8 | شعورٌ سيء..

3.9K 379 70
                                    

-" اعتمد عليكِ كريستينا. " قالت، مبتسمة بوهنٍ كان قد بدأ يستولي على جسدها مؤخراً..

أجابتها الأخرى بينما تنظر للمال الكثير الذي أمامها، مُبتهجة:" أجل ! ما زلتُ متعجبة لمنح الأميرة لنا مثل هكذا فرصة، لكنني لا أنوي تفويتها ! سأخبر الآخرين، ولا تقلقي؛ سننهي أمرهم كما لو لم يوجدوا قط ! " بمعظم قارة مُوراس وبماركون خاصة؛ تجد كل اهتمام سحرتها منصباً على المال، ذلك نظراً لقلة فرص عملهم وخوفهم من كشفهم فأي كمية معتبرة من المال سينفذون لك من اجلها أي شيء ! وذلك يتضمن القضاء على مخلوقات الزينيف، وهي مخلوقاتٌ قويّة، وغامضة، لا يُعرف الكثير عنها من شأن كيفية نشأتها أو تكاثرها، فرغم شبهها بعديد أنواع حيوانات أخرى؛ هي لم تمتلك ما يخولها للتزاوج. استعملت قديماً بكثرة في الحروب، لكن ذلك قلّ شيئاً فشيئاً إلى أن اقتصر استغلالها على السحرة فباتت تستعمل كحيوانات مساعدة لهم حتى علموا أنها تُصاب بالجنون عند وصولها لمدة ما من حياتها؛ ما أدى للتخلص من معظمها والبقيّة اختفوا بأماكن متعددة. وهي للآن ليست متأكدة كيف وجدتها كومين واستغلتها بالضبط. تمنت ألا يوجد مزيد مما أطلق بقرى الشمال بالفعل.

وكانت لتقوم بإبادتهم بنفسها مع كريستينا فحسب، لولا أن طاقتها حالياً لا تزال تقارب الصفر تقريباً بعد آخر استعمال لها، كما أن حالها النفسية لم تكن على خير مع الضغوطات التي كثرت من حولها مُؤخراً.

قبل أن تخرج، سألتها كريستينا:" إلي، هل أنتِ بخير؟ " بعدما لاحظت شحوبها.  " تبدين مهمومة. "

قالت مبتسمة قُبيل أن تستكمل طريقها:" أجل، لا تقلقي. إلى اللقاء. "

بعد شهرٍ ونصف، ستتم عامها الثامن عشر، وبالتالي سيقام حفل تتويجها الملكي. سيراها شعبها، وسوف يمنحوها ثقتهم بشكلٍ رسمي، ستقف هناك أعلى شُرفة القصر واثقة وستثبت لهم أنها قادرة قوية، عازمة على تحسين الأوضاع السيئة التي ظلّت تُطوقهم لسنين الآن. ويا ليت شبح فقدان الثقة بالنفس الذي يُرعبها بين الحين والآخر يرحل.

تنهدت تُزيح عنها الأفكار الثقيلة، أخذت تسير ببطء عيناها على الأرض وعقلها تذكر بضع أمور أخرى أقل أهميّة ستعانيها كإزعاج الجميع لها بالقصر، خاصةً مربيتها، مع اقتراب الموعد وتحديداً بشأن التفاصيل الصغيرة الأخرى، كزينة القصر؛ والثوب الذي سترتدي ..

ما انتبهت إلا واصطدمت بأحدهم فجأة، اخذ يقول:" ارفعي رأسك وانتبهي أكثر للطريق ! " رفعت رأسها ببطء، علمت من صوته انه كايرو، لابد أنها قريبة من النزل طالما صادفته. كانت مُقابلته تعني دائماً الشجار وهي الآن لم تتمنى إلا العودة لغرفتها حيثما قد تُنسي نفسها قليلاً إما بالعبث بجرعاتها أو أخذ قسطٍ من الراحة والنوم." آسفة .. هلاّ ابتعدت عن طريقي؟ شكراً. " تمتمت شاردة غير آبهة، وهي تستدير ثم تسير للأمام.

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن