المحاولة العاشِرة و مُفاجأة..! (الأخير)

1.7K 298 170
                                    

"صديقي العزيز، إتش.

اليوم هو آخر يوم لنا بهذه السنة، و بالطبع كانت مُمتعة جدًا فقط لأنك بنفس دُفعتي، هذا يُشعرني بالكثير من السعادة و ببعض الأحيان الفخر .. نعم، شخصٌ مثلك إن تقرب منه أحدٌ فبالتأكيد يكون شرفًا له. أنت رائع هاري و حقًا تستحق كُل شيء جيد بهذا العالم، بل تستحق العالم بأكمله.

لا أعرف إن كُنا سنلتقي أصلًا، لكنني على إيمان بأنك ستتذكرني و لن تنساني.

أعرف أنني لم أُراسلك لأسبوعين تقريبًا، لكنني فقط كنت أجد صعوبة شديدة بالكتابة لك لأنك لم تكُن بخير بالفترة الأخيرة، كما أنك كنت تتهرب من نظراتي.

و كما قال چوزيڤ فورت نيوتن "الناس يشعرون بالوِحدة لأنهم يقومون بتشييد الجُدران بدلًا مِنَ الجسور."

و دائمًا ما أتساءل، متى ستقوم بهدّ جُدرانك تِلك و تبني جِسرك؟

أتمنى لك أجازة سعيدة و أتمنى أن تُحقق آمالك.

مع تحياتي، المُخلصة لك، ليزلي."

كانت هذه آخر رسالة بهذه السنة، إنتهت ليزلي من كتابتها سريعًا بعدما إنتهت من إحتساء عصير الجوافة الذي طلبته منذ قليل بمقهى الجامعة.

الجميع بالخارج يحتفل و يلقي على بعضه البعض مساحيق مُلونة، و هي فقط لا تهتم، كُل ما يدور بِبالها هذا الفتى الذي لا تعرف إن كانت ستلقاه مُجددًا أم لا لكن الشيء الوحيد الذي تعرفه أنها لن تُحدثه أبدًا حتى و إن إلتقيا، يُمكنكم القول بأنها فقدت الأمل، فهي تقريبًا تلحظ وجوده منذ أول سنة و بدأت بالتقرب به هذه السنة و هو لم يتغير بعد.

تنهدت لتنهض و هي تجُر خيبة أملها خلفها، مُرتدية حقيبة ظهرها الصغيرة على كتفها الأيمن و رسالتها الأخيرة بيدها.

خرجت من المقهى و عينيها تجوبان بالأنحاء باحثةً عنه بإستسلام لواقع أنه لن يتحدث أبدًا.

"ليزلي!"

سمعت صوتًا مألوفًا يُناديها، و كان ذلك صوت زميلتها أرفا تلك التي من أصول هندية.

إلتفتت لتنظر خلفها فوجدت أرفا تهرول تجاهها و على وجهها إبتسامة بسيطة صغيرة.

"ألن تكُفي عن تكريس حياتكِ لهذه الرسائل لفتى مثله؟ هناك فتية كثيرون يختلسون النظر إليكِ و يبدو بأنهم مُعجبين لكن إهتمامهم قلَّ بسبب مطاردتكِ لذلك الفتى" عاتبتها أرفا مُحاولة أن تُخرجها من وهمها -كما تظن هي-.

أدارت عينيها بتملُل و نظرت إليها بيأس، "أنتِ بدأتي تتحدثين مثلهم يا أرفا و هذا يُحزنني"

جِسر.Where stories live. Discover now