Chapter 46

794 58 119
                                    

  لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي

وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي

وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه

وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ

وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى

مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِق

ِ وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ

وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي


#ابو_الطيب_المتنبي


_____________________,,,,,,,,___________

#آلماليا


جهزت نفسي لحضور حفل تخرج ديفيد فارتديت عباءة كريمية اللون مع حجاب داكن نسبيا للعباءة ، اخذت حقيبة صغيرة وآله تصوير فوتوغرافية وكان وجهي خاليا من كل مساحيق التجميل إلا من ملمع لشفتي ، كنت سأضع ظلا للعيون لكنني توقفت ووضعت قلم التحديد جانبا ملأت رأتي بالهواء وسرعان ما أخرجته ، إن طبيعة رغبة الانثى بأن تكون جذابة وجميلة تطغى أحيانا على تعاليم الدين لذلك يحب علينا ان نجاهد انفسنا وهذا ما اعتربه انا الجهاد الأكبر _جهاد النفس_..

لحمت مقعدا فارغا في الصف الأول فاستغربت اقتربت اكثر فوجدت امرأة اصبحت لي مثل أمي ، اغرورقت عيني بالدموع ونطقت بصوت على وشك البكاء


_ سيدة ليلى !!

اتجهت مقلتيها إلي واشرق وجهها بإبتسامة دافئة ، استقامت ببطئ وفتحت ذراعيها كمن تطلب العناق ، لا ؛ بل انا من اطلبه .. دفنت وجهي في صدرها كمن استنشق عبير عطور أمي في رائحتها التي دغدغت مشاعري ولن ابالغ لو قلت إنني شعرت انني ثملت للحظات بين احضانها .. فتذكرت مئزر امي الأخضر المائل الى لون الفستق ، خصلاتها الحمر المتمردة ، صوت غنائها الرقيق ، نظرتها الحانية ، وراح الى ذهتي عندما أعود واحتضنها من الخلف لادفن وجهي في عنقها لأتمتع بملئ رأتي من عطرها الذي ما كنت لأطلب غيره مهدئ نفسي، لكن سرعان ما اختفى كل شيء وصار حضن محض مجرد حلمٍ بعيد المنال ، لكنني أشعر به الآن في حضنها ، تمنيت لو بقينا هكذا وقتا أطول لأشحن نفسي لمدة قادمة سأعاني منها من دون يد تطبطب علي او قلب يحويني..


تركتني وحدقت بعيني .. شعرت وكأنها قرأت ما يدور في ذهني فامسكت وجهي بيديها الناعمتين وقالت بصوت هادئ ِ

واجمل مافي الغربة صدفة اللقاء "قيد التعديل"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن