- إنتحار مبتور القدمين

1.6K 192 134
                                    


الفصل الرابع
هدى، مشعل طريق.
.
.
ميرنان يا ميرنان.. من الأقوى بيننا؟!

حمقاء، لا تخرقي العادات.

إنها.. مرآتي يا مرآتي،

من أكثرهم جنونا بيننا؟!

انتظرت عريسي بفارغ صبر، و كأس عصير سكبها إشبين زوجي، ريثما تعانقني تحطماتي. أين حبيبي لا حاجة لي بكم؟!

لما تأخر؟! سادسة عشر؟!

"ليزانثس!! ليزانثس أتسمعين؟!"

فتحت عيني. لما لا أزال هنا؟؟ لما لم أمت؟؟ سحقًا لهذه الحياة التي لا تذوب.

كانت النيران تأكل كل شيء لكنها هي الٱخرى لم يعجبها مذاقي على ما يبدو. جحيمًا لها، ألهذه الدرجة أنا مالحة؟!

"ليزانثس رُدي."

اخرس، من هذا أصلا الذي ينادي؟!

لكني اكتشفت أن رجليَ احترقتا قليلا و كذلك ظهري. علمت في الواقع أني لن أموت كشمعة أو شعلة. بل سأموت كالصراصير و الناموس، اختناقًا بمبيد البشرية هذا.

سعُلتُ رغما عن إرادتي فلم ٱرد منهم أن يكتشفوا مكاني، بل كنت أبتسم بفرح، أبتسم معتقدةً أن الليلة ستكون آخر يوم عزوبية لي.

لكنه أنقذني. الحيوان القذر، المقرف النتن، صندوق الجوارب العفن، و حشائش المجارير المقززة. ذاك الوسخ الوقح. الوسيم.

أنقذني، للمرة العاشرة.

لم تمر دقيقتين على الكحة، حتى سمعت صوت خطواتٍ ناحيتي. صرخت النيران حين رِشت بالمياه، و ذرفت دمعةً لزفافي الذي دمر.

وصل إلَي و حين رأيته تمنيت لو أدخل السجن بسببه. وضع يده اليمنى أسفل رقبتي فقلبت وجهي عليها و عضضته بقوة.

ليعيد يده لصدره كردة فعل و يهزها في الهواء بينما رمقته بحقد. مع هذا بنفس الطريقة قرر حملي، لكنه باغتني بسرعته فلم أستطع عضه و بسبب ضغطه على ظهري المحترق حُملت بين يديه كرضيعة لشدة الألم. كما أن جسدي الضعيف فَشُل لكثرة المبيد الذي استنشقه.

فبكيت، ليس خوفا، أو فرحًا. بكيت ألما، للموت الذي يرفضون تركي له، للعزوبية التي لن تتخلى عني. بكيت دموعا قحطاء، و نزيفا بعد نبشٍ بصحراء جوفي.

لأني بدل أن أتزوج الموت حبًا، تزوجت العزوبية إرغاما.

ثوان حتى لفني صداع و راحت بؤبتي تريان الظلام و قد أحببته. فهاهو، سادسة عشر، يواسي حزني و فراق حبيبي.

أول مرةٍ ظهرت فيها ميرنان، كان قبل أن ٱجرب الانتحار للمرة الثانية. الٱولى كانت بحبلْ لكن سايمون كشفني و أنقذني ثانيتين قبل أن أختنق. و في الثانية، كنت قد سرقت خمسة و ستين حبة دواءْ، أسبرين. كنت أنوي أن ٱخرس صداع الحياة ضربة واحدة.

رواية || أين غرفة المنكسرين؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن