عرش الساحرة

34 | حول نيران المُخيم

-" هل تفكر بما أفكر؟ " همس كايرو لرفيقه.

-" ربما.. " ردّ الآخر، كلٌ منهما يحدقان في الفتاتين المبتهجتين واللتان لا تكادا تصمتان أبداً.

استطرد كايرو:" إليس لديها أصدقاء. لسببٍ ما، تُثير هذه الحقيقة عجبي ! "

أومأ آرو. " لا أدري، لطالما بدت لي من النوع الذي لا يفضل أن يحاط بالآخرين، أو أنها هي بحد ذاتها صعبةٌ في التعامل فلا يريد كثيرون من البداية التقرب منها. " ركزّ نظره على الشقراء وأضاف:" وصديقتها جميلة ! "

همهم كايرو. " طالما أنها صديقة لإليس، لابد من أنها صعبة المراس. لا أظنك مناسباً لها."

انزعج رفيقه وقال:" هل تقول أني- "

قاطعته إليس متسائلة:" عمّا تتحدثان؟ " أومأ كل منهما أن لا شيء.

-" إذاً .. " تساءلت الشقراء، هي جالسةٌ على جذع شجرة ويدها موجهةٌ لقدر فوق النار يطهو حساءً ما. كذا ملعقة، بفعل سحرها، تتحرك بشكلٍ دائري كي تخلطه. " هل لديكِ أيّ توضيح لتقدميه؟ " نظرت خلفاً كي تتأكد عدم قرب أيٍّ من أفراد فرقتها منهم، ثم أضافت:" بخصوص كونكِ الأميرة اللعينة نفسها ولم أدري أبداً؟ حتى بعد .. كم هي؟ ثلاث سنوات من معرفتك؟ "

كانت إليس قد تحضرت مُسبقاً لليوم الذي تكتشف فيه كريستينا ورفاقها الآخرين من السحرة الذين يعرفونها بإلي هويتها الحقيقية؛ رغم إخفائها لمدةٍ طويلة، كانت لتُعرف يوم التتويج ولاحقاً تُقنعهم بالتعاون وإياها للقضاء على عصابات السحرة الأخرى، فإن لم يهتموا بالعدالة هي ستملك الحق بالتصرف كليةً في خزينة المملكة والثمن سيغريهم. وهاهم الآن يكتشفون الحقيقة، غالباً عبر ملصقات كونها مطلوبةً حيةً أو ميتة المنتشرة بكل البلاد. تنهدت. " كنت أحاول الحفاظ على علاقتي طيبة معكِ والبقية على قدر الإمكان، أظن رميكم في الأمر الواقع سيكون ذو وقعٍ أشد من أن آتي يوماً وأقول: يا رفاق، هل تعلمون أني أنا أميرة المملكة؟ نعم، نفس تلك التي اشتهرت بينكم بكرهها وقتلها لكم. كانت أنا طوال الوقت. هل لنا أن نبقى أصدقاء -إن كنا كذلك من الأساس- ؟ "

هزّت كرستينا رأسها موافقة. " من جهةٍ، أظنكِ على حق. بقدر ما أكره الجبناء الذين يختفون بين ستائر متعددة خوفاً من مواجهة الحقيقة، أظن الحال مختلفةً هنا. " توقفت عن تحريك المزيج وأنزلت الملعقة لتضعها بعيداً. " إذا ما انتشرت الحقيقة قبل تتويجك، كان الشعب ليثور رفضاً لحكم ساحرة. "

أومأت إليس وأضافت ساخرة:" كل ذلك الوقت كنت أحاول حماية نفسي من ذاك المصير، لكنني انتهيت فيه على أيّ حال حتى ولأسباب مختلفة. "