7 | فصلٌ جديد، مُشتعل !

Start from the beginning
                                    

اتجهت له، وكان رجلاً مطعوناً وقد بلغت النار مبلغها منه مخلفةً حروقاً عميقة، وبدا كأنه يحتضر، انقبض قلبها لهول المنظر، وقبل أن يلفظ آخر أنفاسه؛ قال بضع كلماتٍ بسيطة، خلقّت رعشةً لنفسها، دونما أن تدرك حتى أنها بداية فصلٍ جديدٍ في حياتها. " اللعنة .. اللعنة على الأميرة !! "

فصلٌ جديد ..عنوانه الشقاء، الضعف والانهيار .

***

في الجِهة الأخرى المعاكسة للبلاد ..

وتحت جُنح الظلام وصمتِ الحِملان، سُمع فجأة صوتٌ غريبٌ تسبب بإيقاظ بعض من سكان القرى الشرقية المُسالمة، ولدهشتهم كان ذلك صوتَ سلاسل البوابة الحديدية بين الحدود مع كومين وهي تفتح، ' من فتحها؟! وأين الجنود؟! ' تساءل الجميع ولَم ولن يعلم الجواب احد..

فبعد دقائق من ذلك، تم سماع صوتٍ لا اسم له أيقظ ما تبقى من الناس، صوتٌ أشبه باستخراج أشلاء احدهم وسكبِ سائلٍ حارق على جسده وحرقه بنفس الوقت وهو يحس بكل هذا، لا بل أكثر .. كان .. كأنه صوت وحوشٍ قد أتت مِن الجحيم نفسه تبحث عن وجباتها !

ولَم يكُن هذا المثال بالبعيد جداً عن الواقع ..

إذ سُرعان ما ظهرت أزواجٌ من عيون صفراء كلما اقتربت اتضحت أشكال أصحابها. أشكال أفقدت وعيَ البعض بالفعل قبل ثواني من الهجوم. وهما نوعان، احدهما ذو جسدٍ شابه قرداً مع شعرٍ مسود اقل كثافة من العادي، وفمٍ ذو أنياب ضخمة تقطع شخصاً كاملاً بعضةٍ واحدة يتساقط منه اللعاب باستمرار. والآخر، كان لا يشبه أي حيوان، إذ كان يسير على قدمين وكذا لا يمكن تشبيهه بالإنسان؛ مع حدبَته والأشواك الحادة النامية من أول خلفية عنقه حتى أسفل ظهره وجلده الرقيق البنفسجي الداكن، ونقاط الاشتراك بينهما؛ قرونٌ طويلة اكتست رؤوسهم.

شياطين .. ذاك كان آخر ما فكر به السُكان، قبل هجوم أولائك الهمج على كل شيءٍ يسري الدم في جسده مهما كان كبيراً أو صغيراً، تاركين حصاداً ليوم غد متمثلاً في بِرك دماء؛ أشلاء؛ وجثثاً بكل مكان ..

ومع حلول الفجر؛ وكما سكتت شهرزاد عن الكلام المباح مع نوم الملك، سكتت تلك الوحوش عن زمجرَاتها مع دخولها في نومٍ عميق .. لن يلبث أن ينتهي مع غروب الشمس التالية.

***

-" جلالتك، أنتِ بخير؟ " سأل ريس، بعدما لاحظ شحوب إليسانيت الكبير الذي لم يكن من قبل. كان تشعر بالدوار، صداعٌ شديدٌ أصاب رأسها.

أغمضت عينيها، وحاولت في بضع ثوان أن تأخذ نفساً. نفساً ما كان بالمنعش وهو من دخان حريق مدينتها. فتحت عينيها سريعاً وأمرت:" سنقوم بتكثيف الدفاعات على جميع مناطق البلاد ! يحاولون تشتيتنا بهذا الهجوم لكن لن نسمح لهم ! كذلك، ريس، ستأتي معي .. " أخبرت إليسانيت.

عرش الساحرةWhere stories live. Discover now