20 | المُخادعة

2.6K 313 35
                                    


-" لذيذ، أليس كذلك؟ " قالت إليس وهي تنظر لبيكا الحاملة حبّة من الموز الأصفر الطازج، والذي اتضح أنها لم تتذوقه ولو مرة بحياتها ذاك لعدم تواجده بقريتهم التي تندر فيها معاملات التبادل والبيع مع تجار القرى او البلدات الاخرى .

اشرق وجه الصغيرة بعد قضمة واحدة منها كشمس أولِ ربيعٍ دافئة، ولانت ملامحها بعدما كانت مرتعبة من كل الأمور الجديدة التي تراها، ماذا يبيعون هناك؟ لِم يرتدون ملابس تختلف عن التي كنا نرتديها؟ لِم لا يوجد لديهم زعيم بهذا المكان؟ تساؤلاتٌ اغرقتها لكنها فضلت اكتشاف أجوبتها بنفسها .

-" ليلي، أين هي كاميا؟ " تساءلت وقد انتبهت لعدم تواجدها بالجوار الآن، فراحت تدور حول نفسها وتنظر بكل مكان، وعندما لم تجد لها أثراً اضطربت فورياً وأخذت تصيح:" لقد اختفت ! أين هي؟! هل ذهبت وتركتني لوحدي؟! "

ربتت إليس بلطف على رأسها ثم قالت:" كلاّ، هي لم تذهب، لابد من أن لديها ما تفعل وستعود لنا قريباً. أنا معكِ عزيزتي. " هدأت الفتاة قليلاً وعادت لفاكهتها، إلا أن إليس ظلت تتأملها صامتة. راحت تتساءل عن قوة العلاقة بين هاتين، كيف لحادة المزاج تلك أن تهتم بهذه الصغيرة وتحبها حقاً، لكنها ليست، وبالتأكيد، من داعمي فرقة الناس الذين يحكمون على غيرهم من لقاء سريع. في الواقع، هي تفعلها أحياناً بدورها، لكنها عادةٌ تكرهها.

فجأة لمحت تلك الفتاة؛ كاميا، بتقاطع شارعين تتكلم مع احدهم، أمسك الرجل يدها فجأة غاضباً إلا أنها أبعدتها، تناقشا للحظات وثم انفصلا ومشى كل واحد بعيداً عن الآخر. استغربت إليس، كيف تعرفت على أشخاص بهذه السرعة؟ أو علّها كانت تأتي بالفعل من قبل لكاديوس ولم تذكر الأمر؟

نظرت لبيكا التي كانت تستمع بطعامها بسلام، ثم طلبت من بائع الفاكهة قربهما حفظ الفتاة عنده فترةً قصيرة حتى تعود. " سأستغرق بضع دقائق، كوني مطيعةً حتى أعود، حسناً؟ " أومأت الصغيرة، فانطلقت إليس بجريها لتتبُع تحركات كاميا المُريبة.

بعد عدة تعرجات إتخذها الاثنان بطريقهما، انتهى بها الأمر في إحدى ساحات حيٍّ قديمٍ قذر. دخلا لاحدى الأبواب الحاملة أعلاها لافتةً مكسورة كُتب عليها بخط رديء بالكاد يُقرأ ' حانة '، " ماذا تُراها تفعل هنا؟ " تمتمت إليس، " دون أيّ قطعةٍ نقدية قد تصرفها؟ " شكلّت بضع نظريات في دقائق ثم قرّرت التحقق بنفسها عبر الاقتراب من هناك؛ لكن الباب فُتح مُقاطعاً خطتها. كانت كاميا قد خرجت منه، وحيدة هذه المرة؛ وقد لفّت عبائتها حولها جيداً ومشت متخذة طريقاً مؤدية للسوق. نظرت إليس للحانة بصمت نظرةً أخيرة، ثم عادت هي الأخرى ومجرى تساؤلاتها لم يندثر.

وبينما كنّ يمشين عشوائياً بحثا عن أي فرص عمل للفتاتين، قالت إليس:" تُرى إلى أين ذهبتِ واختفيتِ سابقاً؟ أقلقتِ الصغيرة عليكِ. "

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن