الفصل الرابع

62.9K 1.4K 44
                                    


قضت "مريم" ليلتها وهى تشعر بالألم والحزن بسبب الإهانة التى تعرضت لها من "خالد" .. وعزمت على ترك حملته تماماً .. توجهت "مريم" فى الصباح الى مكتب "عماد" وقالت له :
- لو سمحت يا أستاذ "عماد" أنا مش حبه أمسك حملة شركة المقاولات
نظر اليها "عماد" بإستغراب قائلاً :
- ليه ؟
فكرت قليلاً ثم قالت :
- يعني مش حبه وخلاص .. ممكن أبدل الحملة دى مع أى حد من زمايلي وآخد الشغل بتاعه
صمت "عماد" قليلاً ثم قال:
- طيب .. بدلى مع "سهى" وخدى الحملة اللى هتبدأ فيها

شكرته قائله :
- شكراً يا أستاذ "عماد"
همت بالإنصراف لكنه أوقفها قائلاً:
- "مريم"
- أيوة
نظر اليها متمعناً ثم قال :
- انتى كويسة
أومأت برأسها قائله :
- الحمد لله
ظل ينظر اليها قليلاً ثم قال :
- لو احتجتى لأى حاجة عرفيني
نظرت اليه بإمتنان وقالت :
- شكراً يا أستاذ "عماد"
خرجت وعينا "عماد" تتابعانها فى أسى .. ثم انكب على عمله .

قالت "مريم" لـ "سهى" :
- "سهى" أستاذ "عماد" قالى أبدل معاكى حملة شركة المقاولات بالحملة اللى فى ايديكى
نظرت اليها كل من "مى" و "سهى" بدهشة .. قالت "سهى" :
- ليه .. اشمعنى
- مفيش هو قالى كده
- مفيش مشكلة هاتى الملف بتاع الحملة وخدى ملف حملتى أهو
بدأت "مريم" فى العمل على الحملة الجديدة .. وهى تحاول أن تتناسى كلمات "خالد" الجارحة التى قالها لها بالأمس

***************************
نظر "عثمان" الى أخته "صباح" التى وقفت تصفف شعرها أمام المرآة قائلاً :
- انتى مش هتبطلى وجوف جدام المرايه ولا اييه .. جومى شوفى أمك وساعديها فى تحضير الوكل
قالت بحنق :
- حاضر نازله
صاح قائلاً:
- يلا يا بت انجرى بلاش دلع وجلة حيا
صاحت قائله :
- هو آنى عملت اييه يعني .. حاجة غريبة صحيح
صاح "عبد الرحمن" قائلاً :
- هو انتوا مش هتبطلوا خناج أبداً .. لازمن كل يوم نسمع الخلج صوتنا
نزلت "صباح" وهى تتمتم بغضب .. جلس "عثمان" بجوار" أبيه على الأريكة ساهماً .. ثم قال :
- تفتكر مين اللى عمل اكده يا بوى
تنهدت "عبد الرحمن" وقال :
- علمى علمك يا ولدى .. علمى علمك
ثم قال بأسى :
- فجدت ابنى "ياسين" ومن جبله "خيري" الله يرحمهم التنين
- الله يرحمهم
التفت "عثمان" الى أبيه قائلاً :
- لسه مفيش أخبار عن ولاد "خيري" خوى الله يرحمه
قال "عبد الرحمن" بألم :
- لا والله ياولدى .. آنى ما خليت شئ إلا وعميلته .. آني حتى مخبرش بجيله كام ولد عايش .. آني معرفش غير ان بنته ماتت معاه فى الحادثة .. والناس جالولى انه مخلف غيرها .. لكن مخبرش ولاد ولا بنات عايشين ولا ميتين .. وين أراضيهم مخبرش
قال "عثمان" بحزم :
- لازمن نلاجيهم ونلم لحمنا يابوى
- ان شاء الله يا ولدى .. ان شاء الله هنلاجيهم ونجيبهم يعيشوا معانا اهنه


************************************

تقدم رجل الى مكتب سكرتيرة "مراد" قائلاً :
- أنا مندوب جمعية رسالة وعندى معاد مع الأستاذ "مراد خيري"
قالت له السكرتيرة :
- اتفضل استريح
قامت وتوجهت الى مكتب "مراد" لحظات وعادت وأشارت للرجل بالدخول قائله :
- اتفضل
تقدم الرجل الى مكتب "مراد" الذى قام ليصافحه .. قائلاً :
- أهلا بيك اتفضل اعد
قدم الرجل الكارنيه والبطاقة الى "مراد" قائلاً :
- أنا مندوب من جمعية رسالة .. أولاً أنا شاكر لحضرتك انك سمحتلى آخد من وقتك .. وآسف لو كنت هعطلك
قال له "مراد" :
- لا أبداً اتفضل
تحدث الرجل قائلاً :
- جمعية رسالة لو حضرتك مسمعتش عنها .. دى جمعية خيرية ليها أنشطة كتير جداً .. اتأسست فى مصر سنة 1999 .. بدأت كحركة طلابيه فى كلية الهندسة .. وبعدين نشاطها وسع لما تم لتبرع بقطعة أرض فى فيصل وقدرنا بمجهوداتنا اننا نشهر الجمعية .. وحالياً لينا أكتر من 50 فرع فى جميع أنحاء الجمهورية .. من نشاطاتنا .. مساعدات الأسر الفقيرة .. محو الأمية .. خدمات للمكفوفين .. كفالة اليتيم .. رعاية الصم والبكم .. رعاية المعاقين ذهنياً .. مستوصفات خيريه ..
صمت قليلاً ثم قال :
- وتوفير كراسى متحركة وأطراف صناعية للغير القادرين
أومأ "مراد" برأسه .. فتنحنح الرجل قائلاً :
- يعني أنا دايماً بشوف ان ميحسش بالناس دى غير اللى مر بظروفهم .. وعشان كدة جيت لحضرتك النهاردة .. لو تحب تساهم معانا فى مساعدة الناس دى
أومأ "مراد" برأسه ودون أن يتكلم أخرج دفتر شيكات من درج مكتبه وقلماً أنيقاً وذيل الشيك بتوقيعه وكتب مبلغاً اتسعت له ابتسامة الرجل وشكره بحراره وأعطاه وصلاً قائلاً :
- حقيقي متشكرين جداً يا أستاذ "مراد" .. وأنا كنت واثق من كرم اخلاقك .. ومتشكرين مرة تانية
أومأ "مراد" برأسه دون كلمه .. استأذن الرجل وانصرف .. شرد "مراد" قليلاً وعلامات الحزن على وجهه .. ثم ما لبث أن عاد الى الملفات التى أمامه واندمج فى عمله مرة أخرى

قطة فى عرين الأسدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن