32 | حقيقتها لغز ..

2.5K 318 80
                                    


-" يا آنسة. " نادى الجندي وكان معه آخر، تصلّبت إليس بمكانها ومنحته ابتسامةً سريعة. نظر إليها وما حولها جيداً، ثم سأل، ملامحه لا تظهر جيداً من خوذته:" أوَ لم تلمحي شاباً أشقر مرّ من هنا قبل قليل؟ "

شدّت إليس على يد كايرو التي كانت تُمسكها، وتُطبق مهارة الإخفاء عليه منها، ثم أومأت نافية. " لم أرى أي أحد، ولا شك أن جلّ شباب المدينة يستمتعون في حفل الأميرة على أيّ حال. " وبالنظر لثيابها، ذلك تضمنها أيضاً. من الجيد أنها ارتدت عباءةً سترتها. " هل من مشكلة؟ "

-" كلاّ، نعتذر للإزعاج. هيّا. " أمر زميله واسترسلا في البحث في الطريق التي أتا منها كلٌ من كايرو وإليس سابقاً، في حين تحرّكت إليس واستكملت مشيها لخارج المدينة بينما تتنهد.

سألت، دونما أن تُفلت يده، ما يعني استمرارية خفائه:" إذاً ماهي قصتك والأميرة؟ "

أجابها، صوته يحمل نبرة الانزعاج والملل:" المال. احتجتُ المال، لدفعه للشخص الذي أشرف على تكوين ختم يدك المؤقت. التقيت الفتاة صدفة وعقدنا صفقة، كونها أميرةً فرعية لا كلمة لها حقاً؛ خُطط لها الزواج بشخصٍ ما هي لا تريده، ففكرّت أن تختلق عشيقاً لها تجبر والدها على قبوله قبل أن يتركها فتمثل الاكتئاب من ذلك ويُشفق عليها. أي وبالنهاية، يلغي أول زواج. "

استغربت. " ولماذا لم تهرب قبل اليوم من هنا؟ "

-" لأنني أفرطتُ بالنوم. " قهقهت ثم أخفت تعابيرها على الحراس خارج مدخل المدينة من جهة الغابة. لم يسألوها عن وجهتها ما أراحها إذ لم تقوى حقاً على الكذب وسحرها يستنزف طاقتها.

تركت يده أخيراً حالما ابتعدا عن مرآهم، وراحت تتخذ بضع لحظات تتنفس بها جيداً.

-" سأحتاج العودة للداخل، أغراضي ما تزال في النزل كما أن هناك شخصاً تحتاج مقابلته. "

رفع حاجباً:" شخصٌ أقابله؟ من؟ " ابتسمت ولم تجبه، ثم اتخذت بضع دقائق أخرى تتنفس بها قبل أن تعيد تنفيذ الاخفاء على نفسها وتدخل من البوابة دونما أن يلحظها أحد.

مرّ وقتٌ بعدها، وقتٌ طويل. جلس كايرو تحت جذع شجرة مظللة، بينما هبّ نسيمٌ خفيف. ذكره الجوّ بذاك نفسه الذي يكون بغابته الخاصة عن ضواحي القبائل، وارتاح له تلقائياً عند تلك الفكرة. ما دفعه للغفوة.

استيقظ بعدها على على ضجيجٍ قادم، جهز قنبلته تحسباً لكنها كانت إليس؛ تُحادث أياً من أرادته أن يلتقي.

-" إنه هو حقاً ! أخيراً ! " وكان صوتاً يعرفه.

علقّت إليس ساخرة:" ماذا، أخطأته هو الآخر بالشبح؟ "

ظلّ كايرو يحملق به، كأنما هو غير متأكد تماماً من هويته. عبس الآخر. " أنسيتني بهذه السرعة يا رفيق السجن؟ "

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن