الحلقه (2).."هو ليّ 2 "

15.2K 466 15
                                    

"هو ليّ 2".. الحلقه (2) ، (بين مدّ وجزر )
-------
أدارت مقبض الباب بتوجُسِ شديدٍ ، وما أن فُتح الباب قليلًا حتي وقفت تتأمل هذه السيده التي تتدبر حال النجوم كُل يـوم ، تغفو علي مقعدها كذلك .. نست تمامًا صوتها مُنذ حادثة غياب قرة أعينهمــا ، ودت نسمه لو تهزهـا بشدة حتي تفيق ، تصرخ بهــا ، تنهال عليها بمــا يُضني قلبهــا ، ولكن داخلها يتآكل من هذا الصمـت القاس عليها ، خطت بقدميها للداخـل ،لتسحب بدورها مقعدًا من الخيزران داخل الشرفة ثم جلست بهدوء شـــديد وراحت تنظر للسمـاء هي الأخري ...

أخذت نفسًا عميقًا متوهجًا بنار الإشتياق ثم تابعت بنبرة مهزوزة :
- تعرفي إنه بالرغم من توتر علاقتنا قبل ما عاصم يمشي ويسيبني ، بس وحشني صوتك أوي يا مـــاما إلهـام ، وحشني خناقك فيّا علشان أبعد عن عاصم ، عارفه كمان ..،

صمتت للحظة تبتلع غصة في حلقهـا ثم سـالت عَبرة حارة علي مُقلتيها ، لتُغمض عينيها بجزع مما تُعانيه منذ سنوات ثم استئنفت بلهيبِ مشتــاق :
- وحشني بـــردو لمّا ما كان يسمع لك ، وأد أيه كان متمسك بيّا ، ليه بعد دا كُله سابني ، رغم انه وعدني ، انا عايشـة بوعده دا لحد دلوقتي ، بيتقال عليا مجنونة علشـان بحس بريحته في كف إيدي وكأنه سابني إمبارح بس .
سلطت بصرها تنظر للسيدة إلهام بخيبة أمل ، فلن تُجيبها أبدًا ، تعلم ذلك تمام العلـم ، ولكن لا تستطع التفريط بهـا ، تود لو تُشفي مما هي فيه ، فهي تعمل جاهدة للحفاظ علي هذه السيده حُبـًا وتقديرا لمن غاب عنها دون سـابق وعدًا بالغيــاب ...
نكست نسمه ذقنها ، تقلصت عضلات وجهها رجفًا لتضع رأسها بين كفيها ، تتحايل علي عقلهـا بأن يُوجده أمامها في الحال تشكي له من ظلمة نفسها بدونه لتجد عقلهــا يهتف بها ان تستفيق ، فـ عاصم رحل مُنذ أمد بعيد وهذه حقيقيه لا تحتمل التشكيك...
-----
- يا ورود دي تاني مـرة احفظك جدول 3 وبردو مُصـرة تغلطي فيه .

أردفت آلاء بتلك الكلمات وهي تنظُر لإبنتها -بالتبني- نظـرات لائمـة فيما تابعت ورود قائلة بحنان طفولي :
-I'm sorry Mom .
إِفتر ثغر آلاء عن إبتسامة حانية ، أمـدت يديها لتضع وجه ورود بينهمــا لتميل قليلًا تلثم جبينها بحب جـارف وكأنها تُغدق علي نفسها وتتشبع بهذه النعمة التي حُرمت منها :
- انا مش زعلانة حبيبتي ، بس عوزاكي تكوني أشطر بنوته في الدُنيا ، علشـان تفرحي بــابي .

أومـأت ورود برأسها متفهمة ، قـامت علي الفـــور بإسناد رأسها إلي صدر آلاء ثم رددت بنبرة سعيده :
- انا هذاكر وهبقي شاطـرة علشـان إنتِ دايمًا بتعبري لي عن حُبك بهدايا كتير وبتفرحيني ، وانا لازم أفرحـــك ، إنتِ جميلة أوي يا مـــاما.

رفـرف قلبها بين ضلوعها من فرط سعادتها ، لا يأخذ الله منا شيء إلا عوضنا عنهُ بشيء آخر ، فـ الله لا يُرضيه وجع قلوبنـا ودائمًا ما يطبطب علينا برحمته ...
- وانا فين من الأحضــان دي ؟!
هتــف بها زيـاد وهو يقف علي عتبة الحجرة عاقدًا ذراعيه أمــام صدره ، فما كان منهُ إلا أن يراقب ضحكة زوجتهُ الصـادقة تجاه الصغيره ، يُراقبها بتمعنِ وهُيــام ، دائمًا تري نفسها في عينهِ غير كاملة بينمـا هي الصورة الكاملة لهُ والتي تدُل علي سلامة بصره مائه بـ المائه ، فهي أحق أن يعشقها ، فهي الوطن المألوف لهُ وبدونها تأتي الغربه ...

روايه ( هو ليّ 2).. علياء شعبانWhere stories live. Discover now