البارت الأخير من بينوكيو الرسام 🎨
تأليف لينا عبدالله .
تحرك العجوز إلى الجبل و هو ينوي الشر ، إلا أنه كان وحيدًا هذه المره ، فللقرد مهمةً أخرى .
و ما إن وصل إلى هناك ، حتى بدأ باتباع أوامر النقوش ليظهر الحورية غصبًا ، بما أنها ترفض الخروج .
وقف حيث كان يقع عرشها ، ليخرج الهرمونيكا الخاصه به و يبدأ بالعزف ، عزف الحانا كانت منقوشه على جدران الكهف ، الحانا كان قد عزفها الحبيب السابق .
و كما هو متوقع ظهرت الحورية من العدم ، لتكمل مقطوعتها الموسيقية ، فما أعذب صوت ذاك الناي و ما أحلاه و اخطره على عقول الرجال .
أسرع العجوز ليضع القطن على أذنيه ، قبل أن يسلب جمال صوت الناي صحوة عقله ، كما سلب جمال تلك الحوريه نبض قلبه .
لينقض بعد ذلك على العصا الفضيه ، و يسلبها منها بعد أن كانت غارقه في عزفها ، و قد ظنت أن حبيبها المفقود قد عاد .
بفعلته تلك أيقظ الحوريه من أحلامها الوردية ، لتعود إلى الواقع الأليم ، فهي ظنت أن انتظارها طوال تلك السنين أحضر إليها الحبيب البعيد ، إلا أنه بفعلته تلك أثبت لها العكس .
لتترقرق الدموع في عينيها الرماديه ، حزناً على حبيبها الضائع ، و خوفًا من هذا العجوز العنيد .
رق قلبه برؤية دمع عينيها ، ليتكلم أخيرًا ...
-لا تحزني يا حلوتي ، فأنا لن أؤذيك .
و أقترب منها مترددًا ، فجسدها كان يرتجف .
حاوطت ذراعيه ذقنها ، و أصابعه حضنت خصيلات شعرها ، ليخاطبها و قد علت صوت نبضاته و بدأت تنقطع أنفاسه ...
-ما رأيك بحبيب جديد ، بدلاً من الذي مضى ؟ فعودته أمر مستحيل ، و بقائكي هنا طول تلك السنين خير برهان ، تجلبين الرجال إليكِ لعلك تجدينه بين الجموع ، إلا أن ذلك الخائن تركك دون رجوع .
و لما ظهر عن جسدها الهدوء و عينيها أوقفت ذرف الدموع ، أكمل ...
-أنا لك و لن اتركك ، تعالي إلي حلوتي ، و يا نبض قلبي ، و لنبقى معاً إلى الأبد .
مترددة مدت أصابعها إلى كفه ، ليرفرف قلبه سعادة ، و تتسارع نبضاته حبًا و نشوه .
-أما الآن يا حلوتي ، و قد أصبحت ملكي ، لأنزع عن وجهي القناع ، فقد انهكني دور العجوز الخرفان .
ليظهر رجل ثلاثيني العمر أسود الشعر من خلف القناع ، فيثار عجب الحوريه و تتسع عينيها صدمه ...
-ما الأمر يا حلوتي ؟ افاجأك مظهري الحقيقي .
هزت رأسها ، و هي التي لم تنطق بكلمه منذ خروجها ، ليجيب عن كل تساؤلاتها بثلاث كلمات .
-أنا بينوكيو الرسام .
و قد عنا ببينوكيو الرسام ، الرسام المخادع أو الكاذب ، و هذا هو عمله النصب و الاحتيال .
و بدأ يشرح لحوريته الحكايه و من البدايه ...
-أنا يا حلوتي رسام محتال ، أجوب بلدان العالم لاسرق السكان ، فيداي ترسم و قردي يسرق .
بدا الاستغراب واضحاً على تعابير وجهها ، و قد قرأ السؤال الذي أشغل عقلها ، من بين عينيها ، لما لا يستغل موهبته بدلًا من السرقه ؟ ...
- إن البشر يا حلوتي مخلوقات جشعه أنانية ، فهم عندما يكتشفون الموهبه من أحدهم يستغلونها و بأبشع الطرق ، و عندما ينتهي أوج و تألق تلك الموهبه يدمرونها و يهلكون صاحبها ، و هذا ما حدث معي لذا قررت الإنتقام باستخدام موهبتي التي نبذها المجتمع .
عاد للقريه برفقتها ، فوجد القرد مازال يقتحم المنازل لسرقتها ، خطته في غاية البساطة و السذاجة فهي تعتمد القرد في أصلها .
هو ببساطه يتنكر و يغزو القرى بحجة أنه رسام ، و من الطبيعي جدًا أن ترتدي أثمن و أغلى ما لديك ، عندما تأخذ صورة أو ترسم .
فالنساء ترتدي حليها و الرجال ساعاتهم و خواتهم الغالية ، و هنا تأتي مهمه القرد ، فبعد أن يوزع الرسام اللوحات على أبواب البيوت ، القرد يحفظ شكل المجوهرات و الحلي من الرسمة التي أمام الباب ، ليقتحم بعد ذلك المنزل و يبحث عنها ، و من ثم يسرقها .
و في النهايه يكون مصير اللوحات الحرق ، و المجوهرات تدخل إلى جيب الرسام ، و بهذا يغادر هو المكان و كأنه لم يكن.
و بعد أن تحقق المطلوب صاح الرسام و بأعلى الصوت ...
-و الآن يا حوريتي الحلوة و قد بت ملكي ، فلتعزفي الألحان لينسى سكان القريه أمر كل تلك الممتلكات .
ليغادر بعد ذلك القرية ، و القرد على شماله و الحوريه المحبوبه على يمينه ، أما المسروقات فكانت خلفه.
و يا لسعادته بحصوله عليها ،و قد ظن أنه الآمر و الناهي السيد و المسيطر ، إلا أنها سحرته بنايها مذ لحظة دخوله للقرية ، فكان صوت الناي بمثابة الخيوط التي تتحكم بجسد بينوكيو الرسام .
-تمت-
قرأت البارت ، فضلا صوت 🌟
و بتعليق عبر عن رأيك 💬إلى كل من مر من هنا ضع بصمتك بتعليق تقديرا لمجهودي و شكرا ~
حقوق الروايه محفوظه لي و لا احلل الأخذ أو الاقتباس .
YOU ARE READING
بينوكيو الرسام |©2017
Fantasyماذا لو عاد صاحب المزمار ! و بدلا من أن يسحر الأطفال بمزماره يسحر الرجال ؟! فائزه في مسابقة #Together و #قلم_مبدع بالمركز الخامس ❤❤❤ Lina Abdullah ©2017