7 | فصلٌ جديد، مُشتعل !

4.4K 423 49
                                    

-" كيف حصل ذلك؟! أين هم المدافعون؟! " زمجرت الأميرة غاضبة؛ بينما تتجه وهي راكبة على حصانها نحو مدينة فاني التابعة لمملكتها، والتي تلقت فجأة خبراً بتعرضها للاحتراق والنهب وخرابها بالأكمل !

أجابها قائد جُند المشاةِ ريس؛ والذي كانت تسأله سابقاً قائلاً :" لا شك أنهم خططوا لهذا الهجوم من قبل، وخطأنا أننا لَم نكتشف قبلاً تحركاتهم الخفية ."

أخذت تلعن وتشتم في كلٍ من جُند ريدانا وجنودها هي الذين تقاعسوا في أعمالهم وخففوا من دفاعاتهم، مِما تسبب بهكذا الكارثة.

عند اقترابها من مشارفها، بدأت بالفعل تستشعر حرارةً غير طبيعية، رافق ذلك بعد لحظاتٍ لمحها عن بُعدٍ خيوطاً حمراء تتصاعد؛ كانت زاوية إحدى أبشع الصور التي رأتها يوماً..

صورة فاني، بأبنيتها، حقولها وكذا أسواقها وكُل شيءٍ فيها، مُلتهبة !

وكلما تقدمت كلما ازدادت الصُورة فظاعة، مع انتشارٍ لجثث العديد مِن السكان وجُند الدفاع مقتولين بكل مكان وهي كذلك تتعرض للحرق المستديم بُغية الزوال، ومع كثرة الدخان والنار الحارقة لم يتقبل الحصان فكرة التقدم أكثر بسيره؛ فقفزت منه غير آبهة بمناداة الآخرين ودخلت المدينة المُحترقة ..

كل ما كانت تفكر به هو قتل أي عدو بالطريق، وإنقاذ أي شخصٍ لا يزال يتنفس. لكنها أينما ذهبت فقد كان الوضع نفسه، كل المدينة تحترق ولا احد بها سِوى الجثث التي تستحيل رماداً مع الوقت. " أين هم؟! هل فرَّ الأوغاد واخذوا معهم باقي الأهالي كرهائن؟! اللعنة !! " صاحت ثم قررت إيقاف البحث والاهتمام بهذه النيران.

لفّت نظرها حول المكان فلم تلمح ولا رجلاً من جنودها كان قد وصل لها، أخذت نفساً؛ غير آبهةٍ بغباء هكذا فعل بمثل هكذا مكان، وأخرجت خنجراً بسرعة من إحدى جيوب قميصٍ داخليٍ سريٍ لا تنفك عن ارتداء أمثاله، رسمت به علامةً على يدها وجعلت تستخرج منها دماً استخدمته بطبع نفس الرسم أرضاً، وقفت فوق العلامة الصغيرة وأخذت تقول بضع كلماتٍ وتكررها، وبرأسها تحاول التفكير بكل ما يُغضبها؛ ولَم يكن ذلك بالصعب في ظلِّ وضعها هذا ..

بدأت هيئتها تتغير شيئاً فشيئاً حتى صارت بشكلها الآخر، و هدفها لَم يكن قتل احدٍ هذه المرة لذا لَم يغلِب عليها التصرف بجنون. رفعت من مُستوى طاقتها وهي تتلو الكلمات؛ لتتجمع غيومٌ فجأة في السماء أعلاها بتكاثفٍ حتى وبعد دقيقات بسيطة بدأت بالإمطار ! وصحيحٌ انه لن يستمر لأكثر من ربع ساعة؛ إلا انه سيكون مفيداً في إخماد هذه النار ولو بالقلة.. لطالما كان اختصاص سِحر الماء المفضل لديها.

بعدما فقدت كثيراً من طاقتها، اختفى تحولها ذاك لتعود لطبيعتها، وسقطت أرضاً وهي تتنفس بصعوبة. قاومت تعبها و وقفت مكملةً طريقها للأمام على أمل إيجاد أي عدوٍ لقتله أو احد لإنقاذه كما كانت تفكر فحسب، حتى فجأة صوت احدهم بالقرب .. ولم يكن بصوتٍ أكثر منه حفيف .

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن