كانت الأرض وعرةً للغاية، ما أثار انزعاج إليس في محاولتها للتركيز واستعمال سحر الهواء.
كانت تسمع دمدمةً بعيدة، غالباً لسائق العربة وخاطفهما.
نجحت في فتح رباط فمها وانتقلت بعدها ليديها، في حين تركت قدميها وراحت تحاول ايقاظ كايرو الراقد قربها بينما تفكّ أربطته أيضاً بنفس الوقت.
استيقظ بعد بضع دقائق، نظر حولهم واستنتج سريعاً ما حصل ويحصل لهما. تنهد. " جيدٌ جداً. " رفع من جسده ليتكأ على ظهر العربة، ثم سأل إليس بصوتٍ منخفض:" أنتِ بخير؟ "
أومأت له. " لابد ومن أنه استعمل غبار النوم في الايقاع بنا. إلى أين تعتقد أنه يأخذنا؟ "
همهم مفكراً. " من يدري. في الغالب، سيحاول ايصالنا للقصر كي يسلمنا. رغم كوننا مطلوبين أحياء أو موتى، بوسع أيّ صياد ضليع أن يدرك كم تتضاعف المكافأة في حال سُلمنا أحياءً بالفعل، إذ يمكن للملك حينها فعل ما يريد بنا. كمحاكمتنا. كقتلنا تحت أنظار السكان. "
ابتسمت ساخرة:" أتمنى أن تلك هي الحال إذن. قبل الوصول للعاصمة، سنتخلص منه ونهرب فحسب، وبهذا ينفذ لنا خدمةً في الواقع بتقريبنا إلى هناك. "
أومأ. " توصيلةٌ سريعة ومجانية. " أضيف صوت المطر لصوت العجلات، وأخذا يستمعان له يتراقص خفيفاً على سقف العربة. تساءلت إليس باطنياً عن الوقت الحالي أهو ليلٌ أم صباح، وعن مدة غفوتهم وكم من الممكن أنهم قد قطعوا من مسافة. " أتمنى أن يكون بخير. " تمتم كايرو، وسرعان ما أدركت أنه يقصد آرو. " لربما هذا للأفضل. كل ما يحيطنا هو خطر، وإن استمر معنا فلربما لن يعيش حقاً لينتفع بنا وبما من الممكن أن نقدم له من عون لاحقاً. "
وبدون أن يدركا، دقائقٌ قليلة استحالت أيام عديدة من الحركة المتواصلة. تحايلا على الخاطف، مانحينه انطباعاً عن انصياعهما وغير مظهرين أيّ قوةٍ لديهما، ومع الوقت صدقّ بالفعل الكذبة وما عاد يلقي اهتماماً عظيماً على حراستهما. كانا قادرين على تنحيته وسرقة العربة فحسب، لكنهما قررا الاستمرار في لعب دور المعتقلين لوقتٍ إضافي نظراً لقدرة الصيد على منحهم الطعام والمياه وهما لم يملكا أيّ قطعة نقود وحقيبتاهما تُركتا في مخ يم قطاع الطرق.
عند فجر اليوم الثالث عشر، وقتما انطلقوا بعد النوم ساعتين فحسبُ في الترحال مجدداً، حدث أمرٌ مختلف.
توقفت العربة فجأة، وسمعا جلبةً بمقدمتها لم تطل كثيراً إلا واختفت، ثم عادت للحركة مجدداً كأن شيئاً لم يكن. لكن بوتيرةٍ أسرع. أسرع بكثير.
-" هذا مريب. " تمتم كايرو.
وافقته إليس وأضافت:" السرعة مريبة. يستحيل أن تكون بفعل حصانٍ واحد. لربما أضاف آخر، لكن كيف ولم دون سابق إنذار؟ "
أنت تقرأ
عرش الساحرة
Fantasyالشقاء! هو ما قد يُصيبك ولو جلست بأعلى منصبٍ قد تُفكر بوجوده، فبين أراضي مُوراس قارة الحرب البعيدة؛ هل قد تسلَم الأميرة الغامضة إليس مُمتهنة السحر الممنوع سرياً بنفسها وعرش مملكتها من براثن شرِّ من حولها؟ أولائك، من لا تكاد تعرف كُنههم هل من بشرٍ...
