37 | أجوان

2.2K 291 46
                                    

-" ياللهول، كيف بات شكلكِ هكذا من ليلةٍ واحدة؟ " قال الأصهب، يشرب من فنجان شايه. " تبدين كمن أمسى كل الليل يتصارع مع أحدهم، لكن لم يدخل أحدٌ كما لا أحسب أن عدم النوم مجرد ليلة من الممكن أن يفعل كل هذا. "

نظرت إليسانيت لانعكاس وجهها في الشاي الأحمر. لم يكن واضحاً للغاية، بيد أنها كانت قادرة على تخيله. عدم النوم طيلة الليل مع البكاء دون توقف، لابد وأن عينيها قد هلكتا كليةً.

لم ترغب في الشرب، كما لم تفتح شهيتها أيٌ من الحلويات المختلفة الأصناف الموضوعة بينهما. في الواقع، كانت ترغب في الاستفراغ.

-" لماذا أنا .. مجبرة على الجلوس معك؟ " رفعت رأسها وقالت أخيراً، وقد قررت أن الصمت لن يكون بصالحها بأيّ حال.

ابتسم ساخراً. " ربما لأنكِ ' مجبرة ' على الجلوس معي؟ " وتكهنت إليس أنه وفي الغالب معتادٌ على أن يحاط بمن يضحكون رغماً عنهم لنكاته فيظن نفسه خفيف ظل، وهو ما لم تحققه له. أخفى بسمته وأجاب بجدية:" أنا مسؤولٌ عنكِ ومراقبتك. "

-" إن كنت ستزعجني، أفضل مراقبتك إياي عند الباب. "

عبس. " أنتِ حقاً وقحة. "

صححت:" صريحة. " أعادت الشاي للطاولة، ثم أضافت:" إن كنت بالفعل مسؤولاً عني، لابد أنك مسؤول عن راحتي كوني ' ضيفةً ' لديكم. وراحتي ستكون بخروجك. "

تنهد منزعجاً بدوره. " أنا لا أتآكل داخلياً للجلوس معك. إنني مجبرٌ كذلك، وما باليد حيلة. من يريد الجلوس وشرب الشاي مع بومةٍ وقحة على أي حال، إنها مضيعة وقت. "

تجاهلت اللقب وسألت:" أفهم أنك لا تريد الزواج بي؟ "

بدا متقززاً حتى من الفكرة، ما جعلها تشعر ببعض الإهانة. قال:" بالطبع لا. لدي من أحب، كما لا أقبل على نفسي الزواج من عدوة. "

-" عدوة؟ حتى الآن كوني- "

قاطعها:" كونكِ في العرش أو بعيدةً عنه لا ينفي الحقيقة. عدوةٌ وتبقين، فمن واجهتُ بمعركة بورند غيرك؟ " تعجبت إليس. آخر من توقعت أن يعترف بأحقيتها هكذا كان حكام ريدانا؛ من بين كل الناس.

حاولت التذكر وفشلت. " أواجهتك أنت؟ متى كان هذا؟ "

عند هذه النقطة، كان يجاهد للحفاظ على أعصابه. ابتسمت، إذ ذكرها هذا بلقائها وكايرو لسببٍ ما؛ لكنها كانت الطرف المستشيط منه عكس الآن.

-" إنني فقط أتماشى وهراء والدي الخرف، سيموت قريباً ولن يرثه أحدٌ غيري. وأنا لستُ مثله. لا أكسب القوة بأساليب رخيصة كالزواج. "

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن