4 | لقاء مخترعٍ وساحِرة؟

5.8K 551 106
                                    

فُتح باب الغرفة لتدخل إليس مطأطأة الرأس، أعينها شبه مُغمضة. هبّت كريستينا واقفةً ما أن لمحتها مِن على سريرها وتوجهت نحوها، صائحة:" أين كنتِ طوال هذا الوقت؟! طوال النهار وأنتِ بالخارج دوني ! لِم لَم توقظيني لأذهب معكِ ونبحث عن مجموعة اللصوص؟! تعلمين انه لا وقت لـ.. " ولَم تكد تنهي كلامها حتى رَمت لها إليس بكيسٍ معقود، وسارعت برمي نفسها بالسرير الآخر. فتحته متوترة ووجدت بخضمه حزمة مخطوطاتٍ مربوطة.

-" كـ... كيف ومتى فعلتِ هذا؟! " تساءلت كريستينا متعجبة، وراحت تتفحص المخطوطات.

-" لربما كنت في موعدٍ مع الدجاج ولَم أدري ! بالطبع هذا الصباح ! " ردّت مستشيطة، وقد حاولت إجبار نفسها على النوم، غير أن ذلك لم ينفع حتى مع إرهاقها الشديد.

-" مهلاً، صباحاً؟ لكن كيف تغلبتِ عليهم بسرعة وحدكِ؟ صحيحٌ أنهم ليسوا بمستواكِ، إنما ومع بعضهم فلا يُستهان بقدراتهم أيضاً."

حركت إلي رأسها مُتعبة، ثم قالت:" أعتقد أني تحولت دون أن انتبه؟ "

سقطت الأوراق من يديّ كريستينا المُتفاجئة، والتي ذهبت لها وأيقظتها وأخذت تُحركها من كتفيها للأمام والخلف قائلةً بصوتٍ عالٍ:" هل جننتِ؟!! افهم كل شيء.. لكن أن تتحولي؟! وأمام كل الناس؟! إن لَم يقتلك احدٌ ما ستقتلين نفسكِ ! تعلمين أن التحول خطيرٌ جداً ولا يمكننا القيام به متى أردنا ! أوه يا إلهي، علينا الخروج من هذه المدينة بسرعة قبيل أن يبدأ صائدوا السَحرة بالتوافد لقتلنا ! ثم .. "

طفح كيل آليس، أبعدتها، وأبقت على يدٍ لها في عنقها، قائلة:" الأوراق تم استعادتها، أنا سأبقى هنا بينما غداً سترحلين عودةً وتأكدي من إخفائها جيداً، والآن ستصمتين وتتركين أرتاح قبل أن اكسر الغُرفة كلها فوق رأسك .. حسناً؟! " وعادت لسريرها مطفئة الشمعة التي بجانبها، بينما حاولت كريستينا استعادة أنفاسها. لم يسبق وأن شهدتها غاضبة بهذا القدر قبلاً، وذاك من تأثير التحول بالتأكيد.

***

دخل الأشقر شارد البال بيته؛ أي بيت زعيم القبائل الكبير، بعدما قضى ما تبقى من ذاك اليوم بروني تحت حجةٍ واهية هي التعب مِن المشي، وأصحاً هو تأمل رؤية تلك الفتاة مجدداً كي يقنع نفسه أنها لَم تكن بمجرد وهم !

وشأن القُرى، لم يتغير البيت كثيراً أيضاً، ما يزال أشبه بقصر رغم عدم تعدد أيّ طوابقه، بل فقط من وسعه وامتداده، كأنه قريةٌ بحد ذاتها، حتى أنه يحتوي بُحيرةً بمياه برّاقةٍ صافية يعيش فيها سمكٌ نادر، وكذا حدائق من مختلف أنواع الزهور الحمراء التي تلقى إهتماماً واعتناء أكثر منه حتى.

دلفَ لردهة الجزء الجنوبي من البيت، والتي تأتي بعد مسيرةٍ طويلة على باقي الأجزاء، بحذاءٍ مُتسخ غير آبه بالخادمات التي تمسحن وترتبن كل شيء استعداداً لزيارة الأميرة التي صَرع خبرها رأسه بالقبيلة يوم غد، بينما هنَّ تنظرن له بانزعاج، عابسات في وجهه وتتهامسن حوله ما أن يُعطيهن ظهره.

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن