الحلقه (14).."هو ليّ2"

13.1K 496 15
                                    

الحلقه (14).."هو ليّ 2".
--------
' سلامًا علي دار السلام واهله ، لا الغياب بـإرادتي ولا اللقـاء قراري .. ومـا بين الفترتين أحن لموطني الصغير .. عبق وِجنتيها الوردية يداعب أجفاني ، موطني هـي وللحق انها أصدق نغمه لعبتها أوتـاري .. فـ سلامـًا لهــا ...

------
_ أبلِغ عَزيزاً في ثنايا القلبِ مَنزله
أني وإن كُنتُ لا ألقاهُ ألقاهُ

وإن طرفي موصولٌ برؤيتهِ
وإن تباعد عَن سُكناي سُكناهُ

ياليته يعلمُ أني لستُ أذكرهُ
وكيف اذكرهُ إذ لستُ أنساهُ

يامَن توهم أني لستُ أذكرهُ
واللهُ يعلم أني لستُ أنساهُ

إن غابَ عني فالروحُ مَسكنهُ
مَن يسكنُ الروح كيف القلبُ ينساهُ؟!

صـدح صوت هذه القصيدة التي سُجلت بنغمه مُوسيقيـة داخل غُرفة أطفالهـا ، مـالت علي صغيرها تُقبل وِجنته لتجده يمسك خُصلاتهـا بأصابعه الصغيره ،،
رمقتهُ بحنو لتتلألأ الدموع بمقلتيها ، فأخذت تُداعب وجنتيه بأناملهـا الضعيفة وفجأه سقطت قطرة منهـا ومـالت نبرتها للوهن وهي تقول بصوتِ خفيض :
_ بابي سابنـا ومشي يا عاصم .. أنا خايفه نصيبك يكون شبه نصيب سليــم ، والحياه تكسرك .. بس إنت أكيد هتكون بطل زيّه .. أوعدك هنحميك من أي ضرر إنت ونيرو ، بس يارب بابا يرجع لحُضننا ويكون كويس .

إِفتر ثغرها عن إبتسامة مكسورة ، وأخذت الدموع تنهمر من عينيهـا أنهارا تتذكر ردهـا علي ذاك المريض ، لا يكفيه إبعـاد زوجها عنها فحسب بل يُريد أن يكسر كاهلهُ بإقامة علاقة معها .. لا تعلم ماذا كانت ردة فعلها حينها ، كُل ما تذكرته نعته بـ " القذر " ، وهي تصرُخ به بكُل ما داخلها من نيران أوشكت علي حرق روحها ، فـ هذا العرض مـا هو إلا نهاية لضعفها وكذلك بداية لطرف خيط لا يُترك بل فُرصة جيدة للاستغلال ...

نهضت عن فراش صغيرها ، إتجهت صوب الشُرفة بخُطي وئيدة ومـا أن دلفت داخلها حتي تهدج صوتهـا بإختناق وهي ترفع عينيها للسماء وقد جأرت الي الله بقلب مكلوم قائلة :
- يـارب .. يارب مـا توجع قلبه ولا أشوف فيه شـر ، يارب أنصره علي كُل واحد ظلمـه ورجعه لنـا بالسلامة .. انا وأولاده محتاجينه ، مُتأكده إن عدالتك هي اللي هتنتصر في الآخر بس عجل بيهـا يارب .. انا مش عارفه أتصرف من غيره ، كان ساندني وانا كُنت متطمنه وعارفة إني مش هقع طول مـا هو جنبي .. يارب وجهني للصواب .. أتصرف أزاي؟

_ أبله نوراي ؟!
قالتها أنهـار وهي تقف خلفهـا مُباشرةً وقد تأجج شعورها ألمًا وَدت لو تمسح الغبار الذي اطفأ عيني هذه الجميله .. إنطفأت لمعة عينيها الخضراوتين وهي التي تبعث البهجة والسعادة داخل القصر .. دائمًا مـا تعشق أنهـار عينيهـا وخُصلاتهـا الرقيقة التي تتطاير بقوة مع هبوب نسمه خفيفة من شـدة نعومتهم ،،

تنهــدت نوراي تنهيدة عميقة .. إلتفتت إليها ثم تابعت ببحة في صوتهـا :
- تعالي يا أنهار !

روايه ( هو ليّ 2).. علياء شعبانWhere stories live. Discover now