عرش الساحرة

31 | سر الاختفاء

-" أوه، دعني أختفي فجأة الآن حتى ما بعد شهرين دون أيّ تفسير أو أثرٍ مني وأظهر مجدداً فجأة ثم أقول لك : مرحباً ! غيبةٌ طويلة، صحيح؟ " صاحت إليس.

ضحك. " هل سنتشاجر الآن إذن؟ "

-" بقدر ما أريد توبيخك.. " أحاطت ذراعيها حوله، تشعر براحة بالٍ فجائية. " بقدر ما أنا سعيدةٌ فحسب لكونك بخير. " رفعت رأسها وتأملت وجهه، كان شاحباً وقد ظهرت بضع هالات تحت عينيه، سألت:" هل أنت فعلاً بخير؟ "

ابتسم وأبعدها ثم أخذ بيدها ونظر لندبتها، اختفت بسمته وتمتم:" تباً، إنها ليست تامة حقاً. "

عبست وأصرت:" لم تجب عن السؤال. هل أنت بخير؟ "

هزّ رأسه. " أجل، متعبٌ قليلاً فحسب. " ولم تحتج نباهةً كبيرة لتدرك أنه يكذب، وكذا ما كان مستعداً لقول الحقيقة. تقدم ليفحص الطريق الذي كان فارغاً. أمسك بيدها وانطلقا فيه، في حين قال:" لا وقت كثير لدينا، علينا على الخروج من المدينة بسرعة. "

-" لماذا؟ " تساءت أثناء مرورها على جدولٍ صغير.

-" لأننا ملاحقان. كلانا. "

-" ممن أنت ملاحق؟ نفس من يلاحقونني؟ " وكجوابٍ على سؤالها؛ ظهر جندي قريب كاد يلمحهما لولا أن كايرو دفعهما لخلف جدار آخر حتى تقدم الجندي. استكملا المشي بزقاق وانتهى بطريق مغلق من المباني.

استندت إليس على جدار منهكة من مطاردتها السابقة، قالت:" سأهرب بفعاليةٍ أكبر إن لم يشغل بالي تساؤلاتٌ كثيرة، هلاّ شرحت لي القليل على الأقل؟! "

تنهد. " شرحٌ قليلٌ لن يفي بالغرض، لكنني سأحاول. " جلس فوق برميلٍ ثم شرع يتحدث:" حالياً، أنا ملاحق من أكثر من جهة. أخطرها جند المدينة، خاصة بهذه الساعات وربما لبضع أيام قادمة؛ كوني خاطب الأميرة الذي لم يأتي. "

اتخذت إليسانيت بضع ثوانيٍ كي تستوعب، لكنها سألت على كل:" كونك ماذا؟ "

-" الأميرة التي ستتزوج اليوم. " قهقه. " عجيبٌ كيف انتهى بي الحال هكذا. لكنني سأعود من البداية كي لا أربكك. " شرب بعض الماء، وتساءلت إليس تلقائياً عن كميات المياه التي كان يشرب مؤخراً هل هي كافيةٌ أم لا؛ وما كان من قبل مبالياً بذاك إطلاقاً لولا تنبيهها. " إحدى الجهات التي تبحث عني هو شخصٌ يدعى ريدر فيمالوش، وقد حصل أن التقيته أول مرة ذاك اليوم الذي سابق رحيلي. إنه شخصٌ خطير ذو مكانة وقوة، يسعى ليكون بطل القارة الذي سيدفعها أخيراً لترك الحرب؛ وذلك عبر الإطاحة بكامل حكامها. احتاجني كشعلة البداية لخطته؛ كوني أمير ماركون فاغتيالي لوزير من وزراء ريادانا مدعياً كذلك تكوين ماركون لحلف مع كومين هو فعلٌ من شأنه كسر كامل الروابط الضعيفة التي تمسّكت بها البلدان منذ شهور خلال الهدنة. "