١

5.4K 293 31
                                    

الكل يجزم بأن المرحلة الثانوية هي من أمتع المراحل والتي تبقى ذكرياتها الجميلة في البال ،أما أنا فأراها ليست ألا الجحيم في الواقع

فأيما التي هي كل شيء بالنسبة لي وأنتظر النظرة منها ربما لا تعلم بأن هنالك طالب أسمه توماس يجلس خلف خلفها بفصل الرياضيات 

أنتهى وقت الدراسة الذي كنت فيه كالعادة وحيدً اتأمل جانب أيما الظاهر لي وأتمنى بحديث قصير معها

وأخيراً وصلت لمنزلي الذي كانت أصوات من بداخله كالعادة إلى الخارج تنهدت للجحيم الآخر وأدرت مقبض الباب 

بصوت باكي: هل هذا أنت يا توم ؟

توماس : نعم يا أمي 

والدة توماس : تعال أنظر إلى جدك وماذا فعل هذه المرة 

: توماس وهو يرفع حذائه داخل الدولاب ويتجه لناحية الصوت 

ماذا فعل أيضاً مشاكلكما لا تنتهي 

وقفت متجمداً ماذا أرى لا يعقل أن  يكون هذا حاصل كان جالس على أريكته المعتاده مسنداً رأسه ، مغمض عينيه ، وقلادة جدتي الراحلة لا تفارق يده وقابض عليها بشده يبدو أنه خائف أن تذهب القلادة وراء جدتي 

. والدة توماس بصوت منخفض وهي خارطة في البكاء : يبدوا أنه لحق بجدتك لايتسجيب حاولت أيقاضه لا يتحرك ولا يتنفس أيضاً 

ماذا هل فعلاً فارق الحياة جدي حبيبي هومن يستحملني هو من أشكي له همومي وأن كان لا يفهم ويسألني من أنت كل مرة أجلس بجانبه لكني أحبه هو من يجعلني أستحمل جحيم الحياة هو الوحيد الذي يراني ويبتسم 

أقتربت منه بخطى بطيئة ويداي ترتجف وضعت يدي فوق جبينه ورفعتها بسرعه باردة كبرودة قطع الثلج ، هل يعقل ذلك ؟ سقطت على ركباتي لا يمكن لهذا أن يحصل لا يمكن .

والدة توماس : ماذا نفعل يا توماس كيف نخبر والدك أنتصل بمكتب عمله ؟

توماس بجفاء : يبدو ذلك يا أمي ، يجب أن يعلم ذلك

نهضت إلى غرفة جدي القديمة التي أختارتها أمي له في المستودع في آخر طابق لتبعده عنها وعن أزعاجه كما تزعم جلست على السرير ضام ركبتاي واضع وجهي عليهما ، وأنخرطت في بكاء شديد أنا لم أبكي مثل الآن من قبل حتى على جدتي سقطت دموعي على حال جدي فقط ليس عليها،كم أكره لحظة الفراق لكني لم أودعه ولم أقل له أحبك كنت أناني آشكي له ما يصيبني من مشاكل وهو مسمتع ويكرر جملته " ليست هنالك مشكلة إلا ولها حل " وما حل مشكلة فراقك الآن يا جدي ، من يصبرني على الجلوس في هذا البيت وقد أصبحت وحيد مرة أخرى فقط مع أمي المهملة وأبي الغارق في العمل .

مسحت دموعي وأستلقيت على سريره المعتق برائحته المميزة وأنا أتامل تلك النافذة الشبه المفتوحه والهواء يحرك ستارته الشفافة المزخرفة ، هذه هي الحياة كالستارة والمصائب تحركها من كل صوب نعم تشبه حياتي البائسة ، أمي دائماً ما تخبرني أنت مريض ستلحق جدك بالخرف 

آه ياأمي يا ليتك كنتي مكان جدي وفارقتي الحياة نعم فوجودها عبء ثقيل على صدري وكلامها المسموم الذي تقذفه على الكل فهي حادة الطباع 

بدأت أغفو والرؤية تقل وتنعدم نعم دعيني يا نفسي أنام لعل الذي حدث اليوم حلم ! 

مُحال ..Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt