الفصل 22

86.9K 1.7K 82
                                    


عاد "مراد" الى بيته واجماً صعد الى غرفته وجلس على الأريكة واضعاً رأسه بين كفيه ومغمضاً عينيه .. ظل جالساً فى مكانه طويلاً الى أن فتح عينيه ونظر الى الفراش أمامه .. بدت تعبيرات الألم على وجهه وهو يتذكر محادثتهما بالأمس واكتشافه الشبه الكبير بينه وبين أخيه .. كان الألم يغمره لشعوره بأن "مريم" ترى فيه أخاه ليس أكثر من ذلك .. فهو بديل حى عن زوجها المتوفى .. ربما لو لم تتحرك مشاعره تجاهها لما أهمه ذلك .. لكن مشاعره تحركت من جمودها واتجهت اليها بشوق .. لتتحطم آماله على صخرة ماضيها .. نهض وغادر الغرفة وكأنه لا يطيق المكوث فيها .. بعدما رحلت عنها.


قامت "مريم" من على الأرض أمام الباب ودخلت الحمام وأخذت دشاً ساخناً وقفت كثيراً تحت الماء الساخن المنهمر على جسدها .. ودت لو يستطيع الماء المنهمر غسل روحها كما يغسل جسدها .. تمنت لو كان للماء قوة لإزاحة ما بها من آلام .. انتهت من حمامها ولفت نفسها المنشفة وتوجهت الى حقيبتها بجوار الباب ودفعتها الى الفراش وفتحتها لتخرج ملابسها .. نظرت بأسى الى الدبلة التى تزين يدها اليسرى .. حاولت نزعها من ذلك الإصبع .. لكنها ما كادت تلمس الدبلة حتى انهمرت دموعها .. وجلست على فراشها تبكى بحرقة .

*******************************************

جلس "مراد" فى حديقة الفيلا شارداً ووجهه يشع حزن وأسى .. اقتربت منه والدته قائله :
- "مراد" صباح الخير .. كنت فين انت و "مريم" خبطت عليكوا كتير الصبح محدش رد فتحت الباب لقيتكوا مش موجودين
لم يلتفت "مراد" اليها ولم يبد اى رد فعل .. راقبته "ناهد" بأعين متفحصه وقالت بشك :
- "مراد" انت كويس ؟
صمت ولم يجيب .. وقفت أمامه لتضطره أن ينظر اليها وسألته بلهفة :
- فين "مريم"
صمت .. طال صمته .. ثم تحدث أخيراً قائلا بصوت هادئ :
- مشيت
قالت "ناهد" بإستنكار :
- يعني ايه مشيت ؟
قال "مراد" بصوت حاول أن يوقف ارتعاشته :
- طلقتها
صمتت "ناهد" تحاول استيعاب صدمتها ثم هتفت قائله :
- طلقتها ؟ .. ليه يا "مراد" .. ليه كده يا ابنى
دمعت عيناها وهى تقول :
- ليه يا "مراد" .. ليه تحرم نفسك منها .. أنا عارفه انك بتحبها .. وهى كمان .......
قاطعها "مراد" بحده :
- وهى كمان ايه ؟ .. ماما "ماجد" كان نسخه منى .. عارفه يعني ايه .. يعني لو حسيتي فى أى وقت ان "مريم" حسه بحاجه نحيتي فتأكدى ان ده بس عشان أنا شكل جوزها .. اللى هو أخويا الله يرحمه
هتفت "ناهد" قائله :
- انت غبي يا "مراد" ؟ .. انت مشوفتش كانت قلقانه عليك ازاى لما تعبت .. قلقت عشان انت شبه أخوك ؟ ولا عشان كانت خايفة عليك انت ؟
قال "مراد" بحزم :
- مفيش داعى للكلام ده .. انا اتكلمت معاها واتأكدت انها لسه بتحبه .. وانها لو وافقت تستمر معايا فى يوم من الأيام فده هيكون بس عشان أنا شكل أخويا .. ودى حاجة مستحيل أقبلها أبداً
قالت "ناهد" بأسى :
- وهى فين دلوقتى ؟
قال "مراد" بصوت مرتجف :
- فى بيتها .. وصلتها بعد ما روحنا للمأذون
قالت "ناهد" بحنق وهى تنصرف :
- غلطان يا "مراد" .. غلطان أوى وبكرة تندم انك سيبتها تضيع من ايدك

قطة فى عرين الأسدDär berättelser lever. Upptäck nu