- إلى المالانهاية وجهتنا

1.4K 151 161
                                    

الفصل العاشر،
هُدى.. ضباب خفيف.
.
.

الأصوات كانت كثيرة، عديدةٌ جمة، اختلطت فيها السماء بالأرضية، و اصطف جيراني على طول الأروقة، تقلبت أحاسيس كل واحد منهم، وحدهم خدمهم من كانوا يعانون، لا يدرون أيسكتونهم أم يسرعون باخراجهم.

أما أنا، ركضت بجفاء في الحلق و ريقٍ لم يمتلك الوقت ليبلله، هممت أطير بقدماي و لأول مرة أحببت جناحاي المقطوعان. إذ أن وجهتي هذه المرة لم تكن لا ما فوق الأرض و لا ما تحتها، وجهتي كانت المالانهاية، حيث لا يُقبل إلا أصحاب الأقدام حفاة الأحلام.

انفجر شيئٌ آخر مُحدثا إهتزازًا بجسدي و بكل من يقف، صرخ المجانين و ضحكت العاقلة الوحيدة أنا، ضحكت حقا!!! دون مزاح، صوتي رائع!!

نزلت السلالم و الحقيبة بيدي، أحتضنها بعنف. هناك الكثير من الشرطة و أمثالي -مرتدي الأبيض- الذين كانوا يكبلونهم ثم يخرجونهم واحدًا تلو الآخر، أحرارٌ بالسجن و سجناء بالخارج!! حتى دماغي توقف لصعوبة وقع الجملة.

تراجعت للخلف بسرعة و قد دق قلبي بعد ركودٍ دام كوريدليون دمعة، لم أدري ما أفعل خاصةً أن هذا هو أقربُ مخرج طوارئ لي، ثم إن عودتي تعني حصر العدو لي.

فكري ليزانثس، لأجل حبيبك.

ليس بعد وصولي لهنا سٱعتقل بعد تهشم الدنيا لأتحرر سٱمسكٔ، ليس هذه المرة.
نظرت حولي بتوتر أتشبث بالحقيبة أكثر حتى لمحت بابًا فقلت بدهشة: بالطبع، القمامة!!

اتجهت له راكضة بسرعة لكن أحد الشرطيين صرخ: هاي أنت إلى أين؟!

لم ٱبالي له و أجلت تعليقاتي فقد خصصت اليوم لقطع قوانيني و فعل كل الأشياء التي لم أتحسسها منذ زمن، خصصت اليوم لأفعال "أول مرة بحياتي" .

دفعت الباب بقوة حتى أنه ٱغلق لوحده خلفي، سرعان ما لحق بي انتظرته حتى دخل لأقوم بأخذ ما التقطته عيني و ضربته مباشرة على خلفية رأسه فسقط. كانت مكنسة، طويلة خشنة ليس بضخامة بطنه الدائرية.

بدى مغما عليه، رميت المكنسة و قد صدر صوت ارتدادها أتنفس بصعوبة، ثم قمت بثني قدماي حتى قَصُرَ طولي و اتجهت للباب أغلقته بالمفتاح، في حال لحقوا بي. حملت الحقيبة من الأرض و ارتديتها على ظهري. رحت أبحث بعيني عن خلاصي حتى وجدتها، ثقب القمامة.

كان عبارة عن ممر سحري بالنسبة لي، و أنبوب طويل يمتد لبضعة طوابق تُلقى به القمامة، لغيري. لكنه بكل حال كان مخرجي، أملاً كريه الرائحة سينجيني من هنا.

قمت بالتشبث بحافته بالأعلى و أدخلت قدماي بصعوبة إذ كنت ٱعاني لكي لا أسقط للخلف أو أضرب رأسي، لا أعلم لما يبدو هذا أسهل على شاشةِ التلفاز.

أخذت نفسًا طويلاً كمن على استعدادٍ للحرب، هذه هي ليزانثسْ، فرصة العمر التي حدثك أجدادك عنها، و رأيتِ كثيرين ينتكسون لضياعها منهم، الفرصة التي لا تكرر بنفس الحظوظ و نسب النجاح.

رواية || أين غرفة المنكسرين؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن