الحلقه (5).. "هو ليّ 2 " ، بين مدّ وجزر .
----------
دلفت نسمـه بخُطي وئيدة إلي الغرفه تنظر حيث أشارت نيروز ، قطبت ما بين حاجبيها بإستغراب لتقول نيروز بطفولة واضحة :
- عمو دا ؟!
هبطت نسمه للأسفل حيث مستوي قامة الصغيرة، بادلتها إبتسامة حزينة حيث وضعت رأس نيروز بين كفيها لتردف بنبرة مُختنقة :
- دا اسمـــه عاصم ، أخر مرة جاب ليّ شيكولاته كـانت من أربع سنين ، كُنت أتمني جدًا إن هو اللي يبقي جايب لك دي ، كُنت أتمني إنه يكون عايش معايا وجنبي .. أنا عــارفة إن نيــروز بنت جميله وذكيــة ، بس المرة دي إنتِ غلطانة ، علشـان هو سابني من زمـــان ، من زمان أوي .سقطت عَبرة ساخنه علي وجنتها ، مدت نيروز أصابعها ناحية وجنة نسمه تمحو هذه القطرة برفق شـديد فيما إبتسمت لها نسمه لتردف بحنو :
- بس شكل البوكس مُغري ، تعالي نفتحها وناكل منها ســـوا .
أومأت نيروز برأسها في سعادة تقول وهي تُقدم الصندوق إلي نسمة :
- ناكل كُله .
قهقهت نسمه وهي تُطالع نيروز بحنو ، شـرعت في نزع لفافة الصندوق ومن ثم قامت بفتحـه لتفوح رائحة من داخله تعرفها جيدًا ، بل تتلاصق بكُل ذكرياتها مُنــذ اليوم الأول لغيابه ...في تلك اللحظه فتحت عينيها علي وسعهمـــا ، أخذت تُقرب فوهة الصندوق من أنفها تتنشق هذا العطر حتي تتأكد بأنهـا لا تتوهم ، أبعدته علي الفـــور ، ألقت بالصندوق جانبًا لتنهض بدورها وهي تُردد بنبرة مُضطربة :
- لأ ، مستحيل يكون البرفيوم اللي في البوكس دا مُجرد صُـــدفة ، في حاجه غريبة بتحصل حوليــا .. هتجنن بجد .وضعت رأسها بين كفيها تدور الدُنيا بهــا ، قاربت علي الإنهيار ولكنها ذأبت ناحيه باب الغرفة تترجل منهُ ثم أخذت تهتف بنبرة مرتعدة :
- سليــم ، سليــم ؟!! ... ألحقننننننـي .هـــرول سليــم إليه وقبل أن تسقط أرضًا كان قد أمسك بهـا ، أسندها بذراعيـه ثم تابع بقلقِ جليّ :
- نسمه إنتِ كويسه ! ، مــالك ؟!
ترجلت نيروز خارج الغرفه تحمل هذا الصندوق بين يديها فيمــا أشارت نسمه إليه قائلة ببكاء مريــر :
- برفيوم عاصــم جوا الصندوق دا ، ولمّا سألت نيروز مين اللي جابه ، شــاورت علي صورة عاصم .. صدقني يا سليــم ، أنا مش مجنونة ، والله العظيم مـا مجنونة .رمقها سليم بنظرة حانية ، أومأ برأسه عدة إيماءات خفيفة ليردف قائلًا بهدوئه المُعتـاد :
- ممكن تهدي ؟! ، انا لازم أتكلم معاكي شويه في مكتبي .
نــوراي بتلعثمِ : لمّا نتطمن عليها الأول يا سليــم !
جـاءت السيدة خديجه في هذه الأثناء تتسند علي ذراع إبنتهـا لتقول بنبرة مرتجفة :
- مالها نسمه يا سليم ؟! ، كانت بتصرخ ليه !نسمه بنبرة مُجهدة : أهدي يا أمــي أنا كويسه ، شوفت كابوس مش أكتــر .
عــاونها سليم حتي إستقامت في مشيتها ، إتجه بها إلي غرفة مكتبه وفور دلوفهمـــا قد أحكم سليــم غلق باب الحجرة ومـا أن أجلسها علي الأريكة حتي تابع بهدوء بعد أن سحب مقعدًا وجلس أمامها :
- إحنا عايشين مع بعض أديلنا قد أيه يا نسمــه ؟!
جدحتهُ نسمه بإستغراب من سؤالهُ ، ثم تابعت بهدوء :
- من يوم ما وعيت علي وش الدُنيا وانا عايشة معاكم .
سليــم بإبتسامة صافية :
- يعني إنتِ أُختي وبنتي ، زيّك زيّ روفيدا بالظبط ، أنا اللي ربيتـك وأعتبرتك أختي وهتفضلي كدا لحد ما أموت ..اللي عاوز أقوله لك إني بفكر في سعادتك إنتِ وأمي وروفيدا في كُل ثانية ، ولمّا بتضحكوا بحس إني أديت واجبي علي أكمل وجه ، وإنتِ عارفة كويس إن عمري ما خذلتك ولا هخذلك .. فـ أنا ليّا طلب عندك ، وياريت تسمعيني للآخر ، وتأكدي تمامًا إن اللي هقوله دا ، فيه كُل الخير ليكِ .
أنت تقرأ
روايه ( هو ليّ 2).. علياء شعبان
Actionمقدمـــة الجزء الثاني : كُممت الأفواه وسالت الـدماء هـدرًا ، ليتحول الحلم إلي كابوس هو عنه أغني ،صــارع ليفيق قبل أن ينسي مسعـاهُ وتجرفه الرياح نحـو ما هو مُعاكس لمبادئهِ ، صراع الحُب والحـرب وجبروت إمراءه ضلت طريقها نحو الثبــات وأرغمها قلبها أن تس...