25 | لعنةٌ بآستيس

2.6K 318 25
                                    


-" حظاً موفقاً في إيجاد عزيزتك سيليسيا، أُبشرك بكونها بمكان بعيدٍ جداً وللغاية عن هنا ! " قالت تضحك مغيظة.

-" لئيمة ! سأجدها وسترين يا شبيهتها ! " قال منزعجاً ومضى بطريقه .

مدَّ الخادم يده لمصافحتها قائلاً:" لا عليكِ منه، أنا وبالمناسبة أدعى بارياس؛ وهو جوليان الثالث ابن عائلة هيلم. علَّنا نلتقي مجدداً؟ "

ابتسمت وصافحته مكملة:" ليلي. أشكرك للمساعدة من قبل والتوصيلة المجانية، وآه، نصيحةٌ بسيطة، جوليان الثالث هذا يملك إرادةً من ذهب ! فلحاول إذابتها قليلاً، تعلم؛ قد لا يجدها أبداً طالما لا أثر يدلّ إليها، وحتى وإن فعل، إن اتضح أنها هجرته دون رجعة سيتأذى كثيراً. لِم افكر به على كلٍّ؟ إذن، إلى اللقاء ! " لوحت له واستدارت ماضية بدورها بطريقها .

تنظر حولها بدهشة، آستيس ! مدينةٌ عجيبة، ذات تصميم غريب كونها مبنية على تلة مُتعالية؛ مما جعل من بيوتها كثيرةً تتوزع على ارتفاعات مختلفة، تضاريس الجبل كانت وعرة، لكن ذلك لم يمنع من ازدهارها بالسكان أو الزوار، أعلاها؛ أمكنها أن ترى قلعةً ضخمة مُنتصبة وأعلامها الزرقاء، أعلام كومين، ترفرف شامخةً متباهية بحريتها وعلوها .

-" ستكون طريقاً متعبة؛ لكن علي الصعود للمعبد لأخذ البركات لزواج ابنتي ! أراكِ لاحقاً! " سمعتها من إمرأة كانت تحادث أخرى في الطريق، قبيل أن تبدأ بصعودها الشاقِ نحو الأعلى.

-" إذاً فذاك المعبد .. معبد الفيرانية. " همست إليس لنفسها وبدورها استكملت التجوال بعشوائية هنا وهناك، مقررةً استكشاف المدينة قليلاً قبيل التوجه إليه. وصلت للسوق، أين جالت من محل لآخر حتى توقفت لدى بائعِ خبز ساخن، بحثت بجيبها عن نقود فلَم تجد، التقطت حقيبتها وبحثت بين جيوبها الصغار وكانت نفس النتيجة؛ فقررت إغراق يدها بأكبر واحد والمليء بالخردة التي لم تتفحصها مِن مدة علّها تجد بعضاً منها .. وبينما تبحث، تلمست يداها جسماً غريباً وأثقل مما قد تحمل عادة، عقدت حاجبها وأخرجته بسرعة.

-" نظارة .. كاي؟ " تساءلت مستغربة تتأمل إياها، كان لها أكثر من عدسة كذا كثيرٌ من الأزرار، وكانت بحال جيدة. " ما الذي تفعله هنا؟ " كانا أحيانا يتبادلان الأغراض؛ لكن وإلا النظارة! عزيزةً عليه لدرجة أنها وضعت لنفسها قاعدة بعدم لمسها ! ما الذي أتى بها لحقيبتها؟

-" يا آنسة؟ أستظلين واقفة هكذا؟ " قال صاحب المحل مُتسائلاً فاعتذرت مستعجلة وخرجت .

اتكأت على جدار المحل تنظر للنظارة بشرود مُفكرة، تستبعد فوراً فكرة أنه نساها لديها؛ فهي لَم تضعها يوماً بحقيبتها، أو حتى لمستها ! إذن فهو من فعل؟ لكن لماذا ؟

-" إنه ليس بشخصٍ يحب العبث، لابد أنه يحاول الإشارة لشيءٍ من هذا .. التخلي عن شيء عزيز لديه، ماذا قد يعني؟ " حاولت عصر عقلها بقدر ما تسطيع، تُحاول ربط الأمور ببعضها، همهمت، ثم تمتمت:" لعله لم يُرد لكنه اضطر؟ لكن لِم سيضطر .. آه، ذهب عُنوة ! " صاحت حالما استنتجت، " تشير الى أنه ذهب عُنوةً رغم إرادته أو حتى مهدداً ! إلهي، لِم لَم افكر بهذا قبلاً؟! " خبأت النظارة وراحت تٌفكر:" هل كنّا مراقبين حينها؟ علَّه أيضاً اضطر لكتابة الورقة؛ لكن ممن ولِم؟! .. فعلاً أنا غبية ! لو لَم اتسبب بذاك الشجار السخيف فما كنا لنفترق ويحصل كل هذا ! بذلك اليوم حصل أمرٌ ما بالتأكيد ! "

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن