الفرار فورياً لأبعد بقعةٍ عن هنا؛ اكتشفت وتذكرت سبب نجاحهم في القبض عليها من البداية. المشعوذون.

أحاط بها عددٌ منهم لم يكن متواجداً قبلاً. اجتمعوا على اطلاق تعويذةٍ واحدة من خاصتهم جعلتها تسقط أرضاً مثلما حصل سابقاً، دون أيّ قدرة على الحراك أو المقاومة.

حاولت استخدام السحر مجدداً ولم تنجح، وحاولت بلوغ حالة القوى القصوى وإن عنت فقدانها السيطرة والمنطق وكذلك لم تنجح. كانت غاضبة، وكل ما ابتغته تمثل في مهاجمتهم جميعهم كي تفشي غليلها منهم.

هذا، حتى رأت كايرو.

سرعان ما عادت إليها ذكريات الليلة السابقة اتباعاً. كان يعمل معهم، فكرت وحاول كل جزءٍ منها نفي هذه الفكرة. لكن الواقع كان قوياً. كان يعمل مع ريدر، أي ومع جماعة إيفيلوس، مع من ..

ركزت نظرها عليه تُحاول محاربة أفكارها. أتت به مجموعةٌ من الجنود السود، كان مُقيداً هو الآخر، من الفم لليدين خلف ظهره، ما جعلها حائرةً، ما الذي يعنيه هذا؟

كأنما استقرأ تساؤلاتها، أجابها ريدر مبتسماً:" لا تقلقي. نحنُ لن نؤذيه أو نقتله، نحن نحتاجه واختراعاته التي أعانتنا الأمس كثيراً، فقط نتأكد مشاهدته للعرض حتى نُحفزه أكثر على العمل. إنه متقاعسٌ لا يملك أيّ ذرة إخلاص فيه، فبمجرد أن حقق هدفه رغب فجأة في قضّ تعاوننها وإفناء علاقتنا ! " هز رأسه متنهداً. " تخيلي معي، أيتها الأميرة، كيف يُمكن لبلادك أن تتهاوى في غضون شهور مع ملكٍ مثله إن صح وحصل على العرش؟ "

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن