6 | شَراكة .

4.7K 430 73
                                    

-" كيف ومتى سنلتقي الأميرة لنبيعها المخطوطات؟ لا اعتقد أنها ستقبل رؤية أي احد يقول انه يحتاجها. " قالت كريستينا لإلي بينما كانت تلعب بخصلةٕ من شعرها، في حين انشغلت الأخرى بمحاولة قراءة المخطوطات، غارقةً في تفكيرٍ عميق.

-" إلي ! إنني أحادثكِ !! " صاحت عليها مُتبرمة، منقذةً الاخرى من عنكبوت عقلها الذي تفنن في تشبيك أفكارها شبكاتٍ معقدة.

-" نعم نعم، كنت استمع، لا تقلقِ، اتركي هذا الموضوع لي، لدي بعض المعارف بالقصر أنشأتهم زمن عملي السابق هناك، سأحاول بمساعدتهم شق طريقٍ ما أقابل منها الأميرة لأطلعها بالموضوع، وإن نجحتُ فسأعطيكِ حصتكِ من مال البَيعة. " أخبرت إليس، وكل كلمةٍ منها في فلك كذبٍ كانت تسبح، باستثناء منح زميلتها أجرتها.

همهمت كريستينا وهلات، قبل أن تقول:" حسناً، أثق بكِ. سأترك الأمر لكِ. " ابتسمت إليس ممتنة. أضافت كريستينا:" لكن الفضول تملكني، ماذا بشأن ذاك العمل من البداية؟ ماذا كنتِ تعملين بقصرها؟ بل و أدقاً، كيف أتتكِ الجرأة لتعملي مع سفاحة سحرة المملكة تلك؟! "

-" أنا لم أرها حقاً من قبل، اعني، لا يعني العمل بالقصر التعامل اليومي مع الأميرة، أما بالنسبة لعملي، فبعد موت والديَّ وبداية دراساتي للسِحر كنتُ احتاج المال لأعيش واشتري مكونات الجُرع؛ فعمِلت هناك مؤقتاً كخادمة ومساعدة طباخ. " ما كان الحفاظ على أعصابها باردةً حتى في خضم إطلاقها كذبات متتالية أمراً صعباً. هي قبل كل شيء تعيش بهويتين كمنفصمة شخصية، تارةً تكذب على ذاك الطرف وتارةً على الآخر. لقد اعتادت.

-" آه، حسناً. لكن تذكري، لدى مخاطبتكِ لها احذري مما تتفوهين به، وحاولي قدر الإمكان جعلها تتناسى انكِ ساحرة، و إياكِ وأن .. "

تذمرّت إليس، مُرددة:" شكراً للنصح، أمي ! لم أعلم أبداً قبل اليوم أن علّي الاحتراس من الذئب قبل دخول غابته ! يالها من معلومة ! " لَم تُظهر كريستينا لهذا رداً سوى العبوس. كانت فقط قلقة عليها، باعتبار أن المقابلة التي ستقوم بها جدّ خطيرة مما تحسبه وتحاول التخفيف عنها، لكن وكما العادة، إليس تقوم بصدّ اهتمامها. دائماً ما اعتبرتها كريس صديقةً إنما لا يبدو لها أن الشعور متبادل. تتساءل حقاً عن السبب في ذلك. لماذا لا تُريد من أيّ أحد التقرب منها؟ لماذا تشعرُ بأنها كصخرةٍ فيها حصيّة ذهب، تحتاج ضربها لتفكيكها مراراً وتكراراً، ولا تفلح إلا بعد فترة من زمن؟

كانت مستعدة لفعل ذلك، بأيّ حال. رغبت حقاً في أن تصادقها.

وقفت إليس بعدما استعدت للرحيل، ثم قالت:" عليّ الذهاب الآن، لقائنا القادم سيكون بُعيد أن أبيعها المخطوطات واحضر لكِ حصتكِ، حسناً؟ سأبعث لكِ برسالةٍ حتى ذلك الحين إن حدث أيّ طارئ. " أومأت مُوافقة.
خرجت مسرعة بعدها، خلفها شقراءٌ تنهدت بملل قبل طلب طعامٍ سيرفع بالتأكيد من معنوياتها.

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن