جِسر.

2K 294 162
                                    


في صباح يوم الجُمعة، الطبيعة تتألق بأبهى طلّاتِها بذلك الوقت من اليوم. الشمس تظهر بخجل من بين ثنايا السُحُب الصغيرة فتُغرد الطيور بسعادة و يُقبِل النسيم اللطيف فتتراقص على أنغامه أوراق و أغصان الأشجار كما لو كُنّ راقِصات باليه رقيقات.

كانت تجلس ليزلي بمطبخ ذلك المنزل المتواضع تُساعد والدتها بتحضير الإفطار للجميع.

بينما في حجرة المعيشة يجلس أخو ليزلي الأكبر، جريج، يُشاهد بعض البرامج الإخبارية.

"هيا يا أبي فهُنّ على وشك الإنتهاء من تحضير الإفطار!" صاح جريج بعدما أدرك أن أباه تأخر بالحمام بالرغم من أنه مُستيقظ منذ قليل.

"حسنًا" صاح الأب من الداخل و صوته يندمج مع صوت إندفاع المياه من الصنبور.

عاد جريج من جديد إلى غرفة المعيشة، و ما كاد أن يجلس ليُكمِل مُشاهدة ذلك البرنامج الإخباري إلا و سَمِع صوت جرس المنزل يصدع بالأرجاء.

"قادم!" صاح جريج بعدما تنفس الصعداء بينما هو متوجهًا للباب حتى يفتحه و يرى من الطارق.

فتح الباب سُرعان ما وقف أمامه، ليجد شابًا صغيرًا بإبتسامة مترددة متوترة و أعين مُتحيرة، يرتدي ملابس مُبعثرة غير مُرتبة بالشكل المطلوب و شعره كذلك، كان يرتدي حقيبة إسطوانية الشكل مُصممة خصيصًا لِحَمل اللوحات تمامًا كخاصة ليزلي، بالإضافة لحقيبة ظهره الصغيرة.

"كيف يُمكنني مُساعدتك؟" ينطق بها جريج بلُطف و بعض الإرتياب بسبب مظهر ذلك الفتى غير المُريح.

"أهلًا سيدي أنا هاري أحد أصدقاء ليزلي، هل هي موجودة؟" سأله بتردد بينما هو يحاول تجاهل نظراته المُتسائلة المليئة بالريبة.

"صديق ليزلي؟" قال جريج بتساؤل، "لم تتحدث أبدًا عن شخص يُدعى هاري!" أكمل بإنكار.

كان هاري على وشك التحدُث، لكن مجيء والدة ليزلي من خلف جريج لفت نظره، جاءت لتكون واقفة بجانب جريج فتتحدث مُوجهة كلامها لجريج، "ماذا هناك؟"

"يسأل إن كانت ليزلي موجودة أم لا و يقول أنه صديقها" أجابها جريج بعدم تصديق، بالطبع، فهو لم يعرف أبدًا بصديق لِليزلي بهذا الاسم.

كان يُردد هاري بِذهنه و يُصلي، 'إلهي أتمنى ألّا أكون أخطأت بالعنوان'

بتلك الأثناء، كانت تقف ليزلي بمكانها و أخذت تُركِز بحديثهما بالخارج أخيرًا، فأدركت أن هذا كان هاري و يُخبرهما أنه صديقها و كان على وشك شرح كُل شيء.

تركت ليزلي كُل ما بيديها لتخرج مُسرعة إلى غرفة المعيشة لترى أخيها و والدتها كلاهما واقفين مُترقبان حديث و شرح هاري للأمر.

جِسر.Where stories live. Discover now